نشاط غريب في باطن كوكب زحل
تاريخ النشر: 18/04/16 | 4:21رصد علماء الفلك موجات غير عادية في حلقات كوكب زحل تكشف عن نشاط غريب في باطن الكوكب الغازي العملاق، وهو الذي يسعى علماء الكواكب السيارة والنماذج الكوكبية إيجاد التفسير العلمي له وحل لغزه.
تنطلق حول زحل بلايين الجزيئات يبلغ عرضها 170 ألف ميلا (273600 كيلومترا) على مدى الحلقات المحيطة بالكوكب، المكونة من صخور مختلفة الأشكال والأحجام والمغطاة بالجليد، وهذه الحلقات مليئة بالنشاطات من ضمنها الموجات المنزلقة من الخارج على شكل أنماط حلزونية، سببها الرئيسي قوة الجاذبية الناتجة عن الأقمار التي تدور حول كوكب زحل وعددها 62 قمرا، والموجات الناتجة عن الأقمار التي تدور خارج مدار حلقات كوكب زحل، وتسافر إلى الخارج بعيدا عن الكوكب.
لكن وجد العلماء موجات رئيسية قوية أيضا قادمة من باطن الكوكب، وهذا يعني أن هنالك شيء ما يتحرك في الداخل أيضا.
يفترض العلماء في النماذج التي وضعوها لتفسير التركيب الداخلي للكواكب الغازية العملاقة في المجموعة الشمسية وهي المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، أنها تتكون بصورة عامة من كتلة ضخمة من الغاز الجليدي تحيط بنواة صلبة تشبه كوكب الأرض، لكن بدراسة الموجات الحلقية rings’ waves وجد الباحثون أن الصورة تختلف عن ذلك ومعقدة بشكل كبير.
وقال عالم الكواكب السيارة في جامعة كورنيل “فيليب نيكلسون” Phillip Nicholson أن السبب الوحيد المعروف الذي يمكن أن يؤدي إلى إنتاج الموجات القوية القادمة من باطن زحل هو سرعة دوران كوكب زحل الكبيرة حول نفسه والتي يكملها في اقل من سبع ساعات، حيث لوحظ هذا الاضطراب لأول مرة في تسعينيات القرن العشرين الماضي، إلا أن الفريق العلمي التابع لنيكلسون أجرى قياسا أكثر دقة لتحديد مصدر وتركيب الحلقات بالكامل، من خلال الاعتماد على فرضية عكس كل مادة موجودة في باطن زحل موجات مختلفة عن المادة الأخرى، ومع حدوث الاضطرابات والاهتزازات يمكن معرفة التركيب الداخلي، وهي افضل فرصة متاحة أمام العلماء لدراسة التركيب الداخلي لباطن زحل ومعرفة سبب الجزيئات الداخلية.
وكوكب زحل ليس الجرم السماوي الوحيد المملوء بالعلامات البارزة، فمنذ عدة سنوات والفلكيون يرصدون نشاطات مختلفة على الشمس وبعض النجوم، والأرض المستوية نفسها تصدر منها ذبذبات أيضا مما يظهر بعض النشاطات الغريبة لها، كما أن علماء الجيولوجيا يرصدون الموجات الاهتزازية القادمة من باطن الأرض الناتجة عن الزلازل الكبيرة للتنبؤ بتركيب باطن الأرض.
وبناء على تصريح “جيم فولر” Jim Fuller الباحث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فإن الفكرة الأساسية في الدراسة تعتمد على دراسة التغير في التذبذب في باطن الكواكب والنجوم ومنها الشمس بسبب التغير في التركيب الداخلي، وهي الفكرة التي يتم تطبيقها في البحوث الحالية لدراسة التركيب الداخلي لباطن كوكب زحل.