مدينة يافا الجميلة
تاريخ النشر: 09/11/13 | 3:32نظمت رابطة احرار القلم للاداب والفنون بالتعاون مع رابطة المتميزون للثقافة والابداع، زيارة جماعية لمدينة يافا درة المدن وغرة الزمان يافا الجميلة، وكان في استقبال الوفد المحامي وعضو البلدية احمد بلحة وزوجته.
كان لي الشرف ان اكون من ضمن اعضاء الرابطة والوفد، حيث اطلعت متآملا على معالم هذه المدينة العريقة والراسخة في القدم.
معالم تشهد على اصالة هذه المدينة التاريخية، الثقافية، ومجدها الداثر، مما ولد في نفسي واثار في وجداني التأمل العميق البعيد في غابر الايام والسنين، هاجني كل ذلك فوجدت نفسي لزاما عليها ان اخفف هذه اللوعة واعبر عن معنى من معاني الحنين والشوق الذي استبد في النفس وسبى الروح.
قال تعالى: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين)
لقد اضفى الله سبحانه وتعالى الخير والبركة على هذه البقاع، وصبغها بصبغة دينية، وعاطفة قوية، واية كونية، تهفو اليها القلوب والافئدة، مكانا ومكانة وجمالا، ترنو اليها العيون ويرفرف عليها الاطياف ويحلق فوقها طائر السعد يمنا وبركة، ويفيض عليها الوجدان شوقا وحنينا،فتستجيب الجوارح، وتشد اليها النفوس في رحلة ميمونة طيبة، تشدو بها الحناجر والقلوب والافئدة، وتشرئب اليها الاعناق . فيقسم ذو الجلال لتعظيم المقسوم عليه مكانا ومنزلة واهمية.
وقد تغنى الشعراء بالمكان، وترددوا عليه لما يبعث في النفس الشجى والحنين والشوق والانين واللوعة، وما يبهج النفس ويهدئ البال
ويقر العيون، وما يتمخض في الوجدان من شجون واشجان وذكرى حميمة على الانسان . قال الشاعر:
كم منزل في الافق يألفه الفتى وحنينه ابدا لآول منزل
وقال اخر قد يهون العمر الا ساعة وتهون الارض الا موضعا
فيا متعة النفس ويا لذة العيون يا قرارة لبال ويا ساحرة المدائن، وسحر الرباع (يافا)
لقد خف الشاعر العربي الماجد طيب الذكر وكريم المحتد كرم الله ثراه وامطره بشأبيب رحمته الشاعر العراقي المرحوم محمد مهدي
الجواهري خف لزيارة هذه المدينة الباسلة، قبيل نهاية الانتداب، فحطت به اللرحال على صعيد يافا وثراها الابي .ففاضت مشاعره وتفجرت عاطفته حبا وجمالا وهياما بهذه المدينة الحميلة، وبلوعة الحنين وحرقة الشوق تعطر فؤاده بأرج يافا ومسكها العبق، جادت عينه
بعبرة سخينة ترجمت ابياتا من الشعر بليغة، واسال عليها من عاطفته، فلقحت فكرته ومشاعره الصادقة، فقال هذه القصيدة غرة شعره وسحر وجدانه وجزالة كلمته .فقال هذه الابيات بعنوان (يافا الجميلة)
يافا وم حط بنا الركاب تمطر عارض ودجا سحاب
وفقت موزع النظرات فيها لطرفي في مغانيها انسياب
وموج البحر يغسل اخمصيها وبالانواء تغتسل ىالقباب
وبياراتها ضربت نطاقا يخططها كما رسم الكتاب
فقلت وقد اخذت بسحر يافا واتراب ليافا تستطاب
فلسطين ونعم الام هذي بناتك كلها خود كعاب
ولما طبق الارج الثنايا وفتح من جنان الخلد باب
نظرت بمقلة غطى عليها من الدمع الظليل بها حجاب
وقلت وما احير سوى عتاب ولست بعارف لمن العتاب
احقا بيننا اختلفت حدود وما اختلف الطرق ولا التراب
ولا افترقت وجوه عن وجوه ولا الضاد الفصيح ولا الكتاب
فيا داري ضاقت ديار ويا صحبي اذا قل الصحاب
ثقوا انا توحدنا هموم مشاركة ويجمعنا مصاب
اقلني من الزوراء ريح الى يافا وحلق بي عقاب
فيا لك طائرا مرحا عليه طيور الجو من حنق غضاب
كأن اشوق يدفعه فيذكي جوانحه من النجم اقتراب
فما هي غير خاطرة واخرى والا وثبة ثم انصباب
ولح اللد منبسطا عليه من الزهرات يانعة خضاب
تشيع كريمة في كل طرف عراقي طيوفكم العذاب
وما ضاق القريض به ستمحو عواثره صدوركم الرحاب
لئن حم الوداع فضقت ذرعا به واشتف مهجتي الاذهاب
فمن اهلي الى اهلي رجوع وعن وطني الى وطني اياب
هلا هلا عمي محمد صبيح والف تحيه من كفرقرع ولا تبخل علينا بكتاباتك الشيقه