مهلاً يا شام !!

ضَاقَت بِـهِـم سُبُلُ الحياةِ وَأوجُـهُ العَيشِ الرَّغيـد (1)

وَتَـقَـطّـَعت أوصــالُـهُــم وَتَشَـرَّدَ البيـتُ السَّعيـد (2)

وأتَـت عــلـى بُـنيــانِـهِـم وَتَـراشَـقَتهُـم مِـن بَعِـيد (3)

حِـمَـمٌ تَـحَرَّقَ فِـي لَظَاها الكَهـلُ والطّـِفـلُ الـوَلِيـد (4)

سَـقَـطَ الغُـلامُ مُـجَنـدَلاً والشَّـيـخُ مَـردِيّــاً شَـهـِيد (5)

والأُمُّ أدمَتــهــا الـجِــراحُ مِــنَ الـوَرِيـدِ الـى الـوَريد

والأُختُ صَاحَت:"عِرضَكُم لا تَتَركُـوهُ هُنـا وَحِـيد! "

غَـارَت عَـلَيها فِـي الظَّـلامِ جَحَـافِلُ الـجَيشِ العَنِيـد (6)

دَخَـلـَت لـِمَخدَعِ طُـهـرِهـا مَـا بَيـنَ أزعَـرَ أو عَقيد (7)

داسَـت كــَرامَتَها جَـهـاراً واسْتَبَـاحَـت مَـا تـُرِيــد (8)

يَــا شَــامُ أنــتِ بَـريـئَـةٌ مِــن هــكــذا جَـيشٍ حَـقُود

الـحُــرُّ لا يَسـبي حَــرائِرَهُ وَلــَم يَــخُــن الــعُــهُـود

ألجُنــدُ جُندُكِ يَــا شَــآمُ وَعَــزمُـهُــم صَلـبٌ شَـدِيـد

هُم للدِّيــارِ حُــمَــاتُــهــا وَرِجَالُهُم تَـحمِــي الـحُـدُود

يَــا شَــامُ أنـتِ مــَدِيـنَــةٌ للــحُــبِّ والـعَـيشِ الرَّغِيـد

للشِّعـرِ للـنَّغَـمِ الـجَمــِيــلِ وللــمــُوَشَّـحِ والــقُـدُود (9)

لِـحَــدائِـقِ الفُــلِّ الـمُعَـطّرِ لـلـصّـَبــاحِ وللـنَّشـيــد

لـِبَنـي أُمــَيَّـةَ سَــطَّــرُوا بـالتّـِبـرِ تَـاريخَ الجُدُود (10)

وَلــَجَ الـصِّغـارُ نِعَالَـهُـم سـاقُـوا العِبادَ لَهُم عَبِيد (11)

وَتَـطـاوَلـوا وتَـفَــاخَـروا واستـأسَـدَ الجَحشُ البَلِيد (12)

يَــا شَــامُ رُدِّي كَـيـدَهُـم جَيشُ الظَّلامِ هُوَ المَكِيد (13)

سَـيَـعُــودُ جُــنْدُكِ رافِعــاً عَـلَـمَ التـَّحَـرُّرِ مِــن جَـدِيـد

وَيُـسَـطِّـرُ الـنَّـصـرَ الـمُؤزَّرَ فِي دَواوين الخُلُود (14)

وَيَـعُـودُ يَـصدَحُ فِـي سَمـائِكِ طائِرُ الحُبِّ الغَرِيد (15)

وَتَـعُــودُ تــَبـسِـمُ فِــي نـوافِــذِكِ الأزاهِــرُ والـوُرُود

وَعَـدَ اـرِّجـالُ وَوَعدُهُــم دَيــنٌ تُـحَـرِّرُهُ الزُّنــُود (16)

وأرادَ رَبُّـــكَ نَــصْــرَهُــم واللهُ يــَفـعَــلُ مَــا يُــرِيـــد