كفرقرع: لقاء مع مخمن الأملاك والعقارات شحادة طيارة

كثيرة هي الإشكاليات حتى أنها قد تصل إلى درجة الصراعات التي يعيشها المواطن العربي بكل ما يتعلق بموضوع تخمين أضرار السيارات والأملاك والعقارات , خصوصا ما يشهده السوق هذة الأيام من حملات كثيرة ومتنوعة لشركات التأمين في المجال الشخصي والعقاري والأملاك.

سنحاول ان نجيب على الكثير من التساؤلات من خلال اللقاء مع الأخصائي والخبير المخمن شحادة طيارة ونلقي الضوء على الصراع والإشكاليات التي يعيشها المواطن العربي بكل ما يتعلق بموضوع التخمين .

عرفنا عن نفسك؟

شحادة طيارة من قرية كفر قرع, اعمل كمخمن أضرار سيارات, أملاك وزراعه. أعمل في هذا المجال ما يقارب اثنتي عشرة سنة.

أدير مكتب للتخمينات بفرعية بمدينة ام الفحم ( المكتب الرئيسي ), وكفر قرع .

عملي يرتكز على تخمين أضرار السيارات بعد الحوادث, بهدف إصلاحها في كراج مؤهل, إذا كان الضرر قابل للتصليح حسب توصيات وزارة المواصلات, وإرجاعها آمنة لسابق عهدها كما كانت قبل الحادث, وفي بعض الأحيان يتم إنزالها عن الشارع لعدم قابليتها للتصليح.

اما بالنسبة لتخمين الأملاك فانا اعمل على تقدير وتثمين الأملاك والعقارات المتضررة على كل أنواعها, والناتجة من : حريق ,تماس كهربائي, انفجار سرقة ممتلكات, كوارث تسببها الطبيعة كالفيضانات , وتخريب ممتلكات متعمّد وغيرها . .

اما بالنسبة للتخمين الزراعي هو مجال واسع جدا , إذ أني اعمل على تقدير أملاك زراعية متضررة , مثل , حقول تضررت بفعل حشرات , مبيدات كيميائية ,بفعل المناخ أو عمل تخريبي متعمد, بالإضافة إلى أنة ممكن تقدير أرض زراعية التي يدور حولها صراع مع المؤسسات الحكومية مثل البلديات أو المجالس ( فتح شارع , تمرير خط مجاري …) .كما وان التخمين الزراعي يشمل أيضا مجال تخمين أضرار لحظائر ومحالب وإسطبلات..

من الضروري جدا ان يكون المخمن على دراية كاملة ومعرفة وفية في موضوع وثيقة التأمين ( البوليصة), لكي يعمل وفقها إذا تطّلب منه ذلك.

التخمين يتطلب القدرة على الفهم وتحليل الأضرار من عدة وجهات إذ انه يعتمد بالأساس على وجهة نظر عليا ونظرة ثاقبة للمخمن بصوره مهنية.

مهنة التخمين, مهنة شيقة وممتعة التي تتطلب الكثير من المعرفة والعلم والخبرة التي يتم اكتسابها بشكل تدريجي مع مرور الوقت والتعمق أكثر في المجالات المختلفة للتخمين.

وفق القانون يحق لكل شخص التوجه وطلب خدمات تخمين من أي مكتب مرخص ومختص في المجال المطلوب , وليس بالضروره من مخمن تم تعيينه من قبل شركة التأمين ( سيارات, زراعة, أملاك وعقارات .. )

وفق " חוזר השמאים" تقرير المخمن من قبل المؤمن ليست هي التي تقرر وتحدد, ومن حق شركة التامين ان تعين مخمن من طرفها للبت في تخمين الضرر وفي حالة اختلاف وجهات النظر المهنية بين المخمنين يتم تحويل الموضوع إلى مخمن آخر حيادي مقبول على الطرفين.

من الجدير بالذكر بأنه إذا تم تعيين مخمن من قبل شركة التامين فمن حق المؤمن حسب شروط وثيقة التامين " تشغيل مختصين مهنيين" أي من حقه ان يعين مخمن من قبله الذي يرافقه خلال تصليح الضرر وحتى إصدار التقرير من قبل المخمن. في هذة الحالة أجره المخمن تدفع على يد صاحب الضرر الذي عين المخمن ويتم إرجاع ما دفعة من قبل شركة التامين.

في أغلب الأحيان عند وقوع حادث أو ضرر, يتم التوجه إلى الجانب المسؤول عن التعويضات , في هذة الحالات لا بد من وجود وثيقة تأمين ( بوليصة ) ومؤمّن , التي تعوض المؤمن وفق شروط وثيقة التأمين .

في الحالات الدارجه يتدخل وكيل التامين الذي يقوم بدوره ويوجه المؤمن صاحب وثيقة التامين على كيفية معالجة الموضوع ( الشكوى), ولكن في حالات معينة حيث لا يوجد مؤمن ولا حتى وثيقة تامين, يبقى صاحب الضرر بلا حول ولا قوة.

