"أبو هريرة".. مصلى إسلامي حُوّل إلى كنيس
تاريخ النشر: 07/05/13 | 3:05 من أنس غنايم
65 عاما . هي الفترة الزمنية التي عاثت خلالها العصابات الصهيونية فسادا ، فقتّلت العباد وحرّقت البلاد وسلبت خيراتها وطمست معالمها وسوّت مُدنها وقراها في الأرض وأبقت على بعض حجارتها لتشكل فيها مصطلح " النكبة" الذي خرج من رحم مأساة شعب أًصبح بلا أرض .
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم ، لازالت المقدسات والمعالم الإسلامية منها والمسيحية في فلسطين 48 تتعرض لعمليات طمس ومسح وتدمير على يد المؤسسة الإسرائيلية واذرعها المختلفة لتكمل مشروع الإبادة الذي بدأته العصابات الصهيونية عام النكبة بهدف سلخ الوجه العربي والإسلامي عن هذه البلاد التي بارك الله فيها .
وفي ظل هذا الدمار الذي ترتكبه المؤسسة الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية ، خرجت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث والتي تتخذ من مدينة أم الفحم مقرا لها لتأخذ على عاتقها مسؤولية رعاية وصيانة هذه المقدسات وإعادة الوجه الإسلامي والفلسطيني إليها .
وتقوم مؤسسة الأقصى ومنذ سنوات طويلة على رعاية المساجد ،الكنائس ، المصليات ، المقامات ، والمقابر في القرى المهجرة ، وذلك من خلال ترميمها والحفاظ عليها ورشّ المقابر فيها بمبيدات الأعشاب في خطوة تهدف إلى تعميق التواصل معها وتعزيز الانتماء إليها .
وفي تحرّك أخير لها ، قامت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" بجولة ميدانية لمصلى " أبو هريرة " الواقع في قرية "يُبنى" قضاء الرملة بالإضافة إلى المقبرة الملاصقة له . وضم الوفد كلا من نائب رئيس المؤسسة الحاج سامي أبو مخ وعبد المجيد اغبارية مسؤول ملف المقدسات فيها بالإضافة الى جمعان شعبان مندوب المؤسسة في مدينة اللد والكادر الإعلامي الخاص بمؤسسة الأقصى .
وخلال الزيارة وقف الوفد على الوضع الراهن للمصلى المذكور ، خاصة بعد ان تم تحويله إلى كنيس يهودي تقام فيه الصلوات التلمودية في خطوة تهدف إلى بسط اليد الإسرائيلية عليه وجعله مكانا مقدسا لليهود بعدما كان وقفا إسلاميا خالصا يحمل الصفات المسجدية حتى اليوم .
وعلى الرغم من استعمال المصلى لغير أهدافه الحقيقية ، إلا أن معالمه الإسلامية لا زالت واضحة ومحرابه لا زال قائما وحتى الآيات القرآنية التي نقشت على جدرانه الداخلية التي تمتاز بنمط البناء الذي اشتهر به المماليك ما زالت حاضرة .
وتحاول الجماعات اليهودية ان تفرض طابعا يهوديا على المكان خاصة بعد تحويلها القبر الموجود هناك والذي يعود الى أحد الصالحين ، الى قبر لأحد حاخامات اليهود ويدعى زورا وبهتانا " الراف جملائيل " .
ولم يسلم محيط المصلى من التهويد ، حيث تم اتخاذ ساحاته مكانا يقضي فيه اليهود الحرديم وعائلاتهم أوقات الرخاء والترفيه . كما أن مقبرته القائمة على مساحة واسعة تحوّلت إلى متنزه عام وضع فيه العاب للأطفال ومقاعد وطاولات يمارس عليها لعب " القمار" وغيرها من الأفعال التي لا تتلاءم وحرمة المكان وقدسيته .
وقال عبد المجيد اغبارية مسؤول ملف المقدسات في مؤسسة الأقصى " إن زيارتنا للمصلى في ذكرى النكبة تأتي لتأكيد التواصل مع المقدسات الإسلامية والمسيحية في كافة أنحاء الداخل الفلسطيني ولتأكيد حقنا الكامل في عودة هذه المقدسات لأهلها يوما لا شك فيه ".
وأضاف اغبارية "مقام أبو هريرة هو من أبرز المعالم الفلسطينية ، حيث أن تاريخه والفن المعماري والطراز المملوكي فيه شاخص رغم كل المحاولات لطمسه ورغم كل الإضافات اليهودية التي تحاول أن تنتزع من المقام إسلاميته . وبفضل الله لازال هذا المقام وقف إسلامي لن نتنازل عنه وسنبقى نتواصل معه ما حيينا ".