من قتل الطفل الشهيد علي دوابشة

تاريخ النشر: 06/08/15 | 15:40

المجرمون الإرهابيون الذين أحرقوا الطفل الرضيع علي دوابشة هم المستوطنون ، وهم أنفسهم الذين لحقوا والدة الطفل الشهيد ووالده خارج البيت وأحرقوهم ورقصوا فرحا وهم يتنعمون بمنظر النار تشتعل بأجسادهم –حسب رواية اهل البلد – هم هم الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة القذرة قذارتهم وقذارة الرؤوس المعبئة حقدا تلك التي تحمل جيفهم النتنة .

لكن الواقع والحقيقة هي ان اولئك القذرين هم من أقدموا على تنفيذ الجريمة التي دُفعوا إليها بأيديهم ، لكن واقع الأمر يقول ان المتهمين بهذا الإرهاب القذر وبهذه الجريمة الإرهابية هم مَن حشوا هذه الرؤوس الفاسدة بذاك الكم الهائل من الكراهية بدءا بأعضاء الكنيست كأمثال ميري ريغف قبل ان تكون وزيرة وصولا الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، ولسنا في مجال سوق تصريحاتهم وتحريضهم على العرب فهي كثيرة ومتوفرة.

إنهم الذين عبر السباق المحموم بينهم أيهم يكون أكثرا تطرفا حتى يرضي اولئك المأفونين مَن قاموا بشرعنة هذه الجرائم الإرهابية ، وهم أيضا، اولئك المسؤولون عن تنفيذ القانون وإصدار الأحكام على مستوى الشرطة والنيابة وعلى مستوى القضاء في المؤسسة الإسرائيلية ، فهم الذين أعطوا الشرعية المطلقة لهذه الرؤوس الفاسدة بالإقدام على هذا الإرهاب عبر التساهل المطلق معهم في جرائمهم السابقة وما أكثرها ، حرقا واعتداء على البشر وعلى المقدسات من مساجد وكنائس ومقابر ، سواء بعدم التحقيق معهم أو بعدم محاكمتهم أو بالتساهل معهم في الأحكام القضائية فيما لو وصلوا الى القضاء .

ليس هذا فحسب بل إن حكومة الإحتلال الإسرائيلي هي من تمول هؤلاء الإرهابيين وهي من توفر لهم الأمن والأمان والرعاية وكل سبل الحياة ، وهي من تحمي وترعى وتحرس اعتداءاتهم على الحق الفلسطيني ، أليست هي التي تصادر الأرض الفلسطينية وتزرع هؤلاء الإرهابيين فيها ، أليست هي من تمدهم بكل أسباب الحياة وتبني لهم المستوطنات على الأرض الفلسطينية التي يصادرونها من أههلها ؟ أليست هي من ترسل مع كل مأفون منهم فريقا من الجنود حتى يؤمنوا تنقلاته بل واعتداءاته ؟ أليست هي التي ترسل جنودها ليحموا اعتداءات هؤلاء الإرهابيين على الحق الفلسطيني في مدينة الخليل وفي مدينة نابلس وفي القرى والنجوع الفلسطينية المختلفة ؟

إنها هي ولا شك ولذلك فهي المسؤول الأول عن هذا الإرهاب ، وهي الممول له ، وهي الراعي له ، وهي المتهمة فيه ، وهي التي يجب ان يمثل ممثلوها أمام القضاء المحلي والدولي متهمين بممارسة الإرهاب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني .

إن التحريض المتواصل الذي مارسته جوقة نتنياهو هو أصل الجريمة وهو أصل الإرهاب وما اولئك المجرمين الذين القوا الزجاجات الحارقة على بيت الطفل الشهيد علي دوابشة إلا أدوات الجريمة اللعينة .

اذا فالاحتلال وممارساته هم أصل الشر كله وهم الإرهاب الذي يصب جرائمه المتواصلة على أبناء شعبنا الفلسطيني ، وما الهدم والإعتداء والحرق والقتل ومصادرة الأرض إلا بعض مظاهر هذا الإرهاب .

المطلوب فلسطينيا الإسراع الى المصالحة الفلسطينية نحو مشروع فلسطيني وطني واحد يسعى الى التحرر من الإحتلال الإسرائيلي وطرده من الارض الفلسطينية المحتلة الى غير رجعة .

والمطلوب من كل من استنكر جريمة حرق الطفل الشهيد علي دوابشة هو إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإخلاء كل المستوطنات وطرد المستوطنين من الأرض الفلسطينية حتى ينتهي إرهابهم وإجرامهم ، بل لعله ينتهي … وفيما سوى ذلك يبقى الإستنكار حبرا مستهلكا لا قيمة له …

توفيق محمد

U

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة