دعوة لإقامة لجان مدنيّة بالبلدات العربيّة بالتعاون مع الشرطة

أمنون بئري سوليتسيانو ود. ثابت أبو راس، المديران المشاركان في مبادرات صندوق إبراهيم بأعقاب مناقشة موضوع الجريمة المتفاقمة في المجتمع العربي في جلسة لجنة الداخلية وجودة البيئة البرلمانية التي: “هناك انعدام متبادل للثقة بين الشرطة والمجتمع العربيّ في إسرائيل؛ فالشرطة في نظر المواطنين العرب هي جسم غير معني في تقديم الخدمات للمجتمع العربيّ. نقترح إقامة لجان مدنيّة استشارية في البلدات العربيّة بالتعاون مع الشرطة من أجل أن تستمع الشرطة إلى مشاكل المجتمع العربي، وتُحوّل المواطنين العرب بهذا إلى زبائنها الذين يحصلون منها على الخدمات، وليس مجموعة ينبغي العمل ضدها، كما يجري النظر إليها اليوم”.

تعمل جمعيّة مبادرات صندوق إبراهيم منذ أكثر من عشر سنوات في مشروع تعزيز الخدمات الشُرطيّة الناجعة والمنصفة للمواطنين العرب، وقد قامت بتوزيع ورقة موقف على أعضاء الكنيست تُفصّل فيها الخطوات التي ينبغي اتخاذها من أجل القضاء على الجريمة في البلدات العربيّة. ووفق ورقة الموقف هذه توصي مبادرات صندوق إبراهيم الشرطة بما يلي:

إقامة محطات شرطة واستيعاب أفراد شرطة عرب – عبر التحاور ومن خلال تحسين مناليّة الشرطة للجمهور العربيّ: قرار الحكومة رقم 1402 الذي يُخصص مبلع 2 مليار شيكلًا لتحسين الأمن الشخصيّ في المجتمع العربيّ، بما في ذلك ميزانية لإقامة مراكز للشرطة ووظائف جديدة للخدمات الشرطيّة – هو قرار ضروريّ ومطلوب إزاء التمييز الحاصل على مدار السنين في تخصيص موارد ضبط النظام، ورغم ذلك، فإن تنفيذ القرار يتطلب الحوار مع الجماهير العربيّة بغية بناء الشرعيّة. وهذا الحوار ضروريّ بالذات في كل ما يتعلق بإقامة مراكز الشرطة وتجنيد أفراد شرطة من العرب – المسألة التي تتطلب الفهم العميق والملاءمة الضروريّة من قبل الشرطة من أجل أن تصبح هذه الخطوات شرعيّة ومقبولة لدى التيار المركزيّ في المجتمع العربيّ.

مؤسسة “لجان استشارية” (شراكات مجتمع-شرطة): ينبغي على الشرطة مأسسة منتديات دائمة للحوار والمساءلة (على مستوى مراكز الشرطة، المنطقة، اللواء، ) مع المجتمع العربيّ. نموذج “اللجان الاستشارية” هو النموذج الذي أثبت نجاحه في شمال ايرلندا وفي مناطق أخرى في العالم؛ في هذا الإطار تكون لكل مركز شرطة (وكذلك لكل منطقة ولقيادة الشرطة القطرية) لجنة استشارية من قبل السكان العرب تضم قيادات عربية، قيادات محلية وتربوية، هيئات وأفراد من مؤسسات المجتمع المدني وغيرها. تجتمع هذه اللجان بشكل دوري وثابت حيث يجري توثيق اللقاءات واشتقاق مهام لجميع الجهات المعنية بغية معالجة فاعلة وناجعة للجريمة والعنف في المجتمع.

تدريبات هادفة وخاصة لأفراد الشرطة: مع نهاية فترة ولايته قرر مفتش الشرطة العام دنينو عدم مواصلة تدريبات “الخدمات الشرطيّة المنصفة للمجتمع العربي”. لقد جرت تلك التدريبات في أطر إرشاد مختلفة، بدءًا من دورات أساسية للشرطة، مرورًا بتدريبات سنوية في مراكز الشرطة، ودورات للضباط في كلية القيادة العامة والأركان، وحتى دورة لكبار القيادات، والتي شملت تعلم نماذج اصلاحات الخدمات الشرطيّة من أمكان أخرى في العالم تتعلق بخدمات الشرطة للأقليات. ينبغي على للشرطة تبني تدريبات هادفة وخاصة في هذا الموضوع في جميع أطر التدريب والتأهيل ذات الصلة. ثمة حاجة ماسة أن يعرف جميع أفراد الشرطة تعقيدات علاقات الشرطة مع المجتمع العربيّ في إسرائيل والمشاركة في تدريبات دورية حول هذه القضايا.