من الجدير بالذكر بان نقص المعلومات والمعرفة لدى الناس في هذا الموضوع واضحة فمثلا:

في الآونة الأخيرة وخاصة في فصل الشتاء , نسمع بشكل كبير عن حرائق في البيوت, في أغلب الأحيان يذكر عبر وسائل الاعلام بان البيت احترق دون ذكر المسبب, وهنا نلاحظ بان صاحب البيت موجود بمشكلة كبيرة إذ ان بيته احترق ولم يكن مؤمنا. في هذة الحالة يجب التنويه بأنه يستطيع ان يستدعي مخمنا ليفحص السبب الذي أدى إلى الحريق , وإذا تبين بان السبب ناتج من جهاز كهربائي مثل غسالة أو ثلاجة , جلابة …. ففي هذه الحالة من الممكن أن يتم نقل الجهاز المشبوه في سبب اندلاع الحريق إلى مختبر خاص , وإذا تبين بشكل قاطع بأنه فعلا هو المسبب للحريق, من الممكن ان يعوض صاحب البيت المتضرر على كل الضرر في إطار كفالة الجهاز (אחריות המוצר ). للمستورد , والمصنّع , المسوق , المهني , لكل هؤلاء يوجد وثيقة تأمين تغطي تكاليف الضرر في حالة وقوعه.

مثال آخر: الصيانة التي تجري في الشوارع من قبل المجالس والبلديات على أيدي مقاولين , في بعض الأحيان قد يقع إهمال من قبل المقاول الذي يؤدي العمل وق يتسبب ذلك في أضرار للسيارات أو للبيوت أو حتى لعابري السبيل , في هذة الحالة يستطيع المتضرر ان يتوجه إلى مخمن لتقدير الإضرار الناجمة , وان يتقدم بشكوى ضد مسبب الضرر ( المجلس , البلدية ) .

لا يوجد نهاية للأضرار الناتجة عن إهمال , وبالتالي قلة المعرفة الكافية لدى الناس بموضوع التعويضات بشتى الطرق يؤدي بهم إلى تحمل نفقات الضرر .

من الضروري التنويه بان كل شخص متضرر يمكنه التوجه لاستشارة واستعانه بصاحب الخبرة والمهنة الملائمة.

وثيقة التامين المعروفة باسم البوليصة, هي اتفاقية أو عقد بين شركة التامين والمؤمن, بموجبها يتوجب على شركة التامين دفع تعويضات للمؤمن بحال وقوع حادث له تغطية في وثيقة التامين .

البوليصة بشكل عام تشمل عدة أنواع تغطية, قسم منها لا يمكن حذفه فهو إلزامي في كل وثيقة تامين , وقسم ر يمكن إضافته للوثيقة مجانا , وقسم آخر يمكن إضافته للوثيقة مقابل دفع رسوم تامين إضافية.

هنالك الكثير من أنواع التأمينات التي من الممكن التعاقد مع شركات التامين لتغطيتها وذلك ينعكس على أنواع وثائق التامين العديدة.

من المهم التأكيد بان صاحب وثيقة التامين الذي يؤمن على حياته أو أملاكه أن تكون بحوزته وثيقة التأمين وأن يعرف مضمونها . فهي تسري طالما قام بتسديد الأقساط الواجبة بانتظام .

تقرير المخمن النهائي لا يختلف من ناحية التكاليف لإصلاح الضرر وإرجاعه إلى سابق عهده, حيث ان المخمن يعمل حسب القوانين ( سيارات , أملاك , مباني, زراعة )

لا فالأضرار تقاس من عدة زوايا :

أ نوع الضرر .

ب_ حجم الضرر, ممكن أن يكون أيضا لمصطلحات زمن – أي كم من الوقت استمر حتى التعويض أو الإصلاح.

ج- تكاليف اصلاح الضرر إذا أمكن إصلاحه.

من الواضح بان كل ضرر بحد ذاته يختلف عن الآخر من حيث هذة النقاط.

وظيفة المخمن ان يدرس ويحلل الضرر حسب عدة زوايا وتقاس هذة الزوايا بوجهة نظر مهنية للمخمن , مع الأخذ بالحسبان الاعتبارات المادية في حالة إمكانية تصليح الضرر .

وفي النهاية يتم تقدير الضرر ماديا بغض النظر عن المسبب له.

اتحاد المخمنين وأعضائه يعملون كطاقم مهني بشفافية وحياديه وتوازن, حسب القوانين الخاصة بعملهم بهدف تنفيذ وظيفتهم المهنية أمام جمهورهم على أحسن وجه.

اتحاد المخمنين يوفر خدمات لكل الجمهور في إطار تعيين لجان مهنية للبت في اختلاف وجهات النظر بين المخمنين.

أولا أوجه توصية لكل صاحب بيت أو سيارة أو أي عقار كان , ان يعمل على تأمين هذة الممتلكات , لأنه من الممكن ان تتضرر هذه الممتلكات ولكثير منا فهي كل ما نملك بالمفهوم المادي,وأحيانا قد تسبب ضرر فادح للآخرين . وانا من وجهة نظري كمخمن أرى واسمع كل يوم عن ممتلكات تضررت وهي غير مؤمنة, مواقف صعبه جدا ومأثرة لا أتمناها لأي احد كان, ومن هنا أذكر بأنه دائما يمكن التوجه والاستشارة وفحص الأمور من ناحية مهنية , حتى في الحالات التي لا يوجد بها وثيقة تامين.

أرجو ان أكون قد ألقيت الضوء على بعض الأمور المبهمة بالنسبة لموضوع التخمين وتثمين الأضرار بجميع أنواعها.