بين الثورة والانقلاب

تاريخ النشر: 28/11/13 | 0:00

من المعروف أنَّ الإنقلاب العسكري – يُخَطَّطُ لهُ بشكل سرّي… دون أن يعلمَ بهِ أحدٌ خلا الأشخاص المخطِّطين لهُ ويُنَفَّذُ في ساعة الصِّفر بشكل يُفاجئ الجميع ..وعند نجاح الإنقلاب العسكري تقومُ العناصرُ التي عملتْهُ -من القادة والضبّاط بتنصيب أنفسهم حُكّاماً.

فيكون منهم الرئيس والوزراء ورئيس الوزراء.. وعليه فيحقُّ لنا أن نتساءل هل ما حدثَ في مصر – يوم 3.7.2013 هو إنقلاب ؟ كما يحلو لجماعة الإخوان تسميته؟

الجواب بشكل موضوعي وحيادي هو كلاّ قطعاً ليس إنقلاباً.. لأن ما حدث لم يحدث بشكل سرّي، ولم يُفاجئ أحداً. بل على العكس كان طلباً جماهيرياً مُعلَناً..ينادي بهِ جموع

المحتَجّين ليلاً ونهاراً.. فقد أخذ شكلاً واضحاً ومُعلَناً وسبقه عِدّة

إنذارات لحكومة الإخوان.. وتحديد مُهلات لهم لإيجاد الحلول التي

يتفاهمون بها مع الشعب الغاضب. وهذه المهَل بدأت بأسابيع.

ثمّ أعطِيت مهلٌ أخرى عدة أيام وآخرها كان 48 ساعة. كل ذلك لكي يتلافى الإخوان أخطاءهم.. ويتفهمّوا مطالب الشعبالثائر، ومظاهرات الحركات الشعبية والشبابية التي اشتعلت بعد (الإعلان الدستوري) الغبي الّذي أعلنه مرسي مُتَعَدِّياً بهِ على السُّلطات القضائية..! ومُعطِياً نفسَهُ سُلطات دكتاتورية، وحُكماً مُطلَقاً.. واستمرَّ هو وجماعتُهُ (أهلُهُ وعشيرتُهُ) بتجاهل الغليان الشعبي إلى أن تشكَّلَتْ (حركة تمرّد) وأخذت تجمع تواقيع بالملايين، من أبناء الشعب عامةً رافضةً لحكم الإخوان. ومطالبة برحيل مرسي.

واستمرَّ (مسؤول ملف الرِّئاسة في مكتب الإرشاد) هذا هوإسم رئيس الجمهورية في عُرفِ الإخوان.. أستمرَّ بالتعامي عن المعارضة الشعبية المتعاظمة -يوماً بعدَ يوم…

إلى أن جاء يوم -30.6.2013 وخرج أكثر من ثلاثين مليون مواطن مصري من كافة أطياف الشعب إلى ميدان التحرير، والميادين الإُخرى في جميع المدن المصرية مُطالبين بإسقاط حكم الإخوان، ورحيل مرسي.. ومُتوَسِّلين للجيش بأن يقوم بواجبه تجاه شعبهِ أمام تعنت مرسي وجماعته واستعدادهم لاستعمال العنف ضد المتظاهرين كما فعلوا أمام قصر الإتّحادية. وقد أخذت المظاهرات زخماً شعبياً هائلاً، يُهدِّدُ بحربٍ أهليةٍ. حينها قام الجيش بواجبهِ بالتدخّل لمنع وقوع ما لا يُحمَدُ عُقباه..

وفي إجتماع ضمَّ جميع رموز القوى الشعبية والأهلية، والأطياف المصرية المختلفة – مسلمين ومسيحين. قام وزير الدِّفاع –الفريق أوّل عبد الفتاح السيسي بإعلان القرارات التي إتَّفَقَ عليها المجتمعون، وهي إعلان (خارطة الطّريق )المعروفة -والتي حقَّقتْ مطالب الشَعب بملايينه، والت أنهت حكم الإخوان، ومرسي..، وتولّي رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقَّت إلى حين صياغة الدستور وإجراء إنتخابات

رئاسية وبرلمانية وشُكِّلت حكومة مدنية من الإختصاصيين، وبقي الفريق السيسي وزيراً للدفاع كما كان في زمن مرسي..ولم يتسلّم الجيش أيّة وزارة من الوزارات. بل كلّها في أيدي مدنيين.

فهل هذا إنقلاب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة