جائزة الصحافة العالمية لصورة جثامين أطفال فلسطين
تاريخ النشر: 18/02/13 | 0:00فاز المصور السويدي بول هانسن جائزة “وورلد برفوتو” أو جائزة الصورة الصحفية العالمية للعام 2102 عن صورة تظهر مجموعة من الرجال يحملون جثتي طفلين في أحد شوارع غزة، كما أعلن الجمعة في أمستردام منظمو هذه المسابقة التي تعد الأهم في مجال التصوير الصحفي .
وجاء المصوران في وكالة فرانس برس فابيو بوتشياريللي وخافيير مانزانو في المركزين الثاني والثالث في فئتي التحقيقات الصحفية وأحداث الساعة . وكان بول هانسن قد التقط الصورة الفائزة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 في أحد شوارع غزة . وهي نشرت في الصحيفة السويدية “داغنز نايهتر”، وتظهر مجموعة من الرجال يحملون جثتي طفلين في الثالثة والثانية من عمرهما ملفوفتين في الأكفان البيضاء لدفنهما . وقتل الطفلان مع والدهما عندما دمر منزلهما في غارة إسرائيلية فيما أصيبت أمهما ونقلت إلى العناية الفائقة بأحد مستشفيات غزة .
وكان على لجنة التحقيق المكونة من 19 مصوراً محترفاً الاختيار بين أكثر من مئة ألف صورة في 18 فئة فاز فيها 54 مصوراً من 32 جنسية مختلفة من بين 5666 صحافياً من 124 جنسية . وسيحصل الفائز الأكبر بول هانسن على عشرة آلاف يورو وآلة تصوير في حفل تسليم الجوائز الذي سيقام في إبريل/نيسان المقبل في أمستردام . (أ .ف .ب)
وقام احد الشباب من مدينة غزة بالتعليق على منح الجائزة لهذه الصورة فجاء في التعليق:
شيء يدعو للأسف، والحزن، والغضب، أن تكون الصورة الحائزة على جائزة الصحافة العالميّة ملتقطة في غزّة. صورة العام التي اختارتها مجلّة التايم أيضًا كانت من غزّة. الصورتان التقطتا أثناء عدوان عامود السحاب الأخير. في الصورة الأولى نرى طفلين محمولين بالطريقة التي يُحمل فيها الأطفال إذا ما غلبهم النعاس وناموا على الأريكة والعائلة تتابع مسلسلها المعتاد، لكنّهما، في الصورة، محمولين لأنهما فارقا الحياة، لأنّ إسرائيل قتلتهما. محمولان لكي يناما نومتها الأخيرة، نومتها الأبديّة. الجنازة تسير في زقاق صغير، زقاق صغير في زقاق كبير هو غزّة. الرجل الذي يحمل الطفل الأول تبدو عليه ملامح البكاء، أما الرجل الثاني فهو غاضب. هذا الانفعالان هما ما ننقسم عليه كلّ مرة، وتتوزّع عليه اشتغالاتنا النفسيّة: هل نغضب حين تقصفنا إسرائيل، أم نحزن؟. في الصورة اجتمع الغضب والحزن، وغاب الانفعال الثالث الذي عادةً ما يُسقط من أعلى: الفرح. ربّما لأنّ الموتى أطفال هذه المرّة، فلا يمكننا أن نطالب أهلهم، الأمّهات تحديدًا، بأن يفرحن ويطلقن الزغاريد، فالأطفال لا يموتون وهم يطلقون الصواريخ، الأطفال ببساطة يموتون، يقتلون وليس لموتهم إعتبار في حساب التكتيك والاستراتيجيا. لا معلومات عندي، ولكن أستبعد تمامًا أن يكون بيت الأجر الذي افتتح لهذين الطفلين قد سمّي "عرس شهادة". لا معلومات عندي ولكن لا أستبعد أن يفرح المصوّر السويدي بهذه الجائزة. لا معلومات عندي لكنه، فعلاً، شيء يدعو للأسف والحزن والغضب أن تكون أيّ صورة حائزة على جائزة عالميّة ملتقطة في غزّة.