الدم الجديد !
تاريخ النشر: 12/06/11 | 21:32الدم الجديد مصطلح طالما سمعناه يتردد في المحافل التربوية والاجتماعية والثقافية والسياسية , والملفت للنظر أن أول من ينادي ويلوح ويفاخر بذلك هم من يقعدون على القرارات ويتشبثون بمراكزهم رغم سني العمر الطويلة التي قضوها وعند المواجهة تراهم يتحولون إلى مونولوجات حكمة الكبار والدهريين والدهن في العتاقي .
الدم الجديد مصطلح عام ومبهم نتغنى به دون توضيح أو تدقيق لنوعيات الدم الجديد واختلاف مميزاتها وتباين قدراتها ومفعولاتها والإدراك والاعتراف بأن هذا المصطلح يشمل كل شيء من النقيض إلى النقيض .
الدم الجديد مصطلح يؤكد الفروق الفردية العمرية لكنه يفترض أيضاً بين ثناياه الجودة والقدرة والأمل والأفضلية والطاقة لكونه فقط دماً جديداً .
الدم الجديد ببداياته التي يتحكم بها الدم القديم وظيفياً ومادياً ومعنوياً يجد نفسه مكرراً ومكملاً ومسيَّراً يُرسم مستقبله وعمله وطريقة أدائه بريشة الكبار وبأقلام الكبار ونظريات الكبار وخبراتهم وعلمهم وأدبهم وانجازاتهم والفرص الضيقة التي تمنح لهم برؤية ومصلحة وأولويات الكبار الذين كانوا يوما ما دماء جديدة وكانت كل الأبواب مفتوحة والفرص سانحة والحلبات غير مكتظة والغابات غير كثيفة رغم الصعوبات وضنك العيش وقلة الموارد والمصادر والاكتشافات والاختراعات والتطورات بجميع جوانبها .
ولا يخفى على أحد أن العديد من العلوم والآداب ما هي إلا مما خلفه الدم القديم للدم الجديد ليتعلم منه وهذا بحد ذاته اعتراف للقديم بعجز الجديد وتوكله واعتماده على ما كان .
فالجديد لا يمكن أن يبدأ من نقطة الصفر ويتجاهل كل ما سبق من نظريات وعلوم وتطورات وإنما يكمل المسير من نقطة خير خلف لخير سلف .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يهيئ القديم جديداً يمكن الاعتماد عليه ويستطيع حمل الراية وإكمال المسيرة ليكون فعلاً دماً جديداً ينشر ما يحتويه على الكون ويعمل ما يستطيع ويعطي ما يقدر وأكثر حتى يتهيأ هو أيضاً في يوم من الأيام لنقل ذلك لمن سيأتي بعده ؟!
وأكثر ما يُخشى عليه انقطاع في السلسلة يرجع سببه إلى انحطاط جزئي أو تدريجي أو كلي ناتج عن ضياع أو ثراء أو استعمار أو احتلال يخطط لهذا الانقطاع ويسهر عليه ويبذل فيه الغالي والنفيس كي يصل إلى خلق جيل لا يعرف من أين يبدأ وإلى أين يمضي ويغرقه في الملذات ويحيد نظره عن الصحيح ويشغله في نفسه وما يأكل وما يملك ويسوقه إلى مراعي الشهوات والانجازات الهابطة كبناء بيت أو قصر أو امتلاك سيارة فخمة أو منصب ووظيفة ولا تتعدى أحلامه ذلك , لا يرى أبعد من أنفه ولا تجد للعزة والكرامة والإباء رصيداً داخله , تنهار كل المبادئ والقيم أمام عنفوانه وشبابه ودمه الجديد .
يجد في الحرية شعاراً يلوح به كي يخلق الفوضى , والصدق ضعف والخير سذاجة والطيبة غباء والمعرفة كلام فارغ والعلم مضيعة للوقت .
وقد قالوا تأكيداً لذلك أن الكبار سيموتون والصغار يجهلون ولهذا يُبذل في تجهيلهم جهد كبير حتى يتأتى جيل ضائع لا خير فيه.
وإذا ما تحقق خلق هذا الجيل ( الدم الجديد ) الذي لا يعرف من أين يبدأ وإلى أين يمضي ,فإن كل ما يتبقى لتحقيق الانحطاط هو أن يصبح هذا الجيل هو السلف مع مرور الزمن فيأتي الخلف الذي هو الدم الجديد جداً فلا يجد له ماضياً ولا حاضراً فكيف يكون له مستقبل يسعى نحوه ؟!
يتحقق الضياع في زمن يضيع فيه الحق ولا مكان عندها لكبير للتدبير ولا لقدوة يحتذى بها ولا نهج يُسار على خطاه .
وكل الدلائل والمؤشرات تعلن عن مرحلة انتقالية سيصبح في نهايتها الصباح فلا تجد الخير في القديم ولا الأمل في الجديد وكل الدماء ستكون عندئذ متشابهة .
وقد يسأل البعض ما العمل وهل هناك أمل ؟
الجواب نعم , بالصحوة والخروج من الأزمة التي تطغى علينا والعودة إلى السبيل القويم وهو سبيل أساسي وبسيط يتمثل في عودة البيوت إلى زمام الأمور وقيام الآباء بالدور الملقى على عاتقهم وعدم تخليهم لأن مرجع المعاناة وسبب الأزمة هو في أم تخلت أو في أب مشغول عن بيته وأولاده وسيادة الاستهتار وطغيانه مع الاستخفاف وعدم الاكتراث واللامبالاة والتشجيع على الجهل والفوضى بشكل مباشر أو غير مباشر .
عيوننا بالناظر وقلوبنا بالانفطار فلماذا الانتظار ؟؟
مقال رائع وهادف كالعادة أستاذ يوسف
كل إنسان عليه القيام بواجباته في هذه الحياة حتّى تكون الحياة مستقرة وتنعدم الفوضى .
الدّماء في جسم الإنسان تتجدّد باستمرار حتى تُصْبح أنقى وأصفى وبذلك تكون خالية من الشّوائب وهذا يعني صلاح للجسد .
مقالتك تلك عن دماء التّجديد جعلتني أتصورها بطريقة أخرى :
جيل من البشر قديم وينقسم لنوعين النوع الأول يتكون من دماء نقية يعطي الجميع ويأخذ من الجميع وهذا من المستحسن التعامل معه والإستفادة منه ,
النوع الثاني وهو يتكون من دماء ملوثة فاسدة ويريد أن يعطي من دمائه الملوثة بدون إستئذان وهنا لاحظ نوعيّة ” العطاء” !!!!! لا بارك الله بعطاء هو قتل للنّفس والإنسان .
عندما يريد أحد منّا أن يقوم بالتّبرّع بالدّم , يقوم المختصّين بفحص دمائه إن كانت خالية
من الفيروسات والأمراض , فإن كانت دمائه نقيّة صالحة وخالية من السّموم يقومون بأخذ كمية منه بقدر المستطاع حتى تكون هناك حياة لآخر , وإن كانت قذرة وملوثة فلا حاجة لنا بأي قطرة من دمائه , لأنها ستكون قاتلة ومميتة لأي إنسان “شعب”
لذلك لنحاول أن نكون أُناساً في هذه الدّنيا يحتوون على دماءً نقية طاهرة تفيد الجميع .
صفات موجودة في الدماء النقية :
التّقوى , الصّدق , الإخلاص , الرّحمة , الإستقامة , المعرفة أو محاولة المعرفة , العفاف , الإيثار ,علو الهمم , حر النّفس , وغيرها الكثير ……….
حياك الله استاذي الكريم وجمل ايامك بالعطاء المتجدد.
دائما تتحدث بمقالاتك عن مواضيع هادفة…تحية شكر واعتزاز لجهودك المتواصلة
لرقي الاهل وتطور البلاد.
الحياة مسرحية…ونحن الممثلون..العناصر تكون المجتمع.
مسرحية الحياة تتجدد كل ثانية..بالزهور اليانعة..
مسرحية الحياة تفقد بالموت ممثلون ادوا ادوارهم في المسرحية..
مسرح الحياة البشريةفي معظم المجتمعات يسعى دائما للتالق والتقدم والتطور نحو الافضل.
هناك شعوب وصلت القمة في الرقي والتقدم..وظفت اموال كبيرة وطاقات للتقدم والنمو.
مجتمعنا في طريقه للرقي…..مجتمعنا يتقدم بخطوات ملموسة في دروب العلم والمعرفة
هناك ظواهر سلبية…يتخبط بها مجتمعنا.لا بد من معالجتها..
على كل ممثل ان يكون متالق بدوره..متجدد مع التطور العالمي..
على كل عنصر ان يكون متميز باداءه..متجدد كالدم في الجسم.
المجتمعات الراقية توظف اموال كبيرة للتنمية البشرية….هذه التنمية هدفها
تلميع البشر بالثقافة والمعرفة والسلوكيات الانتاجية المتقدمة..
استاذي الكريم…كل شخص منا يمكنه ان ينمي الطاقات البشرية بشخصه.بحيث يكون
متالق ومتميز ومتجدد..علينا برمجة اوقاتنا.ووضع اهدافنا للرقي في جميع المجالات.
جدير بنا ان نتمتع بفكر ايجابي..نعمل بايجابية..ونتصرف بايجابية..
استاذي الفاضل…انني معجب بعطاءك الوفير.اتمنى ان يجد هذا العطاء طريقه للخلود
اتمنى لك دوام الصحة والعافية..