إنها الحرب الدينية الصهيونية على المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 02/09/15 | 11:26منذ احتلال مدينة القدس وحتى هذه الأيام والاحتلال الصهيوني يعد العدة ويرسم الخطط ويستعد لإتمام مشروعه التهويدي على المسجد الأقصى، وتمثل ذلك في السنوات الأخيرة في السيطرة الكاملة على بوابات المسجد بقوة العسكر ومحاولة السيطرة على ما يجري داخل المسجد الأقصى وفي محيطه، سواء داخل البلدة القديمة أو المناطق المحيطة بها، والتدخل في إدارة المسجد الأقصى من خلال عسكريته ومخابراته. وما إبرام اتفاقيات وتفاهمات غير معلنة مع الأنظمة المحيطة إلا أحد أدوات الحرب الدينية التي يخوضها الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك.
وقد ظهر في السنوات الأخيرة دور المرابطين والمرابطات من أهل القدس والداخل الفلسطيني، وكانوا هم العقبة الوحيدة أمام مخططات الاحتلال الصهيوني، ولذا أخذ الاحتلال يستهدفهم بشكل ممنهج من خلال أجهزته الظلامية. والخطير في الأمر أن البعض من أبناء جلدتنا باتوا يتساوقون مع سياسات الاحتلال من أجل مناكفة الحركة الاسلامية حتى لو أدى ذلك الى المس بالحق الفلسطيني العربي الاسلامي فيه، وحين شعر الاحتلال بالأمان من المحيط وجعل الاتفاقيات المبرمة مع أنظمه رجعية غطاء لجرائمه ولكسب شرعية مزيفة على المسجد الأقصى المبارك، بدأ يتحدث بشكل واضح وصريح عن حق اليهود بالصلاة في المسجد الاقصى وفي باحاته، حتى أنه سرّب أخبار عن مخططات لإقامة كنس داخل باحات المسجد الاقصى (في جهة باب الرحمة كمثال).
ولما كانت ردة الفعل العربية الرسمية بهذا الوهن قرر أن يصعّد من الموقف ويبدأ عملية منع المسلمين من دخول المسجد وتأمين اقتحام لليهود، كمقدمة لمشروعه الهدام الذي يسير اليه بخطوات حثيثة.
وقد بات واضحا للجميع أن الاحتلال الاسرائيلي يستعد لإيقاع حدث كبير على المسجد الأقصى المبارك ضمن حربه الدينية التي يشنها، وما زال يحاول أن يغلف هذه الحرب بمصطلحات مخففة لا تثير الرأي العام. ومن هذه المصطلحات “التقسيم الزماني أو المكاني” وكأنه أصبح للاحتلال حق ديني في الأقصى كالحق الاسلامي. وما يحصل للأقصى هذه الأيام هي احدى مؤشرات هذه الحرب، ولكن يوجد من يحاول أن يخفف وطأة الجريمة ويغلفها بغلاف “التقسيم” وكأنه نزاع بين طرفين أصحاب حق، ويجب التقسيم، وكل ذلك يأتي في سياق برمجة الوعي العربي الإسلامي لما هو آت وهو أحد أدوات الحرب الدينية الصهيونية على الأقصى.
إن إصرار الاحتلال الصهيوني على تسمية المسجد الأقصى المبارك بـ”جبل الهيكل ” هو مؤشر خطير على أبعاد الحرب الدينية الصهيونية، وللتذكير فإن هذه التسمية هي تسمية دينيه تهويدية.
التصريحات المتواصلة لشخصيات يهودية متنفذه في حكومة الاحتلال حول “حق اليهود” في المسجد الأقصى وأن هذا العام هو عام صلاة اليهود في الأقصى، وتكثيف الاقتحامات سواء المدنية أو العسكرية والمخابراتية، ليؤشر على الأطماع الدينية اليهودية في المسجد الأقصى وهو احدى أدوات الحرب الدينية على المسجد الأقصى المبارك.
وكان الاحتلال قد بدأ هذه الاجراءات عام 2014 وصعّد من اعتداءاته في ذلك الحين حتى انتفضت القدس وشبابها وقدموا الغالي والنفيس من أجل حماية المسجد الأقصى والانتصار له، وأجبرت انتفاضة القدس الاحتلال على التراجع عن مخططاته، بشكل مؤقت.
التضييق على حراس المسجد والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية، وتوجه ضابط صغير من شرطة الاحتلال لمدير الأوقاف الاسلامية برسالة فيها تعليمات تدل على محاولات الاحتلال سحب الوصاية /السيادة/الولاية/الرعاية/الإدارة الأردنية الهاشمية عن المسجد الأقصى. وحسب هذه الرسالة المذكورة يمنع الحراس من الاقتراب من اليهود المقتحمين مسافة عشرة أمتار وعدم التدخل في تصرفات اليهود داخل باحات المسجد الأقصى المبارك حتى لو كانت صلاة، وتحذرهم من الاقتراب من اليهود أو التصرف معهم ومن يخالف سيتم اعتقاله وسيتم إبعاده عن المسجد الأقصى المبارك. ومنع النساء المرابطات من دخول المسجد الأقصى قبل الساعة الحاديه عشر اعتداء خطير اخر، وكل ذلك يأتي في سياق الحرب الدينية على المسجد الأقصى المبارك.
والعجيب في الأمر أن الاحتلال الاسرائيلي يخوض هذا الحرب على المسجد الاقصى المبارك بكل أذرعه ويستعد بشكل دائم ومستمر لها، والكل يعلم ماذا يريد الاحتلال والى أين يريد أن يصل، والأنظمة العربية تتعامل وكأن شيئا لم يحصل بل إنها باتت تضيق الخناق على العاملين للمسجد الاقصى المبارك وكل ذلك ضمن الحرب الدينية التي يخوضها الاحتلال الصهيوني على المسجد الأقصى.
بالرغم من كل ذلك فإننا على يقين أن الاحتلال الصهيوني سيفشل بإذن الله وسيتحطم على صخرة القدس بإذن الله وسيكون زواله على هذه الصخرة قريباً بإذن الله.
المحامي خالد رمضان زبارقة -مختص في شؤون القدس والأقصى