سبتمبر.. موسم الإعتداء السنوي على الأقصى
تاريخ النشر: 07/09/16 | 13:36أظهر فحص أجراه المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى “كيوبرس” أن شهر سبتمبر ( أيلول)، يعدّ موسماً متميزاً لاعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الأقصى بشكل سنوي، منذ سني الاحتلال الأولى، لكنه تصاعد في السنوات الأخيرة.
وأظهر الفحص أيضا، أن تصعيد الاعتداءات يعود الى تزامن هذا الشهر وما يليه (اكتوبر/تشرين أول) مع موسم الأعياد اليهودية السنوية إذ يعتبر شهر “تشري” العبري شهر الأعياد اليهودية لكثرتها وتنوعها، مثل “عيد رأس السنة العبرية” و”عيد العرش العبري”، وأشار “كيوبرس” إلى أن أغلب موسم الأعياد اليهودية في السنوات العشر الأخيرة تزامن في شهر أيلول أو في شهري أيلول وتشرين الأول، ووقعت فيهما أبرز الاعتداءات على المسجد الأقصى، وتصاعدت الاقتحامات حدة وعددا، ووقعت المجازر، مجزرة الأقصى الأولى، ما أدى الى ردود أفعال فلسطينية غاضبة على انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى، أبزها انتفاضة القدس 2015، وهبة أبو خضير 2014، ومن قبلها انتفاضة الأقصى الشهيرة عام 2000 .
وأشار “كيوبرس” إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد ربط وتزامن أحداث وقرارات مشهورة بمسميات ومواعيد ترتبط بالبعد الديني التوراتي والتلمودي، كما يحدث في تسمياته للحروب والمعارك، أو في أسماء الشوارع والمدن والتجمعات السكانية والأبنية العامة.
وبحسب التقويم العبري فإن أعياد تشري اليهودية تتنوع، ففيه عيد رأس السنة العبري، وعيد “كيبور- الغفران” – ويعد يوم صيام -، وأيام التوبة العشرة، وصيام “جدليه”، وعيد العرش” وتمتد هذه الأعياد بداياتها وخاتمتها على نحو 16 يوما، ما جعلهم يسمونه بشهر الأعياد.
توسع رقعة الاقتحامات واعتداءات غير مسبوقة:
ففي عام 2015 تعرّض المسجد الأقصى لحملة اقتحامات واعتداءات واسعة من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية، ومن قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتم الاعتداء على المصلين وأبنية المسجد التاريخية بشكل غير مسبوق، على مدار ثلاثة أيام 13-19 من شهر أيلول/سبتمبر بالتزامن مع عيد راس السنة العبرية، فيما شهد مطلع شهر أكتوبر/تشرين أول اقتحامات واسعة للمستوطنين بمناسبة عيد العرش العبري، وهي الاعتداءات التي أدت الى مواجهات ميدانية في المسجد الأقصى والقدس القديمة وحولها، ما بين الفلسطينيين/المقدسيين وبين قوات الاحتلال، ثم تطورت الى مواجهات أوسع بما سمي بـ “انتفاضة القدس”.
وفي العام 2014 شهد المسجد الأقصى نهاية شهر أيلول حملة اقتحامات واعتداءات على المسجد الأقصى تزامناً مع عيد “راس السنة العبرية” وتكررت مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر بالتزامن مع عيد “العرش العبري”، وأعطت هذه الاعتداءات زخما للمواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي التي كانت انطلقت قبل نحو شهرين بسبب جريمة حرق الفتى محمد أبو خضير.
وشهد شهر أيلول من العام 2103 اقتحامات واسعة من قبل المستوطنين، وكذلك من قبل القوات الخاصة، على امتداد أيامه، منذ بدايته وحتى نهايته، بسبب موسم الأعياد اليهودية الذي تركز في شهر أيلول/سبتمبر، وتوزعت أحداث عام 2012 على شهري أيلول وتشرين الثاني، بسبب توزع الأعياد اليهودية على الشهرين.
أما في عام 2009 فوقعت اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بالتزامن مع الأعياد اليهودية، واندلعت مواجهات بسبب هذه الاعتداءات، وكانت اقتحامات 2009 محطة بارزة وانطلاقة واضحة نحو تصعيد الاقتحامات بالتزامن مع الأعياد اليهودية للسنوات القادمة.
وقال “كيبورس” إن من بين الأحداث والمجازر البارزة لاعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، الاقتحام المشهور لـ ” أريئيل شارون” – رئيس حزب الليكود آنذاك” بتاريخ 28 أيلول من العام 2000، بحماية مئات جنود الاحتلال، وما تلاه في اليوم الثاني من مواجهات كان أبرزها في المسجد الأقصى ووقوع مجزرة فيه، وارتقى فيها عدد من الشهداء بالإضافة إلى عشرات الجرحى، الأمر التي أدت الى نشوب “انتفاضة الأقصى”.
لوحظ في هذه السنة 2016 وفي موسم الأعياد والمناسبات اليهودية، توسع اعداد المقتحمين للمسجد الأقصى، كما حدث في ذكرى خراب الهيكل المزعوم في شهر آب، وكذلك الاقتحام الواسع في شهر تموز وسبقه اقتحام شهر نيسان في عيد الفصح العبري، وسط عزل كامل للمسجد الأقصى وتقييد ومنع المصلين من دخوله لإفساح المجال للاقتحامات بشكل مريح.
ومنذ أيام بدأت حملة إعلامية وإعلانية من قبل نشطاء ومنظمات الهيكل المزعوم للحديث عن أمسيات وأيام وحلقات دراسية، تتمحور حول أهمية بناء الهيكل المزعوم وارتباطه بمنسوب وتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، ضمن برنامج تمهيدي وتهيئة الأرضية لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، قد تكون الأوسع على الإطلاق، بالتزامن مع الأعياد اليهودية التي تنطلق هاذ العام بتاريخ 2 تشرين الأول/ أكتوبر بعيد رأس السنة العبرية وتنهي بـ 25/10 بيوم اختام عيد العرش العبري.
محمود أبو عطا/”كيوبرس”