سجلوا ايها المؤرخون…
تاريخ النشر: 16/12/12 | 3:10سجلوا أيها المؤرخون هذه البطولة
سجلوا إن كان لديكم أقلاماً ورجال
الصمود وثباتَ الجهادِ وقوة الإرادة
دوّنوا حتى التفاصيل التي تُثير الانفعال
سجلوا بالدمِ والحِناء هذه المجازِرْ
ارسموا غضب الموت في الرجولة
أفئران تجارب هؤلاء الأطفال ؟
أم حكاية لتفرض التاريخ والسيادة ؟
الآزفة بعينها , هي مآسي الاحتلال
العروبة عندهم خريفٌ عابِر
فهناك رخيص دم الطفولة
ودم النساء والشيوخِ والرِجال
ودم المباني والحجر وبيوت العبادة
رخيصٌ , الدم هناك لا مُحال
وإشعال فتنة الطوائف والمخاطِرْ
سجلوا بحرقة الدموع بكل صعوبة وسهولة
إن بقي لديكم بعضاً من سائِل الحبرِ للاستعمال
وبعضاً من الورقِ وبقايا صورٍ وهمية للعيادة
سجلوا هذه الوحشية في اتقان الاغتيال
سجلوا موت القضية فلم يعد هنا ناصِر
ويتبعثر التاريخ ما بين النُعاس والقيلولة
تفاجئوا الانذال لعدم الخضوع والإذلال
وفشلت خطة المحو والإبادة
فزيفُ الكلام فتح طريق الاعتقال
وبقي صوت العروبة , صداهُ ساخِر
سجلوا هذا الإجرام في الأمة المعزولة
الذي يسقي الشرق الأوسطَ تجويع وانعزال
في بكاء السماء وعتاب لون السعادة
يجتاح بلاد العزة وتولد قصة النضال
وتليها تولد في بواطن الارض آلاف المقابِر
سجلوا إن كانَ لديكم صبراً , في المرتبة الاولى
أو أي نوعٍ من الصبرِ يهز الجبال
هذا الصمودِ وتلك المقاومة , فلها الشهادة
هذا الركودِ دونما مساومة بأي احتمال
وكالأرانب ينظرونَ حُكامنا الأكابِرْ
للعمليات العسكرية البشعة المحمولة
وللغارات الهمجية للقتل جشعة في هذا المجال
في ظِلِّ صمت الملوك والقادة
حينما باعوا العروبة بالأقوال والأفعال
وحتى للمشاهد العنيفة التي تقهر المشاعِرْ
سجلوا فلم يعد هناك صفحات مجهولة
كفن الاجنة استشهد ليعلن الاستقلال
سجلوا أيها المسلمون هذه الولادة
من الدماء التي تنـزف من القتال
في لبنان والعراق وفلسطين والوطن الصابِر
ولا تنسوا الشرايين التي تقطع العمولة
والمقابِر التي تزرع آلاف الأبطال
ما بين البُكاء والاستشهاد والبطولة والإبادة
وقُتِلت فرحة الورود وأُغتيلت الآمال
وتبعثرت الأزمنة في المعابِر
سجلوا وحشيه هذا العدو الذي لا يرحم الامومة
والذي يدعي وفقط يدعي فما يساوي إلا بضعُ نِعال
من لمعان القلادة…للأرض التي تُغتصب
في تحدي جنود الله في الأعمال
حينما تستعِرُ العروبة زخرفة شاعر
وتلك المومس المجندة المشلولة
التي ارادت شرقا أوسطاً بالكمال
على حساب عجز شيوخٍ ووسادة
على شللٍ يُذيب العظام والانتشال
في صراع الزمن في وقت باكِر
تجزأ التاريخ وانطوت فيه صفحات مذلولة
عِبرة لمن يعتبر رسالةً لكلِّ الأجيال
في مسلسلِ ارتكاب المجازر دونما إفادة
وشراسة المضمون والتباهي بالأمثال
وبكائي عند الوادي المقدّس ما زال ناطِر
انظروا…انظروا… الجثث الموصولة
إن كان لديكم أعين انظروا بدون انفعال
وسجلوا هُناك وُجِدَ يتيم كان في اجازة
وهُناك ثكلى جمعت أشلاء الأشبال
وذاك أرمل وذاك شهيد كان مسافر
أين العدالة بربّ السماء, أهي مصقولة ؟
تلك المومس التي رقصت على الجثث بالنِعال
تلك التي أرادت دماء العرب انهارا تنزفْ, اعادة
في متعة الغرب “وأصحاب الدم المطهر” في كل حال
بالجرف يدعونَ لهم من خلفِ الكواليس حُكامنا الأكابر
بالصمت يدعمون هذا العدوان بنفس مغلولة
يدعمون هذا الكيان بصمت البحر وببعثرة الرمال
يدعمون شعب الشتات فاقد السيادة
العزة والكرامة انصهر فيها الجمال
وأصبحنا بين التشرّد والتهجير والمخاطِر
في شنّ الهجوم على أطفال منسولة
على أبناء الشعب الواحد ذو الخصال
التي دُفنت ارضها بدمائها تحت سجادة
وتلطخت بدماء براءة الأطفال
وبنسائها وشرف الامة العاقِر
من يحمي الامة المكفولة ؟
من يُحي فينا كرامة المال ؟
من يحمينا من عدم الزيادة ؟
من وألف من, الكم من الأمثال ؟
القضية هي المعيار حُكامنا الأكابر
بالله عليكم سجلوا هذه المقولة
سجلوا… سجلوا… واحملوا الاثقال
ولا تخلقوا أي حُجّةً كانت بكل ريادة
سجلوا ولا تنسوا أو تتناسوا قصة الأبطال
أيُّ حرفٍ من هذا التاريخ العابِر
وأسرعوا في جمعِ الأقلام المبلولة
لتكتبوا التاريخ سيراً على الأقدام والأحوال
لتكونوا شهداء في الاستعادة
اه من وجع سلب كل الدوال
اجمعوا وثبّتوا كُلَ هذه المصادر
في اغتصاب الأرض المعلولة
من القصفِ الذي استهدف الجبال
من القصفِ الذي استهدف بيوت العبادة
من القصفِ الذي استهدف الاتصال
من القصفِ الذي استهدف حتى الحجر المعاصِر
بقلم شاعر الوادي محمود صادق عماش – “قصيدتي من ديواني الاول ثورة قلم”