باب الرحمة: من اغلق الباب ومتى؟؟
تاريخ النشر: 03/09/16 | 13:34الرأي الأول: إغلاق الباب تم على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي، بعد تحرير القدس في 27 / 7/ 583 ه -2/ 10 /1187 م، بهدف حماية المدينة والمسجد من أي غزو محتمل، وربما كان هدف صلاح الدين هو اقتصادي وليس عسكري ذلك لدفع شادي الرحال للمسجد الأقصى إلى الدخول من بوابات المدينة المؤدية للأسواق لحصول التبادل التجاري والمنفعة بدلا من الدخول المباشر للمسجد بعد زيارة قبور الصحابة المدفونين قرب الباب.
الرأي الثاني: ينسب مؤرخون إغلاق الباب للعثمانيين بسبب خرافة سرت بين الناس آنذاك، مآلها أن الفرنجة سيعودون يحتلوا مدينة القدس عن طريق هذا الباب.
الرأي الثالث: ان اغلاق الباب قديم وانه تمّ على مرحلتين.
ففي الفترة الإسلامية المبكرة (العباسية او الفاطمية) اغلقت شمّعت/سمّرت (البوابات الخشبية المصفحة بشكل دائم حيث حوّل بيت الباب الى مصلى) لهدف ديني وهو تجسيد الآية الكريمة: [يَوْمَ يَقُولُ المنافقون والمنافقات لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ] الآية 13 سوره الحديد.
وذلك بإغلاق الباب الذي يفصل بين الجنة والنار حيث كسي الباب من الخارج بصفائح الحديد (كناية عن الظلام– جدير بالملاحظة ان هذه الآية وردت في سورة الحديد) في حين كسي الباب من الداخل بصفائح النحاس الاصفر اللامع (كنايه عن النور) وسمي الموضع بمشهد النور كما ذكر المؤرخ المقدسي ت 379 ه / 990 م، حيث اغلق الباب للحيلولة بين وادي جهنم خارج الباب والمسجد الاقصى وبقيت البوابات مغلقة حتى الفترة العثمانية حيث تقرر سد الباب بالحجر بشكل كامل في محاولة للتخلص من اشاعة ان الفرنجة سيعودون من هذا الباب والتي سرت آنذاك.
تحليل الروايات التاريخية:
إن مشاهدات الرحالة والتحليلي المنطقي يشير إلى أن الرأي الثالث هو الاصوب فأقدم ذكر لإغلاق الباب نستشفه من وصف الرحالة ناصر خسرو 438 ه/ 1047 م لباب الرحمة: «كان في وقت ما دهليزا فصيروه مسجدا وزينوه بأنواع السجاد» (أي أن دهليز) غرفة الباب أصبح مصلى بعد فرشه بالسجاد ولم يعد ممر يؤدي إلى خارج المسجد.
ولكن إغلاق الباب في المرحلة الاولى كان مثل غلق باب السكينة شقيق باب السلسلة (حيث تم غلق الباب الخشبي دون استعمال الحجارة ويشهد على ذلك وصف مجير الدين) 900 ه/ 1495 م بقوله «وهما الآن غير مشروعين أي أن البوابات الخشبية كانت موصودة في حين يقول عن باب الجنائز القديم) جنوب باب الرحمة («باب لطيف مسدود بالبناء» فلو كان باب الرحمة مسدودا بالبناء زمان مجير الدين) 900 ه/ 1495م لذكر ذلك.
كما أن القول الشائع أن صلاح الدين الايوبي هو من أغلق الباب فليس له أي سند او دليل ولم يقل به المؤرخون القدماء فمثلا يقول مجير الدين الحنبلي أنه أخبره قديما شخص من القدماء ان الذي اغلقهما (بابي الرحمة والتوبة) هو الخليفة عمر بن الخطاب) !!
ملاحظة: بين مجير الدين وصلاح الدين اقل من 300 سنة، فلو أن صلاح الدين هو من أغلقهما لكان وصل إلى علم من أخبر مجير الدين ولكن لان الاغلاق قديم جدا تم نسبة الامر الى الخليفة عمر بن الخطاب (رغم عدم صحة نسبة اغلاق الباب لعمر بن الخطاب).
إعداد الباحث: إيهاب سليم جلاد _ كيوبرس
جميل وشكرا لكم