إستحقاقات الإلتفاف الجماهيري
تاريخ النشر: 19/03/15 | 6:52بداية أهنئ المجتمع العربي بالنتيجة غير المسبوقة في نجاحه في إدخال قوة كبيرة للكنيست ورفع نسبة التصويت ب 10% تقريبا قياسا مع الانتخابات السابقة، كما واهنئ الأربع عشر عضو كنيست في الدورة ال 20…
بعد سقوط كل تخمينات فشل القائمة المشتركة، وتبديد أوهام وأحلام الكثيرين من سقوطها ومن عدم اجتياز حاجز ال 10 مقاعد بل واتهامها بأنها “قائمة الكراسي” وذلك بعد أن نادى بعض القيادات بشكل علني وسري لمقاطعة الانتخابات…. بل أكثر من ذلك لقد نجحت المشتركة في خلق التفاف جماهيري واسع وحولها، إذ حصلت على ما يزيد عن ال 90% من الأصوات العربية في البلاد، وكل المؤشرات تشير الى نجاحها بكل البلاد العربية وتلك التي كانت محسوبة على الأحزاب الصهيونية، كل هذه مؤشرات قوية وواضحة لثقة كبيرة قد منحها الجمهور لهذه القائمة.
كما نعرف جميعا هنالك علاقة طردية بين الثقة والمسؤولية، بعد هذا النجاح فإن المسؤولية الملقاة على عاتق القائمة المشتركة جمّة وكبيرة بحجم الالتفاف الشعبي من حولها، وعليه يتوجب على كل مركبات القائمة المشتركة الحفاظ على تركيبتها بل والسعي لاحتواء أطياف اخرى قد تمنّعت، لأسباب أو أخرى عن المشاركة بهذه الشراكة المباركة وبذلك جعل الحلقة أشمل واوسع التفاف وحشد جماهيري مستقبلا.
بتقديري هذه الشراكة مباركة ليس للنتيجة الرقمية وحسب، بل هنالك الكثير من الربح الضمني غير المرئي، ومنه رسالة للقاصي والداني مفادها وحدة وتكاتف في المجتمع العربي وأن المجتمع العربي يقف خلف قيادته ويثق فيها ويقف ضد العنصرية والعنجهية التي تمارسها اسرائيل بشتى الوسائل اتجاه المجتمع العربي.
الهدوء العام في الشارع العربي وعدم الإنجرار الى خلافات ومشاكل جميعنا في غنى عنها كانت انجازًا اخر لهذه الشراكة، لا بل ساد الانخابات جو من الإلفة والحميمية بين كوادر ونشيطي الأحزاب على اختلاف انتماءاتهم.
لا شك أن حكومة اليمين المتطرف المقبلة المفضوحة نواياها مسبقا والمتمثلة في مواقف رئيسها وتعابيره العنصرية اتجاه العرب في البلاد، لا تبشر بخير بل تبشر بتجاهل تام للقائمة المشتركة والوقوف ضد أي مشروع أو مقترح تقدمه للكنيست حتى لو كان له مردودا ايجابيا للبلاد عامة. وستحاول حكومة اليمين معاقبة الجمهور العربي لانتخابه هذه القائمة والتفافه حولها.
بعد هذه النتيجة والثقة الكبيرة، تبدأ مرحلة المرقابة ومتابعة انجازات القائمة المشتركة. صوّت الجمهور للقائمة ايمانا منه بأنها قادرة على تحسين ظروف حياته وأنها قادرة على الوقوف أمام عنجيهة حكومة اسرائيل العنصرية العنجهية، وعليه يجب على القيادة العمل بآليات وأساليب تلبي رغبات هذا الجمهور لا بل وتطوير آليات جديدة وتوسيع وقعة نضالنا لتصل الى خارج البلاد وفضح عنصرية وهمجية اسرائيل بالمحافل الدولية ومنها محاكم دولية، مؤسسات حقوقية ومؤسسات اقتصادية.
يجب على القائمة خلق هيئات حديثة قادرة على التواصل مع العالم بأساليب ولغة حضارية لائقة مشرفة كما يليق بنا كأقلية، كما ويجب على هذه الهيئات العمل على تجنيد أموال وبناء صناديق لتمويل مشاريع عربية في الداخل. باعتقداي ان هنالك رؤوس أموال فلسطينية وعربية شريفة مستعدة لدعم مشاريع عربية في الداخل من خلال رؤيا مهنية اقتصادية يجب التوجه اليهم وفقها، هذا يستوجب البحث عن هؤلاء المتبرعين ورجال الأعمال وتنشيطهم بما فيه مصلحتنا كأقلية ورؤياهم كمتبرعين او كرجال أعمال.
أخيرا بتقديري هنالك حاجة لمتابعة الجرف الجماهيري وتحول فكر القامئة المشتركة من فكر للانتخابات العامة للكنيست الى الانتخابات المحلية للبلديات والمجالس المحلية إذ يجب تشكيل قوائم محلية شباابية تحت راية القائمة المشتركة القطرية تكون قادرة على تغيير الحال في المجتمع العربي في البلاد وبالتالي دحر العائلية والطائفية وكل اسقاطاتهم ومساوئهم على مجتمعنا.
بعد كل ما تقدم، نبارك لمنتخبينا ونقول لهم الآتي أعظم وأنتم لها ونحن معكم في خندق واحد.
بقلم محمد بيطار عودة – كاتب ومؤلف سلسلة “نجاحات عزائم عربية”