مرحلة ما بعد إغتيال القياديين وتصفيتهم
تاريخ النشر: 19/10/15 | 0:39مَرحَلةُ ما بعدَ اغتيال القياديّين وتصفيتهم وإخراج الحَركة الإسلامِيّة عن القانون
أتمنى أن تتّسع صدورنا لتَقَبُّل النقد وسماع الرأي المُعارِض وأن يكون مُتّسع للآخَر وأن نَسمع ونُفيد ونَستَفيد……
نَمُرّ بهذه الأيام مرحلةً حرجةً قد تحرق الأخضر واليابس، وقد يُصبِح الوضع مُعقّداً أو كما هو نظام الغاب….
لذلك أتمنى أن تُقرأ الكلمات بهدوء وألّا يُفهم منها أنها تُسيء لشخصٍ مِنّا أو قِياديّ مخلِصٍ أو حزبٍ وطنيّ نظيف.
أُحبّ الشيخ رائد صلاح حُبّاً مميّزاً وأحسَبُهُ يحبّني كما أحبه وأنتمي للحركة الإسلاميّة كما أنتمي لوطني الذي يتّسع لهذه الأحزاب كلها والقياديين والسياسيين المخلصين….
ولكِنّي سأسمحُ لِنَفسي أن أتجرّأ بطرح تساؤلات كثيرة تؤرقني وأظنّ أن طرحها ليس تعدّياً أو إنقاصاً مِن أحد ;
1) إنّ غياب الحركة الإسلامية عن الساحة السياسية والاجتماعية والدعوية، هو خسارة لا تُقدّر بثمن، برغم وجود الكثير منّ عرب الداخل (والخارج) من ستَفضَحهم وجوههم بالفرحة والسعادة.
إنّ الفراغ الذي ستتركه الحركة الإسلامية وغيابها سيكون محسوباً على الأحزاب العربية الأخرى، والتي بالكاد تُنجز واجباتها أو أقلّ من ذلك، فتقع هذه الأحزاب والقيادات بمرحلة العُرِيّ والعار، فأتباعهم وأنصارهم ومؤيّديهم سيتحقّقون من ضعف أحزابهم وباقي الناس لن تغفر لهم ضعفهم في قضايا شعبهم ووطنهم.
2) إن قيادة هذه الجماهير الغفيرة تحت غطاء حركة إسلامية واضحة ومميّزة، لها أخلاقياتها وأنظمتها الواضحة والتي تُعيل عائلات كثيرةً من المحتاجين والموظفين والطلاب والمؤسسات الخيرية، من العقلانية أن تستمر، لأنه إن زالت واختفت فإن الضرر الحاصل على كل هذه الشرائح من المجتمع وفقدان البوصلة، ستتحول إلى شريحة ناقمة عنيفة حاقدة على الحكومة الإسرائيلية ليس أقلّ من ذلك ولا أكثر.
3) ماذا لو تم اغتيال الشيخ رائد صلاح أو غيره
من القيادة العربية وتصفيتهم، وماذا لو تم سحب المواطَنَةِ منهم أو من غيرهم؟
إنّ الذي صنعته هذه القيادة ويصنعونه هو بمقياسي الشخصي لا يُقَدّر بثمن، ولكن هل سيتحوّلون مع الوقت إلى أكثر من جنود يؤدّون الأمانة وهم جزء من آلاف القتلى والجرحى والمشرّدين أو في الشتات والذين هم مخلصون ( ولا نُزكّي على الله أحداً ) ليس أقلّ منهم؟؟
هل سيصبحون مع الوقت هم القضية
الفلسطينية؟ أم جنود حق في قضيّة
مقدّسة مستمرة حتى قيام الساعة؟؟
لقد مات الرسول صلى الله عليه وسلم، واستمرت الفتوحات والنصر والدعوة ولم تتوقّف، وتم توسيع الدولة الإسلامية.
لن نسمح بالإساءة لشيخنا الفاضل وقياداتنا ورموزنا، ولن نغفَل عن الرسالة التي حملوها
وقد ينالوا شرف الموت من أجلها، ولكننا قد حان لنا أن نتهيّأ للحظة صعبة قاسيه نكون فيها مُوَحّدين لكي يستمر النضال والمطالبة بحقنا المسلوب وأمنِنا وأمنياتنا، دون توقّف !
4 ) أين لجنة المتابعة والمكتب الإعلامي الذي يُتابع توجيه الوسط العربي بمُجريات الأمور وتوجيههم وتقديم النّصح لهم، وأين مكتب الدفاع والتمثيل للمظلومين أمام محاكم الدولة والدفاع عنهم؟؟ أين خطّ الدفاع عن أصحاب المصالح وطلابنا وطالبات الجامعات الذين يخافون أن يُضربوا بالنار والحديد تحت تُهَمِ السكاكين والدفاع عن حياة المواطن اليهودي الذي يستحق الحياة أكثر؟؟؟
5 ) لماذا لا نواجه الضرب والهدم والتهديد والسجون أو “القتل بدم بارد”، لماذا لا نواجهه بوحدة وطنية ولو على الأقل على الأمور المتّفق عليها، ولما لا نستطيع أن نواجه العنف بمصالحة الأبطال وإعادة رَصّّ الصف العربي والإسلامي، وإعادة التفكير بالخط السياسي ومواجهة المرحلة الجديدة والمُعقّده؟؟
نحن شعب لا نختلف إلا بقياداتنا والأسماء التي هي لأحزابنا، وما عدا ذلك فأسماؤنا هي هي، وطعامنا وبيوتنا وهمومنا ومشاكلنا وعدوّنا وحبيبنا،
ومخاوفنا وأفراحنا ولغتنا والأرض التي نعيش
عليها ( كالضيوف !!” ).
6) كيف نَستعِدّ لضربة قوية من معتوهٍ ومجنون يهودي قد يدخل مدرسة أو حافلة أو مؤسسة عامة أو كنيسة أو مسجد فيقتل بالجُملة ثم يُقرّر أنّهُ معتوهُ بالوراثه؟؟
كيف سيكون ردّة الفعل وهل من خطّة دفاعٍ عربية فلسطينية داخلية وحِمايه؟؟
7) هل الأحزاب العربية والتجمعات السياسية والتطوعية والدينية والقومية مُجهّزة ببرنامج طوارئ يتناسب مع خطورة المرحله والتكيّف لأي ضربة أو صِدام أو كارثه؟
هل تستطيعون أن تنتقلوا خلال ساعة لتجمّعٍ يليق بتدارك الكارثة وإنقاذ شريحة من شرائح مجتمعنا من أدوات التدمير أو التعسّف أو التخريب أو القتل الجماعي؟؟
وضعُنا الآن قد يكون هو الفرصة الأخيرة للتفكير من أجل وِحدة قومية ودينية تحمي نفسها وأرضها وجماهيرها.
عبدالله جبارين – أبو كَرَم