التنشيط السياحي في بلادنا العربية
تاريخ النشر: 12/03/15 | 16:25لا ينكر عاقل حجم التراث الحضاري الذي يشتمل عليه المشرق العربي والإسلامي بوصفه مهد الحضارات ومولد الرسالات السماوية ومحطاً لاهتمام البشرية من الأزل، ولما يشتمل عليه من خيرات ومقدرات وموارد في مجال الطبيعة والبعد الجغرافي والبشري والتاريخي.
هذه الأبعاد مجتمعة أوجدت في البلاد العربية مجموعة متنوعة من الشواهد الدينية والتاريخية والحضارية التي تعود لأزمان مختلفة، وحضارات متعددة، وديانات كثيرة، إضافة للموقع الجغرافي والمناخ والتضاريس التي تجعل من معظم البلاد العربية والمشرقية عنواناً للإبداع السياحي بكل مجالاته.
ولكن ؛ وبكل صراحة.. هل هذا هو واقعنا اليوم ؟
من خلال سلسلة البرامج الاستشارية والدورات وورشات العمل والمؤتمرات الدولية التي ننظمها أو نشارك بها، وفي كثير من البلاد والعواصم التي زرتها كعضو فريق الخبراء في شبكة تنمية الشرق الأوسط (MDN )، أو كإعلامي جوال، وجدت أن ثقافة التنشيط السياحي غائبة لدينا بالمطلق.
الهدف العام لمشروعات وبرامج التنشيط السياحي العصري يهدف إلى التعريف بمنهجيات التفاعل مع الواقع السياحي المحلي وتعزيز قدراته لتكوين حالة من الجذب للسياح المحليين والأجانب.
وهذا الأمر يعني بالضرورة وجود تحليل عقلاني واقعي استقصائي لمعطيات المشهد السياحي، وتبيان عوامل القوة والضعف فيه،والوقوف على فروع السياحة العالمية ( العلاجية.. الشواطئ، المؤتمرات، التخييم…)المتاحة في كل قطر عربي، لجعلها مرتكزات للسياحة الفاعلة.
ولعل من أبرز ملامح إدارة العمل السياحي العصري، أن يتقن القائمون عليه تنسيق وبرمجة الحملات المحلية والإقليمية والدولية في مجال الدعاية والإعلان السياحي، من أجل تعزيز السياحة الداخلية، وتفعيل الجذب السياحي العالمي.
وتجدر الإشارة هنا لأهمية بلورة وعي حقيقي ومستمر بأشكال التنشيط السياحي عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي العصرية، والتي باتت واحدة من مرتكزات التميز والإبداع في حملات التنشيط السياحي الكونية، كما أن هناك حاجة ماسة لاختزال التجارب من خلال التعرف على نماذج ناجحة من التنشيط السياحي لبيئات سياحية ضعيفة في دول العالم المختلفة وكيف حققت النجاح برغم قلة الإمكانات لديها.
نحن في المشرق لدينا كل أنواع السياحة، وكل مقومات التنشيط السياحي، ولكننا لا نتخذ الخطوات المناسبة للعمل على تفعيلها بصورة مؤثرة، مع علمنا أن السياحة مورد أساس من موارد النهضة الاقتصادية والرفاهية في الحياة إذا أحسنّا توجيهها والتعامل مع فروعها باحترافية وإبداع.
المستشار د. نزار نبيل حرباوي