في هذا المَساء
تاريخ النشر: 25/07/13 | 2:58في هذا المساء جِئْنا ، سميح ونحن ، شلة صَحْبٍ ملوَّنين
جِئْنا تدافعًا ، كمُهورِ صديقنا جمال المُجنَّحة ،
نَبْحَثُ عَنْ فرادَة جَمالِيّات هضابِ " وادي سلاّمة " الطّالع من " وادي كُروم "
نَحُثُّ خُطانا مُقْتَفين خُطى زَميلِنا سَلْمان
سارحِ الذُّهْنْ بين مُنحنيات تلَّة " الرُّغَبِ " اليركاوية .
***
في هذا المساء جِئْنا نُحاوِرُ ذُهْنَنا ساهرين بين أعمدة خَيْمَة
ذكَّرَتْنا بِشَدْوِ أخينا " طرَفة بن الحَياة
" " ولولا ثلاث هُنَّ مِنْ لَذَّةِ الفتى لَعمرك لَم أحْفل متى قام عُوَّدي
" هُنَّ القلم الراقص بحثًا عمّا هُوَ جديد ،
يحركه نبْضُ عقل ،
والريشةُ المنشغلة بخبطاتٍ غيْرِ مَسْموعَة
تُحاوِرُ خيوط قماشٍ مشدود كأحاسيس عاشقٍ مفتونِ بألوان قوس قّزح
والنغم الطالع من مُداعبة أصابع عاشقٍ ، مجْنونِ العشقِ ، مُؤلهه ،
لِعيدان شَجَرِ الرمان ، جليلي الملامح .
***
بتنا في هذا المساء أشبه ببصَّةِ نارٍ تَتوهَّجُ قلقا وَعِشقا ،
قلقًا على حالِ وطنٍ وناسه وَعِشْقًا لحبّاتِ تُرابِهِ وكُلِّ ما فيه .
***
وفي هذا الْمَساء َشُبِّهَ لنا أنَّنا إخوَة طائِرٍ غرِدٍ ،
فَصِرْنا كالطير صفَّ سَحجَةٍ مُتناغِمًا ،
نُغالِبُ ما يَسْكُنُنا مِنْ وَجَعٍ ونَتَمايلُ رقصًا وغناء .
هذه القصيدة القيت في الأمسية الأولى لِيَوْمَي ورشة الفن في ظلال خيمة الشعر في زيتون الرامة احتفاء ومحبة للشاعر الرائع سميح القاسم .