إنطلاق مركبة فضائية بحثا عن حياة على المريخ
تاريخ النشر: 22/03/16 | 1:30انطلقت مركبة فضائية يوم الاثنين في مهمة إلى كوكب المريخ يأمل العلماء أن تسهم في الإجابة على أكثر الأسئلة إلحاحا في عصر غزو الفضاء .. هل توجد حياة على الكواكب الأخرى؟
المركبة ضمن برنامج الفضاء الأوروبي-الروسي (اكسومارس) وانطلقت يوم الاثنين من قاعدة بايكونور الفضائية في قازاخستان على متن صاروخ (بروتون) في مستهل رحلة فضائية تستغرق سبعة أشهر إلى الكوكب الأحمر.
تحمل المركبة مسبارا لاستكشاف الغلاف الجوي للمريخ ورصد الآثار الغازية الموجودة به -مثل غاز الميثان- علاوة على كبسولة صغيرة تختبر ماهية المعدات اللازمة لمختبر فضائي من المقرر إطلاقه عام 2018 .
وقال باسكال ايرنفرويند المدير التنفيذي لوكالة الفضاء الألمانية في لقاء نظمته وكالة الفضاء الأوروبية “لماذا نهتم نحن بالمريخ إلى هذا الحد؟ لأننا نسعى لفهم كيفية نشأة الحياة في مجموعتنا الشمسية”.
كان المسبار كيوريوسيتي التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) رصد في أواخر عام 2014 آثارا لغاز الميثان في الغلاف الجوي للمريخ وهو مادة كيميائية ترتبط ارتباطا وثيقا بالحياة على كوكب الأرض.
يقول العلماء إن الميثان ربما يكون قد نشأ عن كائنات مجهرية دقيقة تسمى مولدات الميثان وهي إما أن تكون قد انقرضت منذ ملايين السنين وتركت الغاز في صورة متجمدة تحت القشرة السطحية للكوكب وإما أن تكون نفس هذه الكائنات لا تزال حية.
وقال رولف دي جروت رئيس مكتب تنسيق الاكتشافات بالروبوت التابع لوكالة الفضاء الأوروبية لرويترز “البرهنة على أن الحياة موجودة على المريخ أو كانت كذلك ستؤكد أن كوكب الأرض لا يتفرد بكونه يحتفظ بالحياة على سطحه”. وأضاف “سيزيد ذلك من احتمالات وجود أماكن أخرى في الكون بها حياة”.
ومن بين التفسيرات الأخرى المحتملة لوجود الميثان في الغلاف الجوي للمريخ هو أنه قد نشأ بسبب ظاهرة جيولوجية مثل أكسدة الحديد.
وتتضمن المرحلة الثانية من مهمة المركبة (اكسومارس) في عام 2018 إرسال كبسولة أوروبية إلى سطح المريخ وستكون الأولى من نوعها ذات القدرة على الحركة الحرة على سطح الكوكب والحفر على سطحه لجمع عينات وتحليلها.
وقال دي جروت “الإشعاعات القادمة من الفضاء كفيلة بتدمير كل المادة البيولوجية وإذا أمكنك الحفر لعمق مترين في الأرض فقد تتمكن من اكتشاف أماكن كانت غير معرضة لهذه الإشعاعات”.
وقال توماس رايتر مدير الرحلات الفضائية المأهولة والاستكشاف بالروبوتات بوكالة الفضاء الأوروبية “إنني على يقين من أنه ستأتي لحظة خلال 20 أو 30 عاما يتمكن خلالها الإنسان من السفر إلى هذا الكوكب”.
وقال خورخي فاجو العالم ببرنامج (اكسومارس) “إذا كانت هناك حياة مبكرة فربما وجدت لها مكانا في القشرة تحت السطحية وربما يكون الميثان مرتبطا بذلك”.
والهبوط على سطح المريخ مهمة بالغة الصعوبة كانت قد عرقلت تقريبا جميع الجهود الروسية السابقة كما سببت مشاكل لناسا أيضا. ولدى الولايات المتحدة حاليا المسبار (كيوريوسيتي) والمجس (أوبورتيونيتي) اللذان يعملان على سطح المريخ.
وتقود وكالة الفضاء الأوروبية مهمة (إكسومارس) 2016 على أن تمدها وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) بمعدات الإطلاق واثنتين من بين أربع معدات علمية على كبسولة رصد الغازات. أما المتعاقد الرئيسي فهو شركة (تاليس ألينا سبيس) وهي مشروع استثماري مشترك بين شركة (تاليس) و(فينميكانيكا).
ومن المتوقع أن تصل تكلفة مهمة (إكسومارس) 2016 بما في ذلك المرحلة الثانية لعام 2018 نحو 1.3 مليار يورو (1.4 مليار دولار) على أن تسهم روسيا بالقدر الأكبر من التكلفة.
وقالت (ناسا) إنها تعتزم إطلاق مركبة فضائية إلى المريخ عام 2018 وهي عبارة عن قمر صناعي يسمى (إنسايت) يهتم بدراسة المناطق العميقة من المريخ.