مركزيّة التجمع تدعو للتصدي للتحريض والملاحقة السياسية
تاريخ النشر: 04/07/16 | 12:00عقدت اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي جلسة خاصة لبحث تداعيات الاعتداء على النائبة حنين زعبي في الكنيست وصدر عن الاجتماع البيان التالي:
يدعو التجمع جماهير شعبنا وقوانا السياسية الوطنية إلى توحيد الصفوف وإلى التصدي للهجمة الفاشية، التي يقودها بنيامين نتنياهو شخصيًا، والتي تمثلت الاسبوع الماضي في انفلات عنصري ضد النائبة حنين زعبي خلال إلقائها كلمة في الكنيست بشأن الاتفاق التركي الإسرائيلي، الذي اعترفت فيه اسرائيل بمسؤوليتها عن سقوط عشر ضحايا على متن سفينة مرمرة في العام 2010، والتزمت فيه بدفع تعويضات بعشرات ملايين الدولارات للعائلات الثكلى.
لم يتحمل نواب الكنيست سماع كلمة الحق بأن ما حدث على متن سفينة مرمرة هو جريمة قتل متعمد، وبأن اسرائيل تعترف، عمليًا، بذلك في الاتفاق مع تركيا. لدى سماعهم كلمة النائبة زعبي انبرى عدد من اعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة إلى الصراخ والشتم بكلمات نابية وبذيئة تعكس الانحطاط، الذي وصلت إليه السياسة الإسرائيلية بيمينها ويسارها. ووصلت الأمور الى حد محاولة عدد من النواب اقتحام منصة الكنيست للاعتداء جسديًا على النائبة زعبي ومنعهم الحرس من ذلك، وكان في مقدمتهم نواب من المعارضة أمثال ميكي ليفي وعليزا ليفيه من حزب “يش عتيد”، وحيليك بار.
في اعقاب ذلك سارع بنيامين نتنياهو بالدعوة لإبعاد النائبة حنين زعبي عن الكنيست، ولحق به معظم السياسيين الإسرائيليين، الذين تحولوا إلى جوقة تحريض تردد ما يتفوه به رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي لم يعد يحاول ان يخفي عداءه السافر لكل ما هو عربي وفلسطيني في هذه البلاد. ولم يقف في وجه هذه الموجة العنصرية الفاشية سوى نواب القائمة المشتركة وحزب ميرتص، وكان سلوك نواب الوسط واليسار الصهيوني، في هذه القضية، اسوأ حتى من سلوك مهاويس الليكود واليمين المتطرف.
لم تمثل النائبة حنين زعبي نفسها فحسب حين تحدث عن جريمة مرمرة وجريمة حصار غزة، بل مثلّت مائة بالمائة موقف حزب التجمع، لا بل وسبق أن أعلنت كل الأحزاب المكوّنة للقائمة المشتركة موقفًا مطابقًا، وكذلك فعلت لجنة المتابعة وكافة الاحزاب الوطنية والإسلامية، ممّا يعني بأن الانفلات الفاشي والعنصري كان بسبب موقف يتبناه الجميع، وبالتالي فإن القضية ليست قضية حرية تعبير فحسب، بل جوهر الموقف، الذي يدين وبشدة الجرائم التي ترتكبها حكومة اسرائيل، والتي يجب أن نسميها بإسمها: جرائم قتل متعمّد وجرائم حرب.
ما حدث على متن سفينة مرمرة كان قرصنة وجريمة، ولكن الجريمة الكبرى هي حصار غزة والعدوان المتواصل عليها وعلى اهلها. لقد كان الهدف من انطلاق اسطول الحرية وفي مركزه سفينة مرمرة هو المساهمة في كسر الحصار على غزة، وجريمة الحصار لا زالت مستمرة وتتسبب في حالة كارثية لحوالي 1.8 مليون فلسطيني يعانون من اوضاع صعبة في كل مجالات الحياة من فقر وانقطاع للكهرباء والماء وانعدام حرية التنقل ونقص في المواد الاساسية، ناهيك عن آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وعن هدم آلاف البيوت والمرافق من مدارس ومستشفيات ومصانع وغيرها. يحق لنا نحن ان نغضب على كل هذا وواجب علينا أن نقف مع شعبنا المحاصر في غزة هاشم، وإذا كان موقفنا ونضالنا ضد الاحتلال وضد العدوان يضايق حكومة الاحتلال وبرلمانيها، فإن هذا محفّز لنا لمواصلة مسيرة الكفاح والتحدي.
إن واجب الساعة هو التصدي لحملة التدجين الفاشية الحالية والتي تهدف منها المؤسسة الإسرائيلية إلى إعادة تعريف السقف السياسي لنضالنا الوطني، وإلى إعادة رسم قواعد اللعبة السياسية بيننا وبينها، والمطلوب هو مواجهتها بمنطق التحدي وليس بالتراخي وقطف الرأس، وبمنطق أن لا “معتدل” و”متطرف” فيما يتعلق بمواقف سياسية تمثل لب إجماعنا ونضالنا الوطنيين. إن أي تراجع امام هذه الحملة المسعورة، وأي تراجع عن المواقف السياسية التي تمثل صوت الضحية، وعملية إعادة الحساب وفق بوصلة “غضب” القامع أو حالات استفزازه، هي سياسة غير مسؤولة تجاه شعبنا وتجاه حقوقه وتضحياته ومنجزات نضاله، وهي سياسة تدفع الفاشيين إلى المزيد من التطاول، وتجعلهم أكثر شراسة وعنفًا. لقد أثار موقف حنين زعبي الواضح والمعبّر عن ضمير شعبنا، وعن إجماعنا الوطني وعن إجماع عالمي،حفيظة العنصريين وجعلتهم يفقدون صوابهم، وهذا دليل صحة الموقف، فما قيمة الموقف اذا رضي عنه هؤلاء؟
إن شعبنا أقوى بوحدته وبإصراره على حقوقه وعلى التصدي لحملات الملاحقة السياسية وحملات التحريض الفاشي العنصري، التي تهدف إلى اسكات صوت الحق وإرادة التحدي، في ظل حكومة يمينية متطرفة وفي ظل مؤسسة عدائية وضعت الخطط وشرعت القوانين لقمع الحريات وهدم البيوت وتشويه الهوية ومحاصرة الوجود العربي الفلسطيني في الداخل.