زعبي:المطلوب توحيد موقفنا من التعاطي مع كتاب المدنيات
تاريخ النشر: 20/05/16 | 15:08عقبت النائبة حنين زعبي( التجمع، القائمة المشتركة حول موضوع تدريس كتاب المدنيات الجديد بداية من العام القادم حيث قالت: كتاب المدنيات الجديد هو ثمرة تحولات عميقة في السلطة والنخب والمجتمع الإسرائيلي، فيما بعد أوسلو، أي منذ عقدين من الزمن، أي أنه ثمرة من ثمرات قناعة اليمين الصهيوني أنه تولى السيطرة ليس فقط على مقاليد الحكم، بل على مفاهيم مركزية تؤسس للحكم ولدور المجتمع والثقافة ولمفهوم الآخر والشرعية والديمقراطية، ومكانة المفاهيم الدينية، وثمرة من ثمرات تبديل النخب في إسرائيل، وانعكاسا لانهيار هيمنة نخب الصهيونية الليبرالية.
وهو ليس موجهاً للفلسطينيين فقط، بل لكل ما هو ليبرالي، في إشارة إلى إسرائيل جديدة مع ملامح فاشية ودينية عنيفة واضحة.
وخطر هذه المفاهيم لا تقتصر علينا، ومحاربة الكتاب لا يكون برفض دخوله للمدارس العربية فقط، بل برفض دخوله للمدارس اليهودية أيضا. فلا يوجد أي إمكانية لأي عقلانية سياسية مع هذه المفاهيم، وخطرها الأكبر ليس علينا، فلا يستطيع أي كتاب إقناعنا أننا أمام دولة ديمقراطية ونحن نواجه المصادرة والهدم والعنصرية يوميا. لكنه ينشئ أجيالاً تتربى على الكره وعلى شرعية العنف وتمجيده، بعد أن كانت تنشأ على دونية الفلسطيني داخل البلاد وهامشيته. مشكلة الكتاب الأولى هي في الغاء كامل لمفاهيم حقوق الانسان، وفي إعطاء الحق الالهي ومفاهيم دينية وحق الاغلبية اليهودية كقيميتين وحيدتين في الحياة والعمل السياسي والقانوني.
من هنا فإن الكتاب لا يشوه الحق الفلسطيني الأصلاني فقط، إنما يشوه أيضاً المجتمع الإسرائيلي أيضا ويفرض مفاهيم اليمين الصهيوني على الصهيونية الليبرالية، التي هي ليست أقل عنصرية بالمناسبة، لكن فلنقل أنها عنصرية أكثر لينا ومراوغة .
وأكملت زعبي قائلة: “بالتالي أتوقع أن هنالك قطاعا قد يصل إلى 30% من معلمي المدنيات الإسرائيليين الذي يرفضون تعليم الكتاب، ليس من منطلقاتنا الفلسطينية كأصحاب الوطن، بل من منطلقات حقوقهم هم كعلمانيين وليبراليين، والحفاظ على صورة إسرائيل.. الخ. أو على الأقل هم ينتظرون خطوة حاسمة لإنقاذهم من الكتاب، بالتالي خطتنا وعملنا الأول هو في التوجه لهم، والاتفاق معهم على مقاطعة الكتاب، حتى لو وصل الوضع إلى التهديد الجدي بعدم تقديم وحدة البجروت، فقط موقف واضح كهذا، باجماع عربي وما يسمى “ليبرالي”، ممكن أن يوقف الكتاب، أما البحث عن بدائل للمدارس العربية، فذلك يعني أن الكتاب ومفاهيمه هي ما سيدرسه أولادنا ويمتحنون به، وأن هذا الكتاب هو من سينشئ الجيل الإسرائيلي الذي سيتعامل أولادنا معه. وهذا ما علينا ألا نسمح به، وأنا واثقة أن هذه الطريقة ممكنة، وقادرة على إيقاف الكتاب.”