القط والعصفور
تاريخ النشر: 07/02/16 | 1:24ذات يوم وقع العصفور الجميل في قبضه القط، وأنشبت فيه مخالبه، وهمس في أذنه بعد أن ضغطه ضغطه يسيره جعلته يئن ويتلوى من الألم طالما سمعت يا عصفوري العزيز من أفواه الناس في كل مكان الثناء على الكثير من صوتك الجميل وغنائك العذب. وهم يوازنون بين موسيقاه موسيقاه الشجية وأحسن أنواع المسيقى، وإن صديقي الثعلب لايقول باطلاً: فقد أخبرني الثعلب ان لك صوتاً عذباً ندياً يشوق السمع، ويشجي القلب، وأود ان امتع سمعي بغنائك الجميل وصوتك الرنان، فلا ترتعد ياصديقي، ولا تثيرن غضبي، أتظنني أريد ان ألتهمك؟ كلا، إني لا أريد بك سوءاً ومتى اسمعتني غناءك أطلقت سراحك لتجوب البلاد وتطير من شجرة الى شجرة وانا مثلك صبّة بالموسيقى كلفة بالغناء .
ولكن الطائر المسكين كان ينتفض هلعاً، ويترنح جزعاً ويكاد تحبس أنفاسه وهو في مخالب القط، فقال له القط: مــا بك؟ … وماذا أصاب صوتك؟ غني ولو أغنية واحدة ! )) لكن الطائر لم يقو على الغناء، وإنما نشج وتوجع .
فقالت القط ساخر: ((أهذا هو الذي يملاء أرجاء الغابه سروراً وغناء جميلاً؟! لقد خيبت أملي في الاستمتاع بغنائك، ولا جرب الآن . فعلك في فمي أشهى طعاماً وألذ مذاقاً وسرعان ما اختفى العصفور بين فكيها!