الأم ذات العين الواحدة
تاريخ النشر: 08/02/15 | 17:55كان لأمي عين واحدة… و قد كرهتها لأنها كانت تسبب لي الإحراج… و كانت تعمل طاهية في المدرسة التي كنت أتعلم فيها لتعيل العائلة… ذات يوم في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن علي… أحسست بالإحراج فعلا كيف فعلت هذا بي !؟ تجاهلتها و رميتها بنظرة مليئة بالكره… و في اليوم التالي قال أحد التلامذة: أمك بعين واحدة… أوووه… و أخذ يضحك علي أصحابي… و حينها تمنيت أن أدفن نفسي و أن تختفي أمي من حياتي… و في اليوم التالي واجهتها: ” لقد جعلت مني أضحوكة، لم لا تموتين !؟ و لكنها لم تجب !!! لم أكن مترددا في كلامي لأني كنت غاضبا جدا… و لم أبالي لمشاعرها !!! و أردت مغادرة المكان. درست بجد و حصلت على منحة للدراسة في سنغافورة… و فعلا، ذهبت، و درست، ثم تزوجت، و اشتريت بيتا، و أنجبت أولادا، و كنت مرتاحا و سعيدا في حياتي. و في يوم من الأيام أتت أمي لزيارتي و لم تكن قد رأتني منذ سنوات و لم ترى أحفادها أبدا !!! و قفت على الباب و أخذ أولادي يضحكون… صرخت: ” كيف تجرأت و أتيت لتخيفي أولادي ؟ أخرجي حالا !!! ” أجابت بهدوء ” آسفة أخطأت العنوان على ما يبدو “… و اختفت… و ذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل العائلي… كذبت على زوجتي و أخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل… بعد الاجتماع ذهبت إلى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه ( للفضول فقط ) !!! أخبرني الجيران أن أمي… توفيت. لم أذرف ولو دمعة واحدة !!! قاموا بتسليمي رسالة من أمي:
” ابني الحبيب لطالما فكرت بك… آسفة لمجيئي إلى سنغافورة و إخافة أولادك. كنت سعيدة جدا عندما سمعت أنك ستأتي للاجتماع… و لكنني لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك. آسفة لأنني سببت لك الإحراج مرات و مرات. هل تعلم… لقد تعرضت لحادث عندما كنت صغيرا و قد فقدت عينك… و كأي أم. لم أستطع أن أتركك تكبر بعين واحدة. لذا أعطيتك عيني. و كنت فخورة و سعيدة جدا لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني. ”
… مع حبي…
… أمك…