من على منابر مساجدنا….
تاريخ النشر: 05/06/11 | 23:00من على منابر مساجدنا : “على خطبة يوم الجمعة أن تكون كالمنهل العذب للناهل الظمآن”
ملاحظة: “ما أسجله في هذه الخاطرة هي انطباعات اختزنتها في ذاكرتي لعدة خطب ألقيت أيام الجمعة من على منابر أكثر من مسجد وخلال عام تقريبا.. وملاحظات هنا وهناك لا تقلل من قيمة خطبة الجمعة لما فيها من مواعظ ودروس دينية وعبر وهذا ما يميزها عن سواها من الخطب” .
من عادتي وأنا استمع إلى خطبة الجمعة التي يلقيها غالبا إمام المسجد الالتفات يمنة ويسرة والى الأمام أراقب المصلين لأرى ردود فعلهم من خلال حركاتهم وانفعالاتهم ومدى إصغائهم وانتباههم…
ومما يثير استهجاني واستغرابي بشكل خاص ذاك النوع من المصلين الذين يجدون في الخطبة فرصة مواتية لأخذ قسط من الاسترخاء والنوم وعندما تلفت نظر من يجلس بجانبك يدعي أنه يستمع إلى الخطبة وهو مغمض العينيين، وهذا نوع من المصلين وهناك نوع آخر لا يحلو لهم الكلام إلا أثناء الخطبة وهم قلة والحمد لله والأدهى من كل هذا وذاك الأطفال الصغار الذين يحضرون إلى المسجد بدون آبائهم، تراهم يتحركون ويضحكون مع أترابهم، كل هذا يحدث والإمام مستمر في خطبته التي قد تطول أحيانا مملة وأحيانا تكون في معدلها المقبول وأنا وان كنت غيورا وحريصا في نفس الوقت على خطبة الجمعة وأهميتها الدينية الاجتماعية والأخلاقية أرى من الواجب أن الفت نظر الأئمة إلى جدية الأمر وأن يساءلوا أنفسهم وعندما يحصل ما ذكرناه:
طريقة إلقاء الخطبة
فهل المشكل لدى المستمعين أم في مضمون ورسالة الخطبة؟ أم في طريقة إلقاء الخطبة لأن الخطابة فن اشتهرت به العرب من أيام الجاهلية والإسلام مرورا بسحبان بن وائل والحجاج بن يوسف ووصولا إلى المرحوم جمال عبد الناصر. وعلى الخطبة التي من شأنها أن تشد المستمع إليها أن تكون ذات رسالة هادفة وما أكثر الرسائل في أيامنا هذه خاصة وأن أكثرية رواد مساجدنا اليوم هم الأحداث والشباب طلاب ابتدائيات واعداديات وثانويات ومعاهد عليا وأن تكون لغتها واضحة سهلة يستطيع الجميع فهمها واستيعابها وحتى الصغار منهم وهي فرصة سانحة على الخطيب أن يستغلها أحسن استغلال وأن لا يضيع وقته ووقت السامعين في مواضيع لا طائل من ورائها كتكريس وقت لا بأس به من الخطبة في مسألة عدد أجنحة الملائكة هل في العشرات أم المئات!! أو أن يشغلنا أحدهم وهو خطيب ضيف في أمر تخاصم زوجين حول هوية طائر حط على شجرة قريبة منهما… هل هو ذكر أم أنثى.. تخاصما ثم تصالحا.. ثم عادا واختلفا وتخاصما على نفس الطائر وأخيرا افترقا… فما الفائدة من مثل هذا الكلام؟ وأين العبرة والمغزى وما هي القيمة التربوية أو التعليمية؟ ولا ينس الخطيب أنه يتحدث الى طلاب علم ومعرفة ابتدائيين واعداديين ثانويين وجامعيين وعليه أن يتوخى الدقة والوضوح في خطبته ولا يلقي الكلام على عواهنة فعندما يذكر أحدهم أن مليون جندي من جنود فرعون لحقوا بموسى عليه السلام وببني إسرائيل وهم يعبرون البحر هربا من فرعون وجنوده قد غرقوا في البحر فلا أدري من أين استقى هذه المعلومة ولنتصور مليون جندي في دولة عالم قديم بالكاد وصل تعداد ذلك العالم آنذاك مليوني أو أكثر بقليل!! فأين الدقة والوضوح؟ وآخر لا يحدد بالضبط أي روم غلبوا في سورة الروم:” غلبت الروم في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون” –صدق الله العظيم، أهم روم بيزنطية أم روم روما.. فإذا كان لا يعرف فليمر على الآية مر الكرام أو ليقل والله أعلم … فعلى الخطيب كما هو على كل صاحب رسالة إرشادية أو تعليمية أن يتحرى الدقة وأن يمحص الخبر قبل نشره كما نبهنا إليه العلامة العربي ابن خلدون في مقدمته المشهورة.
هنالك العديد من الخطب التي نحني لها وللخطباء رؤوسنا إعجابا وإكبارا
وما دامت خطبة الجمعة من باب الخطابة فعليها أن تتصف بصفات الخطبة الناجحة: وضوح اللغة وسهولتها، وضوح النبرات والإلقاء الجيد والصوت الواضح المسموع… ولا يفهمن القارىء أن جميع الحطب هي من النوع الذي يفتقر إلى الموضوعية، معاذ الله، فهنالك العديد من الخطب التي نحني لها وللخطباء رؤوسنا إعجابا وإكبارا كتلك التي خصصت لصحة الفرد والمجتمع وخاصة النشأ الصغير منهم كمضار التدخين والسموم وتناول بعض المشروبات الغازية وخاصة مشروبات الطاقة والطعام الجاهز من نوع خذ وابعد أو المعلبات وأخرى تحدثت عن الوالدين واحترامهما وخاصة الأم، أما العنف وأسبابه وضرورة مقاومته فكان له نصيب لا بأس به، مضافا الى كل هذا الخطب الدينية المتنوعة ذات المضامين والرسائل الهادفة والتي هي أساس ولب خطب أيام الجمعة.
