النائبان د. ابو معروف ود. حنين في الكنيست
تاريخ النشر: 27/12/15 | 13:15ناقشت هيئة الكنيست العامة حتى ساعات فجر الخميس الماضي اقتراح القانون الحكومي بعنوان “مكانة الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية لدولة اسرائيل في مسألة الاستيطان”، لإقراره بالقراءة الثالثة، حيث يهدف القانون لمنح صلاحيات شبه حكومية واسعة للمنظمة الصهيونية العالمية، تتيح لها “تحقيق الحلم الصهيوني بمواصلة بناء المستوطنات واستقدام المهاجرين اليهود إلى اسرائيل”.
وكانت كلمة النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة) الأخيرة بين المتناقشين قال فيها باستهجان: “إن ما يجري اليوم في الكنيست الاسرائيلي يشبه عمل العصابات (المافيا)، تم تنفيذ صفقة بين رجال العصابات الصهيونية الذين يتاجرون بمصائر الشعوب في المنطقة بأساليب مختلفة غير شرعية لتصبح الوكالة اليهودية الذراع المنفذة للحكومة من خلال ممارستها الاستيطانية في الضفة الغربية والجولان السوري المحتل، حيث تكرَّس هذه المنظمة ما يقارب 32 مليارد شيكل لهذا الغرض، فإن ما يسمّى بـ”مكانة منظمة الصهيونية العالمية، هي ليست موضع شرف لدولة اسرائيل أو لهيئة الكنيست العامة، ومجرّد طرح الموضوع هو ابتزاز للكنيست وللأسس الديمقراطية ويتعارض مع القانون الدولي الذي يمنع أي تغيير للتضاريس القائمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي نفس الوقت يولد بقرة مقدّسة أخرى تقضي على اقتصاد دولة اسرائيل، من خلال صرف المليارات على الاستيطان والاحتلال وتوسيع الهوّة لأية تهدئة أو حل سلمي يضمن حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتطرق د. ابو معروف لادِّعاء من مقدّم اقتراح القانون، بأن هناك وعدا إلاهيًا من السماء بإقامة وطن يهودي في هذه البلاد، وقال للائتلاف الحكومي : “كما هو معلوم تاريخيا ودينيا، أن سيدنا ابراهيم قد أورث هذه الأرض لأبنائه اسحاق واسماعيل، وحتى لو كان هذا صحيحا، سأقتبس ما جاء على لسان الشاعر الكبير الراحل سميح القاسم عندما قال ( إذا صحّت مقولة وادعاء بأن الله وهب هذه الأرض لبني اسرائيل فأنا بالله كافر)، فإن الاستعمار البريطاني والرجعية العربية خططوا ونفذوا، وحصلت النكبة للشعب الفلسطيني بهدم أكثر من 500 بلدة عربية وتهجير أهلها…أما في الوضع الراهن، مع الأسف، فإن الرجعية العربية وعلى رأسها السعودية تتعامل مع اسرائيل والحركة الصهيونية بالتنسيق مع امريكا رأس الحيّة لاستمرار معاناة الشعب الفلسطيني ونكبته المتواصلة، فربما فكرتم مثلا، ما الذي سيحدث في حال تغيّر نظام السعودية، وأصبح معاديا للإمبريالية والصهيونية!!!!”.
وأضاف د. ابو معروف، موجها كلامه لنواب اليمين: ” إذا كنتم تعتقدون بأن الحلّ الذي تريدونه نحو الاستقرار والسلام في المنطقة، ممكن أن يأتي من خلال الصمت ودعم ما تسمّى بـ “رقصة السكاكين” لنشطاء اليمين المتطرف في حفل زفاف جرى الاسبوع الماضي طربا على نزيف دماء محمد ابو خضير وعائلة دوابشة!!، وإذا اعتقدتم بأن الطريق للحل، ممكن أن يأتي عن طريق أمثال الإرهابي باروح غولدشطين، فإنكم واهمون، وعليكم أن تعلموا بأن نتنياهو يجد دائما الشخص أو الجهة لمواصلة ممارسة ديماغوغيته، مرة يبتدع التهديد النووي الايراني، ومرة صواريخ حماس، ومرة المواطنين العرب في البلاد، ومرة أخرى يهاجم القائمة المشتركة، ألخ…. ولهذا يجب إسقاط هذا القانون وهذه الحكومة الديماغوغية التي لم يأت مثيلا لها.
النائب د. دوف حنين هاجم بشدّة اقتراح قانون الاستيطان الكولونيالي الجديد وقال: “ضحايا الاحتلال مستمرة وبدلا من أن تكون وجهة الحكومة نحو إحلال السلام والأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة، تأتي بهذه القانون العنصري الاستيطاني من أجل تجنيد المليارات من أموال الدولة لتوظفها في الاستيطان وإرضاء حزب البيت اليهودي، ولكي يفشلوا أية محاولة لتوقيع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، هكذا يتصرف من يريد إشعال البلاد والمنطقة بالنار، هكذا هم من يقدموا اليهود والعرب على مذبح قدسية الأرض على حساب حياة المواطنين، ليصبح الموت هو همّهم الوحيد”.
وأضاف حنين، إن تمرير هذا القانون الخطير هو استعراض عضلات يعزز برنامج الاستيطان ومكانة البيت اليهودي في القانون والحالة السياسية الاسرائيلية، وبهذا فإن القانون يعطي الضوء الأخضر لمواصلة الاستيطان بشكل مكشوف وفي نفس الوقت يتناقض مع القانون الدولي، وبالمعنى الشعبي، منح القطة حراسة (الحليب واللبن).