صَمتاًً فنحن في ضيافة الحُكومه…

في عَصرِ المَسخرَه !!
شئتَ أم أبَيت , وافَقتَ أو رفَضت , فأنتَ الآن
في ضِيافة الحُكومه وأنتَ الآن تحتَ يَدِ المَلِك …

ونحن على أبواب سجن شيخنا الفاضل رائد
صلاح وحظر التجمّع والحركة الإسلامية , وحالة الرعب التي نعيشها في ظِلّ تشريع العنف والقتل والتخويف , والسلب والتمييز والتحريض , بدأتُ أشعر أنّ قِياداتِنا العربيّة , بِالغالِبِ , أصغر بكثيرٍ
مِن أن تنتَصرَ لنا أو أن تستمِرّ …

وحتّى لا يُقال أنّنا مَجانين , وجَب علينا في
زمنِ “المَسخَرَة” أن نَفقَهَ عدّة أمورٍ مهمّه …

1) في هذه الدوله يحِقُ لليهوديّ أن يضرب
بالرصاص الحي متى يشاء وليس للضيف
أن يتصرف كيف يشاء .
فالشعب اليهودي بعد التشتّت والعذاب
والجهاد من أجل بناء الحُلُمِ الصهيوني يحق
له أن يُدافع عن أمنِهِ وأمن دولتهِ ويحق له أن
يضرب بالرصاص متى يشاء ,
أمّا نحن فيكفي أننا في ضيافة المَلِك…..

2) حينَ يضرِب الشرطيّ الإسرائيليّ أخاً لنا
أو أختاً أو شيخاً عجوزاً , أو يبطش بعصاهُ
دونَ رحمه , فلا يعني ذلك أن شخصاّ مِنّا يجوز
له أن يَمَسّ شرطِيّاً يقومُ بواجبهِ الإنساني والقومي
للدفاع عن القانون , حتى لو كان الشخص هو
رئيس الحركة الإسلامية أو النبي محمد عليه
السّلام , فيكفي أننا في ضيافة المَلِك .

3 ) حين يَحِقّ لليهود دخول المسجد الأقصى
والصّلاة فيه وبمسجد نبينا إبراهيم ثم لا تمنعهم جيوشكم كلها , وتُراقُ الدّماء هناك وتفيضُ كَسَيلٍ عَرِمٍ , فإنّ ذلك لا يعني أنّ قياداتنا ناضِجة للمُطالبة بدخول حائط البراق والصلاة والسياحة فيه وتحت حماية جيشنا الإسرائيلي , فقيادتنا كذلك تحترم
هَيبَة وجودها في ضيافة المَلِك .

4) حين يَضرِب جنديٌ إسرائيليّ برصاصٍ حيّ رُكّاب
الحافلة في مدينة شفاعمرو , فلا يعني ذلك أن نتجاوز الأدب وأخلاقياتنا وأن نتجاوز القانون مع المجرم , حتى لو كانت جرائم القتل بدم بارد منهم ضد عربِ عُزّل وضد الأطفال والشيوخ وضد أخواتنا العفيفات , فحقهم أن يخافوا وحقهم أن يُسيئوا الظّن بِنا , أما نحن فمن الواجب أن نصحوا وأن نُدرِكَ أنّ هناك قانون لحمايتنا ومن العَيبِ أن
نتجاوَزَ الأدبَ ونَحنُ في ضِيافةِ المَلِك .

5) مَن نحنُ أمام رَأسِِ الهرمِ في دولة إسرائيل الديموقراطية , رئيسِ الحكومة حفِظهُ الله ؟
يُخرجنا أو يُحاكِمنا أو يظلِمنا أو يتجاهلُنا أو
يُحَرّضُ ضِدّنا , فهذهِ دولتُهُ , وقياداتنا ومؤسٌساتنا
وهيئاتنا , تستحي أن تُحاكمهُ وتُعَرّيهِ أمام
القانون الدوليّ وحقوق الإنسان والمُنظّماتُ الدّوَليه .
فنحن نملك قيادةٌ تفكّر بهدوء وتستحي من المَلِك .

6) لا تسأل إذا كان يحِقّ لك حَملُ السّلاح للدفاعِ عن نفسك ولا حتى رعاية دُوَلِ عَدَمِ الإنحِياز , فأنت في رِعاية اللهِ وعَينِ الله , أما السّلاحُ فحقّ لإخواننا اليهود لأنّهم إذا اعتَمَدوا على الله ورعاية الله فإنّ في ذلك مخالفةً للقانون وتجاوزاً للواقع العلقم الذي عاشوه ويعيشوه معنا .

7) حتى مُخَصّصات التأمين والميزانيّات والتعليم والصّحّة والبُنى التحتيّة وفُرص العمل وغيرها , غير لائق مِنّا أن نذكر التمييز بها , عارُ علَيكَ إذا فعلتَ عظيمُ , فَهُم يخدمون بالجيش ويحموننا ويدافعون عَنّا أمام عدوّهم , فكان مِن بابِ أولى أن يتميّزوا عَنّا وأن نَستَحي أكثر حينَ نكونُ في مَعِيّةِ المَلِك .

8) سُجنَ الشّيخُ أم لم يُسجن , وأُلقِيَ بالحركة الإسلامية أو بالتجمّع إلى الجحيم , فلن يُغير ذلك شيء , فنحن هنا ونحن أحرارُ كَمِثلِ الطٌيور تُحلّق بالفضاء , أتمنى على الجميع مراحعة ما مضى وتصليح ما كان وانتهى والتعمير من جديد والقيام كما الأسود والأبطال بعد كل معركه …

9) لجنة المتابعة الآن وما بعد الآن , إمّا أن تكون
أو لا تكون , فالتاريخ وذاكرة اطفالنا لن تغفر لكم .

عبدالله جبارين – أبوكرم