إصدار كتاب “مواطنة مشروطة”

تاريخ النشر: 23/03/16 | 15:58

في ظلّ عمية تشريع متصاعدة لقوانين تمسّ بحقوق الانسان والحريات الدمقراطية وقوانين عنصريَّة وإقصائيَّة تّجاه المواطنين العرب، أصدر النائب د. يوسف جبارين (القائمة المشتركة) و د. سارة اوساتسكي- لزار (معهد فان لير) كتابًا جديدًا بعنوان “مواطنة مشروطة: عن المواطنة، المساواة، والقوانين التعسفيّة”، والّذي يشمل مقالات وتحليلات غنية قام بكتابتها باحثون وباحثات من اليهود والعرب، ومن مجالات تخصصيّة مختلفة. وأشار الباحثون في مقالاتهم إلى التغيّرات السياسيّة الجوهريّة في إسرائيل بالسّنوات الأخيرة، والتي أفضت إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وتآكل جدّي بالهامش الديمقراطي في البلاد، وذلك في سياق قوننة العنصرية وسياسات الإقصاء، إضافةً إلى تمتين الهُوية الاثنيّة اليهودية والفِكر الصّهيوني.
تتناول المقالات المطروحة بالكتاب تحديدًا المُعضِلات القانونية والجماهيرية والأخلاقية لمجموعة التشريعات العنصرية في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إسقاطاتها المجتمعية والتربوية، وعلى تحليلات مقارنة لحالات مماثلة من تصعيد يميني متطرف من تجارب دول أخرى في العالم.
وقد تناول الباحثون المشاركون بالكتاب، عربًا ويهودًا، المواضيع المطروحة بالكتاب بشكلٍ نقديّ وجريء، كما وعملوا على طرح آليَّات عمل بديلة لمواجهة الواقع المأزوم، وذلك من منطلقات قيميّة حريصة على أسس دمقراطية وايمانًا بحقوق الإنسان والمسؤولية المجتمعيَّة، وليس فقط من باب البحث الأكاديمي، على أهميته.
وفي أعقاب إصدار الكتاب، قال النّائب جبارين “إنَّ تداعيات وإسقاطات قوننة العنصرية ستكون وخيمة سياسيًا واجتماعيًا على جميع مواطني البلاد، دون استثناء، خاصة ضمن أجواء توتير العلاقات بين المواطنين العرب والمواطنين اليهود. لم نكتفِ بهذا الكتاب ببحث وتحليل الواقع، وإنَّما تناولنا المواضيع المطروحة بشكل نقديّ، كما وطرحنا بدائل عمليَّة لتغليب قضايا الدمقراطية والمساواة. الكتاب يطرح خطابًا بديلًا يهدف إلى تعزيز مبدأ التعددية الثقافية والمساواة الجوهرية”.
من الجدير ذكره، أنَّه في عام 2012 بادرَ جبارين واوساتسكي- لزار إلى إقامة مجموعة حوار مهنية بحثية يهودية-عربية لدراسة ومناقشة تداعيات وإسقاطات التشريعات العنصرية الّي تُقِرّها الكنيست، كما وعملت المجموعة على مقارنة حالات مماثلة من مختلف أنحاء العالم. وانطلق المشروع بالتعاون بين معهد فان لير في القدس، والمركزي اليهودي-العربي بجامعة حيفا، ومركز “دراسات”، المركزي العربي للحقوق والسياسات، وقد تم تتويج عمل المجموعة بإصدار الكتاب، بعد العديد من حلقات النقاش والمؤتمرات.
يشمل الكتاب 17 مقالًا، ومن بين المساهمين في كتابة المقالات البروفيسور يوآف بيليد، البروفيسور راسم خمايسي، البروفيسور هيلينا سيلفا، المحامية سوسن زهر، المحامية لنا ورور، د. تمار هاجر، د. ياسمين عبود-حلبي، وغيرهم.
وحول فرص تأثير الكتاب على المجتمع اليهودي، يقول جبارين واوساتسكي في مقدمة الكتاب: “نأمل أنّ قراءة متعمقة ومتأنيَّة للمقالات التي يشملها هذا الكتاب قد تساهم في تغيير توجهات حالية بشأن التشريعات بالكنيست، وتساعد في التعامل مع الآفات السياسية والمجتمعية المُتفشّية بالمجتمع الاسرائيلي، كما ونأمل أيضًا أنّ تساهم الأفكار وآليات العمل المطروحة بالكتاب بمواجهة التطرف في المجتمع الإسرائيلي، وفي الجهد المبذول من أجل تغيير سياسة تعامل مؤسسات الدولة مع المواطنين العرب”.

yosefjbareen

999

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة