في سيرة عبدِ الأحَد

تاريخ النشر: 05/11/12 | 9:50

رابضٌ ناقدُنا عبدُ الأحَد

عَلى المحطَّةِ القديمةِ

الّتي في أوَّلِ البلَد

كَأنّما تَجَمّدَت أفكارُهُ

في برزخِ الأبد

*

يا سيِّدي عبدَ الأحَد

قد مَرَّت الحافلَةُ التي جِئتَ لَها

مُذْ أربعينَ عامًا قد مضى

من عمرك المديدِ تنتَقِد

تعيدُ ما تَقدَّمَ تَأَخِّرْ

تُدوِّرْ

تُكرِّرْ

*

قد مَرَّ عنكَ

الشُّعراء والكُتّابَ

مِن قدامى وجُدُد

من شيخِهِم حتّى الوَلَد

وأنتَ يا ناقدنا

مُقَبَّعٌ على الوحيدِ والأحد

مُقَفَّلٌ على الوحيدِ والأحَد

وَقيدُكَ السرِّي قد فُقِد

تُحيطُ ذاتكَ الّتي

تُقَبِّلُ المرآةَ تَسبيحًا بلا عَدَد

في بُقعةِ الزَّمانِ والمكانِ والأمَد

كَأنّهُ ما مِن أحَد

في تيهِكَ الممدودِ للأَبَد

وإذ تَنامُ قطَّةٌ في كَفِّك

قد خرمشَت دفترها

أو خربَشت أحمرَها

جعلتها مليكةَ

الشّعورِ والحضورِ

والجمالِ والكمالِ

والمدادِ والمَدَد

*

أو شاعِرٌ مرفَّهٌ

يَوَدُّ أن يصيرَ كالأحَد

صنوانِ أنتما هنا

طائفَةً أو مِلَّةً أو شِلَّةً

أو معتَقَد

يُصَيَّرُ الغلامُ بالترطيلِ

والعديد والعَدَد

كأنَّهُ الوحيد والأحَد

*

أقولُها

يا ناقدَ المحطَّةِ القديمة

من أوّلِ البلَد

لآخِرِ البلَد

ابْقَ هناكَ صامتًا لا صامِدًا

في غرفةِ التجميدِ للأَبَد

تُخاطِبُ الأمواتَ والغلمانَ

والهواةَ والقيانَ

عَن بُعُد

منتظِرًا ذاكَ الوحيدُ والأحَد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة