حلقات عن اللغة العربية في “الجزيرة الوثائقية”
تاريخ النشر: 13/03/16 | 3:20شاهدت أربع حلقات من “سلسلة اللغة العربية” أعدتها محطة الجزيرة الوثائقية، ويمكن الوصول إليها عبر محرك غوغل ونحوه.
…
الحلقات رائعة ماتعة تنطلق من عشق للغة الضاد، وبيان أهميتها، ومعالجة الصعوبات التي تعتورها.
,,
استضافت الحلقات نخبة من العلماء ممن لهم صولات وجولات في اللغة والأدب، وقد سرني أن استمعت إليهم، وشاهدتهم، وتعرفت إليهم.
…
بقدر ما أعْجِبت عَجبت من الأخطاء التي أخطأها بعضهم، ومن عدم الدقة في الإعداد أو الإخراج، وتساءلت:
عمل كهذا مهم يكلف الكثير من الجهد المادي والمعنوي،
لماذا لم يكلفوا له مختصًا لغويًا يراجع ويدقق في كل صغيرة وكبيرة، وكم حري بموضوع يتعلق باللغة، وينطق باسمها، ويدعو إليها؟
سأذكر بعضًا مما انتبهت إليه، من غير قصد أن أعرض الأخطاء والهفوات كلها، فهذه الملاحظات النقدية هي غيض.
..
* يقرأ أحدهم: “وآذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر”- سورة التوبة 3
يقرأ (آذان) والصواب (أذان)، فالأذان هو النداء للصلاة، وأما (الآذان) فهي جمع أذن.
..
* تقرأ محاضرة أبياتًا من الشعر تلحن فيها، فتخيل أنها تقرأ لنا:
ولست بنحويًا يلوك لسانه… تقرأها ناسية حرف الجر، وبملء فمها دون أن تجفل.
ويقرأ آخر متأنيًا وهو يلفظ:
كلُّ تغيرٌ….
..
* يتحدث أحدهم عن أبي فراس الحمْداني فيجعلها كل مرة (حمَـداني) بفتح الميم، مع أنه يعرف أن النسبة هي لـ (حمْدان)، وعليه أن يلفظ تبعًا لذلك: (حـمْداني).
• ما دمنا في الدقة في لفظ الأسماء وجدت من كرر اسم (ابن جنيّ)- هكذا بتشديد النون والياء، والصواب هو بدون تشديد الياء.
يقول المحقق محمد أبو الفضل إبراهيم في مقدمة كتاب (الخصائص) لابن جني:
” جِنِّي بكسر الجيم وكسر النون المشددة وسكون الياء، فلا تُشدد الياء كياء النسب، إذ ليست بها…” ص8.
…
• لاحظت لدى المشاركين في اللقاءات من يستخدم المبالغة في حديثه عن اللغة العربية، وذلك في استعمال: أجمل لغة، وأدق.. وأفضل…
وكذلك في قول بعضهم: “ولا نجد هذه في لغات أخرى…”
فلو كان القائل يعرف اللغات كلها لقلنا: لقد وازن الباحث وكان قوله عن معرفة،
ولو قال: ولم أجد مثلما وجدت في العربية من خلال اطلاعي على الإنجليزية والفرنسية أو بعض اللغات التي أعرفها لتفهمنا رأيه،
ولكن الباحث يخبرنا، وكأنه على علم باللغات فخرج بأفعال التفضيل، أو جمل الأحكام.
…
• في الإخراج لاحظت أن المتنبي يظهر شيخًا متهالكًا، وكان على المخرج أن يعرف أن المتنبي قتل وعمره خمسون سنة، ولم يحنِ الدهر ظهره.
..
ويظهر لنا في مشهد آخرابن جني (942- 1002)م، وقد حمل كتابه (الخصائص) ليطلع المتنبي (915- 965 م) عليه؟!
خفي على المخرج أو كاتب السيناريو أن المتنبي توفي وعمر ابن جني ثلاثة وعشرون عامًا، ولم يكن قد شرع في كتابة كتابه اللغوي الهام.
لقد قدم ابن جني كتابه إلى بهاء الدولة بعد سنة 379 هـ – ( انظر: مقدمة كتاب الخصائص، ص 69 )- أي بعد سنوات طويلة من وفاة المتنبي ( الذي توفي 353هـ).
…
…
أخلص إلى القول ثمة ضرورة للمراجعة والمتابعة، والدقة.
وصدق القول المأثور الذي يجدر بنا أن نعمل وَفقه:
“إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.، وفي رواية أخرى “أن يُحْكمه”، فمن الحكمة إذن أن نُحْكم سلسلة مميزة ومهمة.
ب. فاروق مواسي