مشاريع ريادية تتنافس للإحتضان في غزة
تاريخ النشر: 30/12/15 | 0:11يتنافس أربعون فريقا من أصحاب المشاريع الريادية الناشئة والصغيرة في قطاع غزة، على الفوز بفرصة للاحتضان والحصول على دعم مادي وفني حتى تصبح مدرة للدخل.
وتتلقى الفرق المشاركة في مشروع “بذرة” المنفذ بواسطة حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بالجامعة الإسلامية بغزة، في هذه المرحلة تدريبا مكثفا في مجالات المال والأعمال والدعم الفني والتسويق.
وترغب المهندسة الشابة رغدة السوسي في حجز مقعد من أصل 15، لتحصل على تمويل يتراوح بين سبعة وعشرة آلاف دولار لتطبيق فكرتها على شكل نماذج لإطلاع الزبائن عليها.
وتقدمت السوسي إلى الحاضنة بمشروع “ميني سبيس”، وهو مشروع لتصميم قطع أثاث متعددة الاستخدام، تستعمل في المناطق الصغيرة التي لا تكفي لاحتواء قطع كبيرة من الأثاث.
وقالت الشابة الحاصلة على درجة الماجستير للجزيرة نت، إنها تطمح إلى الاستفادة من الموجهين أصحاب الخبرة الذين توفرهم الحاضنة، بالإضافة إلى استغلال الدعم المالي في صنع نماذج متعددة لأفكارها، والتوقف عن بيع “أفكار على ورق”.
وتمكنت السوسي -برفقة فريق عملها المكون من أربعة أشخاص- من تصميم نماذج لقطع متعددة الاستخدام، أولها تصميم يحول المكتبة إلى مطبخ، وآخر يحوّل المرآة إلى طاولة كي، وثالث للسفرة، ورابع يشمل مكتبة وطاولة سفرة بنفس القطع.
ورغم أن معظم المشاريع المقدمة للحاضنة كانت في مجال تقنية المعلومات والاتصال، فإن المشاريع الصناعية والمشغولات اليدوية تضمنت أفكارا إبداعية.
المهندس الميكانيكي حسن زايد تقدم بمشروع لصناعة الفحم من المخلفات الزراعية، حيث يتم تجفيفها وطحنها ومن ثم ضغطها بنسبة معينة، ووضعها في أفران خاصة -صنعت بغزة- لحرقها بدون أكسجين.
وأوضح زايد للجزيرة نت أنه بعد عملية الحرق ترجع المخلفات إلى أصلها وهو الكربون، فيُطحن ويُضغط في مكابس خاصة ليخرج على شكل “فحم نظيف” يتميز بانتظام شكله وعدم حاجته إلى التهوية عند إشعاله، عدا عن أن فترة اشتعاله أطول.
وأشار إلى خروج أبخرة وغازات أثناء عملية التحويل، وهي أهم ما في المنتج كما يقول، ومنها خل الخشب الذي يستخدم كمبيد حشري وسماد كيميائي، بالإضافة إلى القطران المستخدم في صنع مواد التجميل وعلاج الصدفية.
وتعرض المشروع -الذي بلغت تكلفة تجاربه ستة آلاف دولار- إلى ضرر أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2014، الأمر الذي أدى إلى تلف بعض أدواته، بالإضافة إلى نحو سبعة أطنان من الفحم، وهي الكمية التي تعادل ثلث الإنتاج.
لكن توفر المادة الخام في غزة وعدم تأثرها بالحصار الإسرائيلي، شجع زايد وصديقه على المضي في المشروع، فضلا عن تكلفته المنخفضة، لكنهما يأملان الحصول على التمويل لاستكماله.
تدريب وتسويق
وفي تفاصيل “بذرة”، تقول مطورة أعمال المشروع إسراء موسى إنه يستهدف فئة رواد الأعمال من جميع الأعمار، وممن تكون لديهم بداية فعلية لمشروعهم، ولكنهم بحاجة إلى دعم فني ومالي.
وبدأ المشروع الممول من البنك الإسلامي للتنمية من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أغسطس/آب الماضي، بحملة إعلامية استقبل على إثرها نحو ألف طلب، تمت تصفيتها إلى 40 وفق معايير ريادة الفكرة وجدواها الاقتصادية، وقدرتها على تخطي السوق المحلي، وملاءمة فريق العمل للمشروع.
وأوضحت إسراء للجزيرة نت أن الفِرق تحصل خلال شهر على تدريب مكثف، تسلم بعده خطة العمل ومؤشرات الأداء ورسوما توضيحية، ومن ثم يتم تقييمها واختيار المشاريع التي ستفوز بالاحتضان.
وبالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والمادي للفرق، تشير المتحدثة إلى إمكانية ربط أصحاب المشاريع الفائزة بمستثمرين خارجيين، وتسهيل مشاركتهم في معارض ومناسبات دولية.
وتتلقى حاضنة الأعمال والتكنولوجيا دعما من الجامعة الإسلامية بغزة، ومن شركاء محليين وإقليميين ودوليينغرد النص عبر تويتر. وقال مديرها المهندس محمد سكيك للجزيرة نت إن الحاضنة تقوم على خدمة رواد الأعمال لتحويل الأفكار إلى شركات ناشئة من أجل توفير فرص عمل مستدامة، مشيرا إلى وجود إقبال ليس له مثيل عليها.
ورعت مبادرة الحاضنة منذ انطلاقتها عام 2007 بدعم من البنك الدولي، نحو 200 مشروع ريادي (بما قيمته نحو مليوني دولار)، 60% منها أصبحت مدرة للدخل.