الشيعة أخوتنا والعملاء حثالتنا
تاريخ النشر: 13/03/16 | 13:08لقد طفح الكيل ، وقلّ الحياء ، وظهر السفهاء ، وكُشف الغطاء ، وتحدثت الروبيضة. صدقت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيأتي زمن تتحدث في الروبيضة ، قالوا ما الروبيضة يا رسول الله ، قال :” سفهاء القوم ، عندما يحين ذلك ، فبطن الأرض خير من ظهرها”.
لقد أصبح كل من يحمل قلماً ، ويكتب على صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية ينعق في كل واد ، لتصبح له زاوية في هذه الصحف والمواقع ، ولا شُغل له ولا عمل إلا أن يُغذي ويذكي نار الفتنة بين الطوائف الإسلامية خاصة سنة وشيعة. ويظهر بمظهر المدافع عن السًنة ، التي يرأسها آل سعود والوهابية التكفيرية.
وبعد أن تحريت عن هؤلاء العملاء ، ثبت لي بالقطع أنهم لا يقيمون حتى الفرائض في هذا الدين ، وكأنهم ليس لهم صلة بهذا الدين ، وهم سُنة إسماً لا فعلاً !!! ودفاعهم عن أهل السنة بثمن وهو المال ، فمشغليهم ومن يمولهم إختاروا لهم هذه الطريق ، ولا عمل لهم إلا الفتنة والفساد وإذكاء النار بين طوائف الإسلام من أجل أن يبقى سادتهم راضين عنهم.
وعند قراءتي لمقالاتهم أشم من ذلك رائحة العمالة والخيانة وبيع الضمير وخدمةً يقدمونها لمن يريد بالإسلام الأذى بإطلاق التسميات عليه والمصطلحات التي لا أصل لها في الإسلام ، إسلام معتدل وإسلام متطرف !! وهذه أطلقها سياسيون إسرائيليون وسياسيون غربيون فتلقفها العملاء المأجورون وصارت عناوين لمقالاتهم .
الإسلام واحد ، والدين واحد ، والإله واحد ، والشرع واحد ، والنبي واحد . وإن تعددت المدارس وسُبل الإجتهاد .
لقد قام الأزهر الشريف بأول خطوة بناءة في عهد شيخه الفاضل والمرحوم الشيخ محمود شلتوت ، بأن أدخل على مناهج الأزهر الشريف أربعة مذاهب أخرى وهي : الإبظاضية ، والإثنى العشرية ، والجعفرية والزيدية ، بعد أن كان يُدرس فقط الأربعة مذاهب وهي : الشافعية ، والحنبلية ، والمالكية والحنفية. وعندما أقدم الشيخ شلتوت رحمه الله على هذه الخطوة سد بها ثغرات كثيرة ، ومنع كل صراع مذهبي وطائفي ، قد يكون سبباً في تناحرها وتقاتلها ، وذلك عين الصواب .
ولكن للأسف الشديد ظهر منذ 200 عام مذهبٌ تكفيري جديد أسمه الوهابية التكفيرية ، مذهبٌ أصحاب الثروات والمال، وصار يُروج لهذا المذهب بكل الوسائل مثل : بناء وتشييد المساجد والمدارس، إقامة الجامعات. أستطاعوا بهذه الطرق أن يستحوذوا ويشتروا الكثير من الذمم ، خاصة ممن هم أنصاف فقهاء وعلماء ناقلين لا أكثر . فصارت الفتاوى تصدر عن الايمن والشمال ، فأرخوا ذقونهم ولبسوا شماغهم وعباءتهم وثيابهم البيض ، وفتحت لهم عائلة آل سعود المجال ، وأسست وأقامت ومولت محطات التلفاز المرئية التي تبث على مدار الأربع والعشرين ساعة. لا شُغل لهم إلا الشيعة ، الشيعة والصفوية والفارسية ، فهؤلاء دمهم يُهدر ونساءهم تُسبى وأموالهم غنائم !!!
ومن ناحية ثانية هناك قنوات فضائية عند أهل الشيعة ، تعمل ليلاً ونهاراً بالشتم والسب على الصحابة وأهل السنة ، ولقد ثبت بالقطع أن هذه القنوات الفضائية تمولها أيضاً المخابرات البريطانية وبمساعدة أختها المخابرات الأمريكية ، والمال في نهاية المطاف كله مُمول من آل سعود .
إن الإدعاءات والتجنيات على الشيعة كثيرة وموجهة ، صحيح أن الأخوة هم طائفة ككل الطوائف منهم الصالح والطالح . ليس كل من يخطئ من الشيعة ويقدم على عمل ضد الآخرين هو يُمثل بهذا العمل الشيعة ، وليس كل من يخطئ من أهل السنة ضد الآخرين يُمثل أهل السنة . لقد ثبت بالقطع أن من أهل السنة فتياناً وشباباَ وحتى كباراً في السن يشتمون الذات الإلهية ، ولقد سمعت ذلك بأذني ، وهذا لا يعني أنهم يمثلون أهل السنة . وهذا أشد وأعظم ما يكون ، من شتم إنسان مهما كانت درجته عند الله ، فراح البعض يروج عن الشيعة أنهم يُشَتمون على بعض الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فهؤلاء أيضاً هم خارجون عن الملة وبعيدين عن الإسلام كل البعد . فهؤلاء هم عملاء بإمتياز ولا يمتون للشيعة بشيء الذين يحبون آل بيت رسول الله أكثر من أنفسهم . ليتنا نحن أهل السنة نحب رسول الله وأله مثلهم ، فمحبة رسول الله وأله زادهم اليومي ، وعشقهم الروحي . فإختلاف كل هذه المذاهب وهذه الطوائف في الفرعيات وليس في الثوابت ، ولكل له إجتهاده فإن أصاب فله أجران وإن اخطأ فله أجر.
إن التعددية سُنةً إلهية كونية ، فهو الذي قال في كتابه العزيز في الآية 13 من سورة الحجرات :” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ“. هذه التعددية كأن الفائز فيها ليس سنة ولا شيعة ولا أي مصطلح من هذا القبيل بل أقربهم إلى الله وأكرمهم أي ( اتقاهم)، فأتقوا الله يا أصحاب المقالات المدفوعة الثمن ممن تحرضون على الفتنة ، وعلى سفك دم المسلمين بعضهم لبعض . فيوم القيامة لا ينفعك ، مثل هذه التسميات والمصطلحات سُنة ولا شيعة ، بل ينفعك رضا الله عليك أن يدخلك في رحمته ، وتكون من أهل الجنة وذلك هو الفوز الكبير . ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). صدق الله العظيم
بقلم: الشيخ عبد الله نمر بدير ( أبو الناشد)
كاتب المقال هو رجل ناشط إجتماعي في بلد الشهداء ، كفر قاسم. ألف العديد من الكتب. مأذون شرعي في بلده . أحد أعضاء لجنة الصلح القطرية في الوسط العربي.