سندباد البحري ورحلته السابعة والاخيرة
تاريخ النشر: 16/09/16 | 0:38عند عودة سندباد البحري الى المنزل بعد كل رحلة كان يريد ان ينسي تماما اي افكار تخص السفر عبر البحر ثانية، وكان يريد ان يستكمل بقية عمره بعيدا عن هذه المخاطر التي واجهها، فكان كل مايفكر به هو الهدوء الذي اراده في حياته، وفي يوم من الايام، جاء الي سندباد ضابط من القصر الملكي لكي يدعوه للقدوم معه لمقابلة الخليفة البغدادي، ذهب سندباد مع ضابط القصر لكي يقابل الخليفة، ودخل عليه والقي التحية عليه، امره الخليفة ان ينظر اليه لانه في حاجة الي خدمة خاصة منه شخصيا، هنا نظر اليه سندباد البحري مستغربا، ما هي الخدمة التي قد يحتاجها الخليفة مني.
طلب منه الخليفة ان يحمل له جواب خاص ويقوم بتوصيله لملك سرنديب، وكان هذا الطلب يطلبه الخليفة بدون اي تهاون، اجابه سندباد البحري قائلا ” يا امير المؤمنين، انا مستعد للقيام بكل ما تريده مني جلالتكم، ولكني التمس العذر منك لما خضعت له من مخاطر وانني قررت عدم مغادرة بغداد”.
ولكن اصر الخليفة علي ان سندباد هو من يقوم بهذه الرحلة من اجله، وامر الخليفة بصرف الف ترتر لنفقات رحلة سندباد البحري، وبالفعل كان سندباد قد استعد لمغادرة بلده في غضون ايام قليلة، وكانت هذه الرحلة مزدهرة للغاية، ووصل سندباد الي جزيرة سرنديب لتسليم الخطاب الي الملك شخصيا كما امره الخليفة ان يفعل.
وكان ملك سرنديب ممتن للغاية لاعتراف الخليفة بصداقته، وامر باحضار هدايا كبيرة للغاية للعودة بها الي بغداد، ولكن لم يكن الحظ حليفي ان اصل بالسرعة التي تمنيتها الي بغداد، فبعد ثلاثة او اربعة ايام من رحيلنا من الجزيرة، تعرضنا لهجوم من قبل القراصنة الذين استولوا بسهولة على سفينتنا، ولانها لم تكن سفينة حرب، فهناك بعض افراد الطاقم التي تعرضوا للمقاومة التي كلفتهم حياتهم، اما بالنسبة لسندباد، الذي وجدوا فيه القراصنة انه حكيم، احتفظوا به وانقذوه من الموت وحملوه معهم الي جزيرة نائية، حيث باعوه هنا.
وقع سندباد البحري في ايدي تاجر غني اشتراه من القراصنة، واخذه الي منزله، حيث هناك تعامل مع سندباد بشكل جيد، وكان يتعامل معه هذا الرجل بسخاء بالرغم من انه كان مجرد واحد من العبيد بالنسبة له، وبعد ايام قليلة سأله مشتريه ما هي قصته، روي سندباد لصاحبه الذي اشتراه قصته كاملة، وانه تاجر، والقراصنة اخذوه وباعوه وحرموه من كل مايملك، وهنا سأله الرجل الذي اشتراه قائلا ” قل لي ياسندباد، هل تستطيع حمل قوس وسهام “، وهنا رد عليه سندباد البحري قائلا ” سيدي، انا تاجر ولا افهم شيئا في امور الصيد “.
، وهنا اخذ الرجل سندباد وراء ظهر فيل وذهبوا الي الغابة الكثيفة ووقفوا عند شجرة كبيرة للغاية، وطلب الرجل من سندباد ان يتسلق هذه الشجرة وان يطلق السهام علي اي فيلة يراها تمر من هذه المنطقة، واذا استطاع ان يوقع باي منهما طلب منه ان يأتي لكي يعطيه اشعار، وترك الرجل لسندباد طعاما وعاد هو الي المدينة.
