أغذية لتقوية الدم
تاريخ النشر: 16/11/13 | 2:06لعل جميعنا يتساءل عن ماهية الأغذية التي تقوي صحة دمنا، بم فيه كريات الدم البيضاء والحمراء، فكثيرا ما يشيع لدينا مقولة: عصير عنب بقوي دمك! وحقيقة الأمر بأن ليس هنالك نوع واحد من الغذاء الذي يقوي الدم، وإنما هي عملية تحقيق تكاملية التنويع في الأصناف الغذائية المتناولة التي تلعب الدور الأساسي في صحة دمنا لأن تحقيق هذه التكاملية تضمن تناول ما نحتاجه من العناصر الغذائية الضرورية لتقوية دمنا وإنتاج كرياته بأنواعها. وتتصدر بعض الفيتامينات رأس القائمة الأساسية لصحة الدم، وبالأخص الأغذية المحتوية على فيتامين جيم، وفيتامين كاف، ومجموعة فيتامين ب (مثل فيتامين ب6، وب12، والفولات)، إضافة إلى عنصر الحديد.
ويتواجد فيتامين جيم في غالبية الفواكه والخضار. وتتصدر الحمضيات أعلى قائمة الفواكه الغنية بفيتامين جيم (مثل البرتقال والجريبفروت وعصائرهما)، يليها فاكهة الجوافة، البندورة، المانجا، الفراولة، البطيخ، الأناناس، بينما يتصدر الفلفل بأنواعه (الأخضر والأصفر والأحمر) قائمة الخضار الغنية بفيتامين جيم، يليها البروكولي، والبطاطا الحلوة، والكوسا، والملفوف، والسبانخ.
ويعتبر فيتامين جيم من الفيتامينات الذائبة في الماء والتي يحتاجها جسمنا بصورة أساسية إذ لا يستطيع جسمنا تصنيعه أو حتى تخزينه، بل يتخلص الجسم عادة من الفائض منه عن طريق البول. لذلك يجب علينا أن نتناول إحتياجاتنا منه بشكل يومي وبصورة دائمة. ويلعب فيتامين جيم دور مهم في صحة الدم لأنه يدخل في تركيب الأوعية الدموية حتى لا تخدش بسهولة، كما ويحتوي على مادة مضادة للأكسدة والتي تمنع بدورها تجمع مادة الجذور الحرة الناتجة عن عمليات الإستقلاب في الجسم. ويؤدي تجمع الجذور الحرة إلى العديد من التغيرات في الجسم، مثل ضعف قدرة الجسم على إنتاج كريات الدم الحمراء. بالإضافة إلى أن فيتامين جيم يساعد على إمتصاص الحديد من المصادر النباتية.
ويعتبر الحديد من معادن الجسم الأساسية وهو ضروري لتصنيع مادة هيموجلوبين الدم الموجودة في الكريات الحمراء والمسؤولة عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى بقية أعضاء الجسم، فعند استنزاف مخزون الحديد، يعجز نخاع العظم عن إنتاج عدد كاف من كريات الدم الحمراء بسبب نقص الحديد، ويحاول الجسم بالتالي إبقاء نسبة الكريات الحمراء طبيعية في الدم قدر الإمكان من خلال إنتاج كريات دم صغيرة الحجم وتحتوي على كمية أقل من الهيموجلوبين.
ويوجد معدن الحديد في الغذاء على شكلين: الحديد الهيمي وهو الحديد المتواجد في المصادر الحيوانية الغنية بالحديد كالكبدة واللحوم الحمراء و البيض والسمك والدجاج، والحديد غير الهيمي والموجود في المصادر النباتية مثل الخضار الورقية والبقوليات وفول الصويا، ومجموعة الحبوب كالحبوب الكاملة، والخبز المدعم بالحديد ونخالة القمح وبذور السمسم، والفواكه كالبلح والتمر والتين والخوخ.
أما فيتامين كاف، فيعتبر من الفيتامينات الذائبة في الدهون وهو ضروري لبناء البروتينات اللازمة لمساعدة الدم على التجلط عند النزيف. كما ويساعد جسمنا على بناء البروتينات اللازمة لصحة الدم، والعظام، والكلى. ويتم تصنيع جزء من فيتامين كاف عن طريق الميكروبات الموجودة في جهازنا الهضمي، ولكن الكميات المنتجة ليست كافية لتلبية إحتياجات الجسم، فنعتمد بالتالي على المصادر الغذائية لفيتامين كاف، والتي على رأسها الخضار الورقية الخضراء، مثل السبانخ والبروكولي والملفوف، والزهرة أو القرنبيط، والبامية، وبعض الفواكه كالفراولة والكيوي والعنب الأسود، وبنسبة أقل في كل من البيض، والحليب، ورقائق الشوفان، وبعض المكسرات.
وتعتبر الفولات من إحدى أنواع فيتامين ب، وغالبا ما يشار إليها في المكملات الغذائية بإسم حمض الفوليك. وتعتبر البقوليات من أهم المصادر الغذائية للفولات بم فيها الفول، والحمص والعدس والفاصوليا البيضاء، إضافة إلى البازيلاء، والخضار الورقية الخضراء، والبامية، والأفوكادو، والبروكولي، والبرتقال. وتلعب الفولات دورا مهما في إنتاج كريات الدم الحمراء. ويمكن أن يتأثر مستوى الفولات في الدم بنقص فيتامين ب12 والزنك إذ تشير أحدث الدراسات إلى أن الأفراد الذين يعانون من نقص فيتامين ب12 أو نقص الزنك هم أكثر عرضة إلى نقص الفولات في الدم.
أما بالنسبة لفيتامين ب12، فهو من الفيتامينات الذائبة في الماء ويحتوي على عنصر الكوبالت. ويدخل فيتامين ب 12 مع الفولات في تكوين الحمض النووي لخلايا الدم، وفي إنتاج كريات الدم الحمراء. وتحتل منتجات الألبان الصدارة في قائمة مصادر ب12، يليها البيض، ومنتجات اللحوم بأنواعها.
و لفيتامين ب6 دور فعال أيضا في صحة دمنا إذ يعتبر من الفيتامينات الذائبة في الماء أيضا، وهو ضروري لإمتصاص فيتامين ب12 بكفاءة. ويدخل فيتامين ب6 في تكوين خلايا الدم الحمراء، وفي وظائفها على حد سواء. كما ويساعدنا على الإستفادة من البروتين في الغذاء الذي نتناوله، لذلك تزيد إحتياجاتنا منه عند تناول حمية غنية بالبروتين. ومن مصادر فيتامين ب6 هي المكسرات (خاصة الجوز)، والبقوليات، والبيض، واللحوم (خاصة الأسماك بأنواعها).
وفي الختام، فإن تحقيقنا لتكاملية العناصر الغذائية المتناولة ومراعاتنا لزيادة التنويع في غذائنا يلعبان الدور الأهم في دعم وتقوية صحة دمنا من خلال توفير العناصر الغذائية المختلفة والتقليل من إمكانية الإفتقار لأحد أنواع المغذيات الهامة.