إضاءات فكر “6”
تاريخ النشر: 27/01/16 | 20:01يغلبني الإعتقاد أن نتنياهو وحكومته اليمينية ،لا يعرفون خطورة سلوكهم ،بإغلاق باب الحوار “الديالوج ” مع الفلسطينيين عامة ومع الوسط العربي خاصة ،بفرض طروحاتها وعدم التراجع عنها وعدم التفهم لمشاكلنا .وفرض سياستها العدائية .ففشل الحوار يؤدي إلى أعمال العنف من الطرف العربي التي كما يبدو تشكل وقودا لإستمرارية حكومة اليمين .وقد تؤدي مستقبلا الى مواجهات عنيفة لا تنتهي ولا تفيد أحدا وبالطبع تكون مدمرة كما حدث في سوريا..
غالبية الناس في إسرائيل ماديون .همهم جني الأرباح والتمتع بملذات الحياة .مطاعم وسفر وسيارات فاخرة وما إلى ذلك .ومن لا يتبع نظام الحياة هذا يجد نفسه بين الفقراء والمعثرين وما أكثرهم .طبيعة الدولة عدائية تحترم القوي وتهمل الضعيف .فمن ليس لديه قوة مادية من الأقوياء لديه قوة قتالية كاليهود الشرقيين .وترى المواطنين الذين ينعمون بالقوة يشغلون الفقراء بمهمات أمنية . المواطن المسالم بصعوبة يعيش .وترى الكثيرين يسعون وراء المال واللذة ويبتعدون عن النشاط السياسي .باختصار الحالة الانسانية في الدولة مقرفة وبحاجة إلى النفض والخض .لأن الصراع في الدولة ما هو الا صراع طبقي بين الأغنياء والفقراء والادعاء انه صراع ديني أو قومي أثبت أنه إدعاء فارغ وغير حقيقي.
شاهدت في التلفاز متزلجين على الثلج يتجمعون ويرقصون الديسكو على الثلج والذي خطر ببالي هم الفقراء واللاجئين القدامى والجدد ،فماذا تراهم يقولون عندما يرون غيرهم يتمتعون ويرقصون !.
حين ننزل إلى الأماكن العامة ،لا بد أن نلتقي بمتأزمين ومتوترين ،كل حسب ما يمر به ،وقد نعتقد أن جميع الناس كذلك ،وفي الحقيقة انهم ليسوا أكثرية ،والغالبية العظمى من الناس في بيوتها وأماكن عملها هادئون ومطمئنون ومزاجهم رائق .الأماكن العامة كالسوق يلتئم بها الجميع هادئين ومتوترين وهي ليست مقياس للحالة المجتمعية .وما يحدث لدينا في الأماكن العامة والأسواق يحدث في كل مدن العالم ..
ميري ريغيف أصبحت وزيرة في حكومة اليمين الضيقة مثلما اصبح نفتالي بينيت واييلت شاكيد وكحلون وزراء .آخر صرعات ميري وزيرة الثقافة والرياضة أنها ستقدم الميزانيات حسب الإخلاص للدولة .وهذه الدولة كما هو معروف عنها متعددة المشارب العقائدية .وهي تفترض أن عقليتها اليمينية هي مقياس الولاء والإخلاص للدولة .وما يعزينا ان غالبية المثقفين والفنانين يعارضون توجهها هذا..
نتنياهو غاضب على سكرتير الأمم المتحدة بان كي مون لأنه قال أن المقاومة الفلسطينية سببها الإحتلال المستمر وعدم وجود أفق سياسي وعدم نجاح المفاوضات ،نتنياهو يرد ان الفلسطينيين يرغبون بقتل اليهود وهدم دولة اسرائيل ولا يجوز لبان كي مون أن يجد مبررات للإرهاب .ويقصد لا يوجد سبب للمقاومة ….تخيلوا !…
بقلم: كاظم إبراهيم مواسي