الحرب الدينية على الاقصى والصورة الذهنية الجديدة
تاريخ النشر: 17/09/15 | 9:00(١)
بعد ان تناولنا في الاسبوعيين الماضيين الحرب الدينيه الصهيونيه على المسجد الأقصى من جوانب عده، وهنا ااكد انه يوجد عدة جوانب أخرى جديرة بالبحث والتحليل والتوثيق.
شئ خطير يحدث في المسجد الاقصى هذه الأيام وقد يكون أخطر ما مر على المسجد الاقصى منذ احتلاله وحتى هذه الأيام. فقد برز من خلال الأحداث ألاخيرة ان الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني بدا بعمليه بناء صوره ذهنية جديده للمسجد الاقصى صوره الدمار والحرق والهدم.
فللمره الثانية على التوالي،خلال يومين،تقوم قوات الاحتلال الصهيوني بتعمد حرق أجزاء من سجاد المسجد الاقصى مما أدى الى تصاعد السنه الدخان من داخل المسجد الاقصى المبارك، هذا الحرق أعادنا بالذاكرة الى عام ١٩٦٩ عندما أحرق صهيوني حاقد منبر صلاح الدين، وهذا الحرق، عدا انه استباحه لقدسية المسجد الاقصى واعتداء صارخ عليه، هو يهدد بشكل مباشر وجود المسجد الاقصى المبارك. وعملية تكرار هذه الصورة تهدف الى رسم صورة ذهنية جديده للمسجد الاقصى، صورة الحرق والدخان والدمار.
والملاحظ أيضاً أن هذا المشهد، بما يحمل من مخاطر وتهديد على وجود المسجد الاقصى، لم يحظى بالاهتمام الكافي من العالم العربي لا الشعبي ولا الرسمي، بل ان البعض،من أبناء جلدتنا، تبرعوا في تقزيم هذا الحدث الخطير بهدف التخفيف من هول المشهد وتنفيس غضب المسلمين.
لم يكن هذا المشهد الوحيد الذي يتعمد الاحتلال فرضه على المسجد الاقصى، ففي الفترة الأخيرة رصدنا قيام الاحتلال تعمد هدم بوابات المسجد القبلي التاريخية بحجه ملاحقه المرابطين المدافعين عن المسجد الاقصى، والذين يذودون عن حمى الاقصى باسم كل الامه العربيه والاسلاميه، مشاهد استهداف وتخريب وكسر بوابات المسجد القبلي، ومشاهد الهدم والدمار، هو ليس اعتداء على حرمة وقدسية المسجد الاقصى فحسب،إنما هو يهدف الى خلق مشهد من مشاهد تغيير الصورة الذهنية للمسجد الاقصى المبارك، صورة الهدم والدمار والخراب.
كما ان الاحتلال يتعمد كسر زجاج شبابيك المسجد الاقصى التاريخية، والتي تحمل الزخارف الإسلامية العريقة، وقص حمايات الشبابيك، هي مشاهد جديدة تحمل كثير من المخاطر، صوره أعمال الهدم والتخريب وماكينات الهدم التي يتعمد الاحتلال استعمالها.
أيضاً مشاهد سماح الاحتلال لنفسه تدنيس المسجد الاقصى والدوس على بساطه بباسطر جنوده، ومشاهد إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت وقنابل الغازات السامة، هي مشهد آخر يتعمد الاحتلال أن يوقعه على المسجد الاقصى المبارك يهدف من خلاله أن يقول أن هذا ليس مكان مقدس بل هو مكان مستباح يستطيع ان يفعل ما يشاء متى يشاء واصبح يشّرع لنفسه كل أدوات القمع والهدم والدمار.
هذه المشاهد تدلل بما لا يدع مجالاً للشك ان الاحتلال لا يتعامل مع مكان مقدس، ولا مكان ديني، ولا مكان تاريخي، ولا مكان حضاري يحمل الحضارة الفلسطينيه العربية الإسلامية العريقة. بل يتعمد الاحتلال من خلال هذه المشاهد، رسم صورة ذهنية جديدة للمسجد الاقصى تحمل من المخاطر ما لا يعلمه الا الله تعالى.
ثم ان الاحتلال الاسرائيلي يتابع ويقرأ بشكل دقيق ردة فعل الشارع الإسلامي والعربي والفلسطيني، ويهتم بشكل كبير بتحرك الشارع، وعندما يرى ان الشارع الفلسطيني العربي والإسلامي لم تحركه هذه المشاهد الخطيرة، بل مرَّ عليها مر الكرام، يبقى السؤال الذي يجب علينا جميعاً ان نسأله، بكل جرأه وصراحه، أي رساله يرسلها الشارع الى صناع القرار في المشروع الصهيوني العالمي ؟!
(٢) التحركات الدولية و بيانات الاستنكار والتنديد والقلق والاستياء الشديد لا تحرك سكاناً عند صنّاع القرار في المشروع الصهيوني، بل بالعكس تُعتبر هذه التصريحات “الشديدة اللهجة ” أداة من أدوات السيطرة على الشارع وأداة من أدوات تنفيس غضب هذا الشارع ك،لا ننسى أن هذه التصريحات كانت احد أدوات إخماد انتفاضة القدس التي بدأت بعد جريمة قتل الفتى محمد ابو خضير، ولم يتحرك كيري ولا الاتحاد الأوروبي ولا ألانظمة العربية الا بعد العمليات التي نفذها المقدسيون على يهود القدس. هذه التصريحات والبيانات ستُعتبر مآمرة على الاقصى إذا لم تترجم الى فعل عملي للجم الاحتلال وإنهاء جرائمه اليوميه.
(٣) أن تُحرم من الاقصى له طعم خاص. بعد أن أكرمني الله تعالى في الإحرام،لحج هذا العام،من المسجد الاقصى، بعد يوم رباط على بواباته، وجدت أن الإحرام من الاقصى له طعم خاص، لا استطيع ان اوصفه، لذا وجدت من المناسب ان انصح الجميع بتجربته.
المحامي خالد رمضان زبارقه
مختص في شؤون القدس والأقصى
مكة المكرمة
وامعتصماه