“ألجدار العازل” … ليس صناعة إسرائيل !!

تاريخ النشر: 13/09/15 | 17:02

حين نعتمد بالتسوق علی أسواق غيرنا
ونأكل من منتوجاتهم ونلبس من نسجهم
وغزلهم ونقوي شوكتهم ونرفع قدرهم
وبأسهم، وأسواقنا تعيش معارك
البقاء والصمود ثم يكون خيرنا عند غيرنا،
يتوجب علينا الإعتراف أنها ليست إسرائيل
السبب في إفلاسنا ولا أنها هي التي قامت
علی صناعة هذا الجدار العازل في وقت
مثل هذا الوقت الذي ندمر فيه اقتصادنا،
بل نحن الذين نكون قد صنعنا ألف ألف
جدار بيننا دون أن ندري ….
( وليس اللوم كله علی “المستهلك” ) !

حين تكون قياداتنا وأحزابنا، بالغالب،
معزولة عن الناس منفصلة عنهم،
لا تتقن النزول إليهم إلی الشارع
والمقاهي والبيوت وورشات العمل،
والوصول إليهم في أماكن الجهاد حيث
يكونون معلقين بين الشمس ولقمة العيش،
ولا تؤدي واجباتها بإخلاص لشعبها،
فإني أظنك تتفق معي أن هذا الإنعزال
والشرخ لم تصنعه إسرائيل ولم يخلقه
الجدار العازل، بل ألف جدار عازل آخر
بعدد زعاماتنا، والدليل أنهم عند
الإنتخابات تجدهم في كل مكان حتی
داخل جيوبنا أو داخل علب الطعام،
أو ملاحقين منهم حتی في أحلامنا.

حين نكون في بلدنا “الواحد” متفرقين
رغم كل شيء، ورغم التاريخ والجغرافيا
والدم الواحد، ورغم الألم الذي نعيشه،
ورغم أفراحنا وأحزاننا المشتركة،
ولقمة العيش المسلوبة بالبطش والقوة،
فإن الجدار العازل، هو نحن،
نحن وليس أحد غيرنا ….
وليست إسرائيل ولا الجن المارد …

عندما يخرج علماؤنا وفقهاؤنا وأصحاب
الألقاب والمناصب الرفيعة والقدر الكبير
من بلدنا ويخدمون غيرنا وتضيق بهم بلدنا
بما رحبت ولا تسمح لهم أنفسهم بدفع ما
عليهم لبلدهم ولأهلهم فإن الذي أخرجهم
من ديارهم ومنع عنا عودتهم،
ليست إسرائيل المسؤولة عنه
ولا الجدار العازل.
بل منا من اجتهد بيدبه ،
وجعل بيننا وبينهم “ردما”،
وألف جدار عازل ….

ليست إسرائيل، وليس الجدار العازل،
هو الذي يتسبب بعزلنا، البعض منا،
عن أخلاقياتنا الفردية التي تنبع من
ديننا وقوميتنا وتلك التي ترسخت بنا
في الدم، وليست هي التي
عزلتنا، بعضنا، من ممارسة أخلاقيات
المهنة وشرف الوظيفة ومباديء الإخلاص
والإنتماء للدين والبلد.

عندما يطلق الرصاص بين الأخوة،
والقذف والتخوين والإبعاد والإنقاص
والتهميش والإقصاء، ويعم بيننا سلاح
الفوضی وفوضی السلاح، فتأكد حينها
أن إسرائيل بريئة من صنع الجدار
العازل الذي أنجب هذا الشبح الذي
يرسخ علی قلوبنا، وليس ما يفصلنا
إلا صناعة محلية بالكامل !!

إن كانت إسرائيل السبب، بالحقيقة،
وساعدها بذلك الجدار العازل حسب رأيكم …
فأنا أعتذر منكم كلكم لأننا بالحقيقة
حينها ، يكون وضعنا أكثر سوءا وألما ….
فنحن حينها لسنا إلا مجرد
حجارة ورمل وإسمنت….ليس إلا !!!

عبدالله جبارين

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة