مطلوب عريس بمواصفات عادية
تاريخ النشر: 20/03/16 | 14:28مزيج من الروائح الجميلة تفوح بالبيت تنبئ بالحدث السعيد، حركة داؤوب من جميع افراد البيت بألاماني السعيدة، الاب يرمق ابنته بحنان لا يصدق انها كبرت وستصبح عروسا. الام تتدخل في طلة ابنتها حتى تكون بابهى صورة. تلك تفاصيل عادية في حياة جميع الأسر، لكن في الغالب تنتهي مثل هذه اللقاءات بين أي من العائلتين بقليل من الثقة. فهناك تفاصيل مادية وشكلية تصنع الصورة التي لا نشتهي حتى يمر العمر بقلق وخوف وتصبح من كانت مطلوبة لا يدق بابها الا نادرا.
في كل مرة تتكرر فيها حادثة عريس من غير اتمام لمراسم الزفاف لا بد انها ستنتهي بكثير من التحفظ والخجل لدى البنت، وما ان تنهل فترة النقاهة بين عريس واخر لا يعود لاسباب مختلفة حتى تتوسل اليهم بان يرحموها من مثل هذه التجربة لانها في كل مرة لا يكون لها نصيب بالوصول الى دفتر الماذون تصاب بنوع من البلادة والكآبة، وقد تزداد الحالة تعقيدا الى ان تصل الى تدمير الذات. ولا احسب ان تلك المهانة الا نوع من انواع القهر الذي يمارس على المرأة وهو اشد من الواد. وما هي الا اوهام نفتعلها ونتفاعل بها لتحطيم الخلط بين ما نريده وما نسعى له ارضاء للعامة حين نساوي بين ما يرضينا وما يرضي غيرنا.
هناك من تقول: انها بالرغم من عدم الارتياح لمن طرق بابها خاطبا الا انها لم تجرؤ على ان تصرّح باحساسها امام كل المدافعين والمؤيدين من حولها والذين يرون بزواجها انحلال لعقدتها وعقدة اخواتها اللواتي يزيد عددهم على اربعة وقد فاتهم قطار الزواج جميعهم بمعيار المجتمع.
طبيبة قالت: بأنه ينتابها الكثير من الحرج والخوف كلما تقدم عريس لخطبتها حتى تتوالى المعلومات تتسرب اليها من حيث تريد ومن حيث لا تريد، عن مدى نجاح اللقاء الاول بينهما والذي لا بد ان يكون للاهل فيه دور في القبول او الرفض لانها تتساوى مع غيرها حين يتعين عليها ارضاء العائلة جمعاء.
وتكمل مندوبة ادوية الحديث بحسرة انه في احدى المرات فشل طلب الزواج لانهم تابعوا حسابها على الفيسبوك وشاهدوا صور شقيقتها بفستان زفافها الذي لم يرضيهم ان يكون مكشوفا من الذراعين.
معظم الفتيات يتقبلن بصمت ما يجري لهن في كل مرة يتعرضن فيها لنكبة انهن في سن الزواج بحيث لا يستطعن الرفض والعروض تنهال عليهن من الاقارب والجيران وزملاء العمل من اجل (السترة) حتى لا يعود الدعاء او حتى صلاة الاستخارة مستجابة لانها لن تؤدى كما يجب، امام هذا الكم الهائل من العروض التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
من قبيل التجاوز اقول انه عندما يتم اختيار شريكة العمر على اساس مادي بحت اما لوظيفتها او لانها خريجة كلية احتمال الوظيفة فيها كبيرا او على اساس كتاب الخريجين بالنظر الى صور الخريجات وكلياتهم فان في هذا انتهاك لاحلام جميع الفتيات اللواتي تنطبق عليهن مثل هذه الصفات. تخيلوا معي ان مثل هذا العريس سيدخل في اليوم الواحد على الاقل خمس بيوت ومعروف ان نسبة العنوسة غول وشبح بات يؤرق حتى الفتيات الصغيرات خوفا على مستقبلهن وهن يرون طوابير من العوانس لا ذنب لهن مما يعاني منه المجتمع من التضخم الذي طال كل شيء والاسباب التي افرزت مثل هذه النتائج كثيرة ومتداخلة.
اذن نحن نقرع الجرس رفقا بالبنات اللواتي صلاحهن واحترامهن من صلاح المجتمع.
بقلم: عبلة عبد الرحمن