وما دمنا في الحديث عن خطبة الجمعة فلا بد من سؤال نسوقه إلى الخطباء عامة والى مفتشي المساجد كذلك: لماذا يأخذ الخطيب وعادة ما يكون إمام المسجد دور الداعي والمناشد لجمهور المصلين التبرع من اجل بناء مسجد أو أي مشروع خيري وفي بلد ما غير بلد الخطيب؟ فالذي أخشاه أن يقع الخطيب ضحية غش وخداع وكيف نتأكد من صحة أقوالهم؟ وهل تزودوا بشهادات من مفتشي المساجد أو من ممثلي السلطات البلدية أو المحلية التي ينتمون إليها تثبت صحة أقوالهم؟ وهل نحن اليوم في عصر اليوتوبيا والمدنية الفاضلة؟! أتمنى ذلك…..
الاستاذ الفاضل ابا اياد مقالتك قراتها بالكامل كلمه كلمه حرف حرف وفعلا انا اشاطرك الراي في انه يجب ان تكون الخطب هادفه ارشاديه اجتماعيه. تزود المصلين بمعلومات عن اخلاق الرسول مع اهل بيته مع ابنائه مع جيرانه مع ارحامه التعاون بين افراد الاسره الواحده من زوج وابناء طبعا التعاون على الخير والكثير الكثير من المواضيع التي تمسح تعب اسبوع لتضع مكانه افكار جديده لاسبوع جديد اوله خير وبركه انشاء الله وشكرا لك وشكرا لبقجه وانا في انتظار كتاباتك القادمه
إلى الأستاذ ذ حسني بيادسة مرحباً
لقد أشرت في مقالك إلى “أنواع المصلين” أشرت إلى “المقيللون” و”المتكلمون” أثناء الخطبة وهم قلة والحمد لله على حد تعبيرك وتقديرك. اسمح لي أن أتطرق إلى نوع إضافي أنت أشرت إليه بصورة غير مباشرة بقولك ” من عادتي وأنا استمع إلى خطبة الجمعة التي يلقيها غالبا إمام المسجد الالتفات يمنة ويسرة والى الأمام أراقب المصلين لأرى ردود فعلهم من خلال حركاتهم وانفعالاتهم ومدى إصغائهم وانتباههم”. وهم”المراقبون” أو “المتربصون” أو “المتفحصون” فهم ينتظرون بل أكثر من ذلك فهم شغوفون ويتربَصون للأمام وللمصلين من أجل تدوين “الأخطاء” و “الزلاّت”.
جدير بالذكر أن غالبية “المتربَصون” عادة” ما يكون من المصلَين أو رواد المساجد الجدد. هذا النوع من المصلين أخذ على عاتقه مهمة النقد, وهو عادة” ما يبحث في نقده عن أسباب وذرائع تدعم معتقداته ورغباته, بعض “النقَاد” يقوم بتجريد وإخراج الكلام عن موضعه ممَا يغيَر في المعنى.
أنا مع النقد والتعددية بالرأي ولكن الطريقة والوسيلة يجب أن تكون برأيي أكثر بناءة, وجلَ من لا يسهو.
قال رسول الله (ص) : من رأى منكرا فليغيره ( بيده – بلسانه -بقلبه وهذا أضعف الإيمان). فحبذا لو نتوجه مباشرة” إلى من يخصَه الأمر قبل أن نعمَم وأن ننتقد على الملأ, ذلك إن كان المراد والغاية التغيير إلى الأفضل.
الى الاستاذ حسني المحترم
كلمة حق تقال للمربي والمدير الفاضل الاستاذ حسني بيادسة، عهدتك دائما الاب والمعلم والمدير اثناء تاديتك وظيفتك كمدير مدرسة.
ارى باسلوبك ما يدل على الرقي بالحديث فكرة ومضمونا، طالما سمعت من اناس كانوا بخطبة جمعة وابدوا رايهم بان الخطيب يعيد نفس الافكار بكل خطبة او اسلوبه غير شيق، لذلك اشد على يدك واقول ان مثل هذه المسائل يجب ان تناقش بمجتمعنا بشكل صريح وبناء لكي نسعى للتجديد والتحسين دائما ولا يكفي فقط التوجه مباشرة الى من يخصه الامر حسب طلب الاخ خالد بتعليقه.
حياك الله استاذي الكريم وجمل ايامك بالسعادة والعطاء.
مقالتك هادفة وفيها نقد موضوعي لسلوكيات سلبية في المساجد…
الخطابة فن هدفه ايصال رسالة ..فكرة.معلومة.الى المستمعين..
جدير بالخطباء ان يسلكوا الاسلوب الذي ذكرته ..
كل االامور بحاجة الى نقد بناء…لنحقق نجاعة العمل ونجاحه..
لا عيب ان يتعلم الخطباء فن الخطابة….بدراسة مهنية لكسب المهارات اللازمة..
معظم خطباء المساجد يعملون تبرعا…وعلى القائمين على المساجد ايجاد الطرق
الكفيلة لجعل الخطباء اهل كفاءة…
استاذي الكريم..احييك على شخصك الشجاع..لقد طرحت موضوع حساس للنقاش..