وَضعِ البَلَد بِكِلمِتين ! وِبيِكفي انظَلّ نِدهَنِ الحقيقه

لا بُدّ مِن كَشفِ المَستور وفضحه ورفع القناع والإعتِرافِ بِالتَّقصير الذي بات التعتيم عليه تواطؤٌاً منّا وقبول بالظّلم , حتى وإن بات يقيناًر أنّ نار الحربٍ ستشتعل , وسيخوضها ضدنا كل الذين ستظهر عوراتهم أو سيسوؤهم أننا نتكلم عنهم أو نُحاول أن نضعهم في قفص الإتهام أو نتكلم بأكبر من عقولهم واستيعابهم. …
حان للزّعامات وأصحاب القرار والمُنتفعين أن ينزلوا عن المنصّة وينصِتوا لِخِطاب الشّعب من الشعب الى قياداتهم , ويعترفوا لأول مرّة بالتقصير والتمييع والتضييع….
ليس أحدٌ مِنّا , بِالغالبِ , يقوم بشيّ لبلده يليق بمبادئ القوميّة والدين , وإلّا لكان هذا البلد جنّة عدن التي خصّنا الله بها ونحن لا ندري , وستبقى الأجيال تِلوَ الأجيال يُعلِنون براءتهم من آبائهم وأجدادهم ومِمّا كانوا يعبدون .

حقائقنا مُرّة كالعلقم وجيناتُنا الوراثيّة معقّده , أغلبنا ملائكة وشياطين وزاهدون وفاسقون , وَطَنِيّون وخائنون وعادلون جَبّارون وَظالمون , نُبصر حيث نريد ويصيبنا العمى والصّمّ والبُكم في أماكن العتمة كالنعام بل أضلّ سبيلا …
أغنياء وفقراء , علماء وفقهاء وجاهلون أُمّيّون , زاهدون وحشّاشون ومُخَدَّرون , خُطباء وأدباء ومُتحذلقون وشعراء وتافهون , بِحَسبِ أدوارِنا في المسرحِيّه وكثافة الرصاص ….
يوشك البلد أن يقع بالجحيم وكُلّ قوم فيه بما لديهم فرحون ونائمون ومستيقظون , يجمعون أموالاً كثيرة ليوم الحشر , ويجمعون علوماً وألقاباً وبراويز تشهد لهم يومَ لا تنفع فيه إلا البراويز. وحسابات البنوك …
أيها الرجال أشباه الرجال المُنحَدِرون من طائفة اللا معقول واللا منطِق , وتلعبون بالأموال والأرزاق والأعناق , والمُتسكّعون بالمناسبات فوق المنصّات وخلف الرئيس وبالصفّ الأول أمام أجهزة التصوير , إفتحوا دفاتركم واقرأوا لنا عن زرعكم وحصادكم ووجودكم وجهودكم وعطائكم لأمّ الفحم , وإلّا فارحَمونا وارحلوا وخذوا معكم روائحكم وأسماءكم. .
حان لهذه البقعة من الكون أن يخرج لها رسولاً مِن عِند أنفسنا يحمل لها رسالة الأنبياء ويجمع حوله صحابةً مخلصين وأنصارَ ومُهاجِرين , وحان أن تُفضَحَ أسماء المنافقين الدّجّالين .

بلدنا ليست في خطر , فأنا متأكد من ذلك , بل بالحقيقة تجاوزت ذلك بكثير , وأوشكت أن تنهار أو أحسبها تجاوزت ذلك بأكثر مما كنا نتخيّل , وتكاد تظهر كجبهة قتال أو مُجمّعٍ تجاريّ , أو على الأكثر مُجَمع شامل للفساد والتخريب ;
قتل وإرهاب وسفك دماء وتخويف ورعب , وحُكم الظالم على المظلوم , وأكل مال الضعيف والتّعدّي على حقوق الله وخلقِهِ وعِبادِهِ , والفقر والمخدّرات والتسرب من التعليم والتعدّي على الحق العام , والنظافة المفقوده وعدم الإنتماء , والغش والخداع والسرقه , وألقاب تعليمية عُليا وثروات وعقول لا يعلمها إلا الله تأكل البلد ولا تتصدّق عليه حتى ببقايا الطعام .
إرحلوا عنا الان , أو وَحِّدوا المناهج الوطنية التي بينكم واجلسوا بأمانة على إتمام وظائفكم البيتية واستعدوا جيدا للإمتحان حتى يُرفع بلدكم “للصفّ الأول” بامتياز واعتزاز وافتخار..
إعلنوا توقيف الحرب الباردة بينكم لمئة عام , وامسكوا ما تبقى قبل أن يذوب , وابذروا الخير وادفعوا الشر وكونوا خير قدوة , وادفعوا ضريبة العطاء والإخلاص والإنتماء واصنعوا المستحيل , لنتحَوّل بالمركب من الهاوية إلى أعالي النجوم بالمسار المستقيم وتَحُفّها الملائكة في كٌلّ حين.
جاء الوقت لهذا البلد لعملية إنعاشٍ مستعجله , وفتح غرفة طوارئ دون تأجيل أو تسويف , وتَحَمُّلِ كامل المسؤولية الأخلاقية والدينية والقوميّه اتجاه أنفسنا وأبنائنا والتاريخ , وأمام الله ربّ العالمين …..

عبدالله جبارين( أبوكَرَم )/ أم الفحم