ظل سندباد على هذه الشجرة طوال الليل، ولم يرى سندباد فيلة اثناء الليل، ولكن في صباح اليوم التالي، رأي سندباد عددا كبيرا منهم، وبمجرد ان رآهم سندباد اطلق عليهم السهام الي ان سقط احدهم، وهربت بقية الفيلة، وهنا ذهب سندباد الي راعيه لكي يخبره بنجاحه الباهر في المهمة، وعندما اخبره بما حدث اشاد اليه الرجل بالبراعة، واخذه ذاهبا معه الي الغابة، وقاموا بحفر حفرة للفيل، وانتظروا الى ان تحللت جثته ثم اخذ الرجل عاج الفيل لكي يتاجر بهما، فهذا العاج له قيمة باهظة.
واصل سندباد هذا العمل لمدة شهرين، وفي صباح احد الايام، اخذ يبحث سندباد عن الفيلة، ولكنه لم يجدهم مثل كل يوم، وفجأة سمع سندباد من فوق الشجرة ضوضاء شديدة وتفاجأ عند رؤية اعدادا هائلة من الفيلة تحاصر الشجرة التي يجلس فوقها وينظرون اليه ويهزون في الشجرة، شعر سندباد بالخوف الشديد وسقط كل من القوس والسهام من الخوف من يده.
اخذت الفيلة في هز الشجرة اكثر لكي يسقط سندباد من فوقها، وعندما سقط التقطه احد الافيال ووضعه علي ظهره وذهب به الي مكان حيث رأي فيه الكثير من جثث الافيال ورأى الكثير من عظام واسنان الفيلة وتيقن سندباد ان هذا هو مكان دفن الفيلة، وان الفيلة حملوه الي هذا المكان لكي يخبروه ان يتوقف عن قتلهم، وان ما يبحث عنه هنا في مقبرة الافيال هذه، وترك سندباد هذه المقبرة عائدا الي المدينة الي راعيه لكي يخبره بكل ماحدث معه، وعندما رأه راعيه اخذ يصيح في وجهه قائلا ” سندباد اين كنت كل هذا الوقت، فقد اخذت ابحث عنك في كل مكان في الغابة، ووجدت القوس والسهام واقعين علي الارض فشعرت بالقلق الشديد عليك ياسندباد، فاين كنت “.
روي سندباد ماحدث له لراعيه واخبره بما حدث معه وما وجده في مقبرة الافيال، وانه وجد الكثير من اسنان الفيلة التي يمكنهم ان يبعونها، فرح الرجل كثيرا بعودة سندباد وقال له ان الله يحبك لذلك انجاك من هذه المخاطر، ومنذ تلك اللحظة اخذ الرجل سندباد كاخ له وليس كعبد، فهو قد عرض حياته للخطر من اجله، واعطاه حريته واعطاه ايضا الكثير من الثروات.
شكر سندباد الرجل كثيرا طالبا منه مكافأة اخري، وهي ان يجعله يعود الي بلاده فهذا سيكون اكبر مكافأة له، وبالفعل وافق الرجل وارسل سندباد علي سفينة من العاج، وخلال هذه الرحلة قابل سندباد الكثير من التجار الذين كانوا يتاجرون في العاج واصبح سندباد شريكا معهم في تجارتهم، توقفت السفينة في بعض الجزر للاستراحة وتبادل البضائع، وفي النهاية وصل سندباد وكل من كانوا علي السفينة الي بغداد امنين، وبعد وصوله الي بلاده ذهب سندباد الي الخليفة لكي يعطيه رسالة من الملك ومعه الكثير من الهدايا الغنية، ومنذ ذلك الوقت كرس سندباد نفسه الي عائلته واصدقاؤه، وانتهت علاقة سندباد بالرحلات منذ تلك الرحلة السابعة والاخيرة.
وبعد ان انهي سندباد رواية رحلته السابعة والاخيرة، رد عليه الشيال هندباد قائلا ” لم يسبق ان سمعت عن شخص عاني كثيرا مثلما فعلت انت، وكيف انت بعد كل جالس امامي هكذا “، تمني هندباد ان يعيش سندباد البحري حياة هادئة وسعيدة، وامر سندباد الحراس باحضار مئة ترتر اخرين وامر هندباد ان يحضر كل يوم لتناول الطعام معه علي طاولته لانه اصبح من الاصدقاء المقربين له.