قراءة في قصيدة ابراهيم مالك "اعلمي"
تاريخ النشر: 09/04/13 | 14:50وهل ينام السمك؟
قراءة في قصيدة ابراهيم مالك "اعلمي"
أتحفنا الشاعر ابراهيم مالك عبر موقع بقجة بقصيدة اعلمي، نشرها على مرحلتين. والقصيدة رغم قصرها الا انها غنية بالتعابير والصور الشعرية، غاية في الروعة. ففي قسمي القصيدة، نجد الشاعر ملازما مكانه على شاطىء عكا لا زال ينتظر، رغم مرور السنين. ينتظر، دون ان يفقد الامل بلقاء حبيبته، الأجْمَل بيْنَ مَليحاتِ الارض تارة والجنية السحرية، تارة أخرى. ان استعمال صيغة التفضيل هنا موفق جدا، وهو دلالة على صدق مشاعره تجاه عشيقته.
وأي عشق!!
عشق مختلف عما نعهده ونقصده، " كعاشِقٍ عابِدٍ" عشق لا يجب فهمه بالمعنى المادي او الجسدي بين حبيبين. هو للعبادة اقرب لا يصله الا من آمن بقناعة تامة بصدق قضيته وبصدق مشاعره. هو حب الارض وحلم العودة، الذي تملك من وجدانه، فلا يجد بعد ان مرت به السنون الا هذا العشق الرمز، شراع الامل الذي لا زال ينبض في صدره أملا " عَلَّهُ يَحْمِلني بينَ يَدَيْهِ لأعودَ إلى حَواكيرِ سَمَخ".
ومما يزيد هذا العشق روعة وانسجاما هو هدف العودة الذي ينشده الشاعر. فهو لا يهدف لأي امر مادي وانما ليتمم عشقه الى من تحبها نفسه، كانت فاطمة، الام او الارض:
أقْطفُ وَرْدةً يَحْكونَ أنَّ فيها عَبَقُ استمرارية حياة
لأقَّدِّمَها بخفَرِ مُسِنٍّ عاشِقٍ إلى مَنْ تُحِبُّها نفسي.
في القسم الثاني من القصيدة يرسم لنا الشاعر لوحة فنية رائعة الجمال، نرى فيها "خُيوطِ شِباكِ الصَّيّادين الْمُتَراقِصَة فوْقَ مَوْجٍ مِنْ نور" يبحث فيها عن "جنيته السحرية" التي سيأتيها به "شوق الموج". لوحة ديناميكية تدمج ما بين استمرارية الموج وتتابعه دون توقف لمعانقة الشاطىء كما ان حنين الشاعر وشوقه للعودة الى امه الارض لم يتوقف. إلا ان هذا الموج ليس ككل موج، بل هو موج نوراني، فوق-مادي، يملؤه الشوق. مرة أخرى نجد الشاعر ملتزما بأهداف غير مادية يسعى اليها، تتلخص بعودة الاحبة، عودتهم الى الأرض لينالوا أخيرا بعض الراحة.