شباب الفايسبوك يصنع تاريخ المغرب المعاصر
تاريخ النشر: 27/09/16 | 0:08المغرب مُقْبِل على انتخابات برلمانية مهمة يوم السابع من أكتوبر 2016. الثانية بعد الربيع العربي. الأولى كانت سنة 2011 وأتت بمفاجأة كبرى حيث احتل حزب العدالة والتنمية – الحزب الإسلامي المعارض منذ نشأته – المرتبة الأولى ب 107 مقعدا برلمانيا مما خوله رئاسة حكومة ائتلافية استطاعت الصمود إلى حدود اليوم على خلاف نظيراتها بكل من مصر وتونس… الجميع ينتظر اليوم إن كانت الانتخابات المقبلة ستمكن الحزب الإسلامي من تأكيد تفوقه الانتخابي وثقة الناخبين في استمرار تدبيره للشأن الوطني…
المعركة حامية الوطيس ما بين حزبين أساسيين هما حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي الذي تأسس سنة 1998، وحزب الأصالة والمعاصرة، الحزب الذي يدافع عن “الحداثة” و”الديمقراطية الاجتماعية”، والمقرب من السلطة، ذو النشأة الحديثة سنة 2008… معركة تستأثر باهتمام المواطنين وخاصة الشباب والتي تجد لها صدى كبير في الإعلام والصحافة وأساسا في المواقع الاجتماعية أهمها الفايسبوك…
الحقيقة أن الموقع الأزرق المغربي أصبح منذ مدة طويلة واجهة أساسية في المشهد السياسي والاجتماعي الوطني وأضحى مثار اهتمام كل الأحزاب والشخصيات العمومية من مثقفين وأدباء ووزراء… ويبدو أن الدولة تَتَتّبع عن كتب ما يُكتب وما يُقال على صفحات الفايسبوك… وهذا الاهتمام مفهوم إذا عرفنا أن عدد مستعملي الإنترنيت في المغرب وصل سنة 2015 إلى تقريبا 18 مليون مستعمل وكون 82 في المائة منهم يشاركون في المواقع الاجتماعية وأن 8 من بين 10 أشخاص يلجون لتلك المواقع عبر الهاتف النقال… لذا أصبح الجميع يُقِّر أن أكبر حزب في المغرب هو حزب الفايسبوك… حتى وزير العدل المغربي، أطل علينا مؤخرا من خلال تدوينة على جداره بالفايسبوك، ليخبر المواطنين كونه “لا يُسْتَشار” من طرف وزير الداخلية وأنه لا مسؤولية له عن أية “رداءة أو نكوص، تجاوز أو انحراف” في العملية الانتخابية، وللتذكير فالوزيران عضوين في لجنة الإشراف على الانتخابات… ألم أقل لكم أن الفايسبوك يصنع تاريخ المغرب!!
أنا المُقْبِل على تقاعدي، أعتبر نفسي عضوا نشيطا في هذا الحزب الذي أستفيد منه وأحاول أن أُفِيد… هكذا ساهمت خلال الأيام الماضية، من موقعي كمواطن، في التعليق على الأحداث وخاصة انتخابات السابع من أكتوبر… وكذا بلاغ الديوان الملكي حول تصريحات صحفية لنبيل بنعبدالله، وزير ورئيس حزب التقدم والاشتراكية، مبرزا أنها “وسيلة للتضليل السياسي” و”تتنافى مع مقتضيات الدستور والقوانين” ومذكرا أن “الشخص المقصود (بالتصريحات) هو مستشار لجلالة الملك حاليا، ولم تعد تربطه أي علاقة بالعمل الحزبي”… تلاه بلاغ لحزب التقدم والاشتراكية يؤكد اشتغاله في إطار ثوابت الوطن وتشبثه برئيس الحزب ومطالبة أعضاءه الاستمرار في التعبئة…
الحدث الثاني الذي شد أنظار الفايسبوكيين هو صدور قرار إداري عن والي مراكش بحرمان الوجه السلفي البارز حماد القباج من الترشح للانتخابات البرلمانية في لوائح حزب العدالة والتنمية وأخيرا مسيرة الدارالبيضاء التي كان شعارها المركزي “ضد أخونة الوطن” وتم من خلالها رفع شعارات ضد رئيس الحكومة، الإسلامي عبدالإله بنكيران… هذه المسيرة التي عرفت فشلا ذريعا وتنصل وزارة الداخلية من الترخيص لها وتصريح الناطق الرسمي لحزب الأصالة والمعاصرة عن عدم وقوف حزبه وراء تنظيمها… حتى أصبحت أول مسيرة مغربية، منذ استقلال البلاد سنة 1965 إلى يومنا هذا، يجهل الجميع من يقف ورائها… كل هذه الأحداث أسالت مدادا كثيرا على الفايسبوك وكنت أنا أحد المساهمين فيها من خلال بعض التدوينات التي أسوقها كما دُوِّنَت والتي يمكن لكم قراءتها على حائطي الفايسبوكي المفتوح للعموم…
1- انتخابات السابع من أكتوبر
رأي شخصي وسريع: لا أحد إلى اليوم يَعْلمُ اتجاه الفئة المؤثرة في الانتخابات (تقريبا مليونين صوت مَدِينِي من ضمن ستة ملايين تشارك في التصويت)… حتى وزارة الداخلية نفسها… لذلك هناك لخبطة وهرولة في كل الاتجاهات لأن أصحاب الحال خائفون من النتائج الغير المتوقعة للسابع من أكتوبر…. وخوفهم أكبر من العقوبات التي تنتظرهم في حال خرجت الصناديق عن المُرَاد…
الصديق (…)، أتفق معك في تعقيبك لكن أَشُّمُ في ما هو متناول عند هذا الحزب وذاك، لخبطة حول اتجاه مليونين صوت لا يؤثر فيهما أي أحد بل هما شريحة مستقلة بذاتها كانت تصوت في الثمانينات من القرن الماضي لفائدة اليسار وخاصة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية…. هنا عمق المشكلة… الواضح أن الحزب الفائز بالمرتبة الأولى عليه حصد تقريبا مليونين صوت… هذه الفئة هي التي ستحدد الحزب الرابح…. ويصعب تخيل تدخل كبير لوزارة الداخلية في قَلْبِ نتائج الانتخابات…. لهذا الغرض فإن صوت هذه الفئة أساسي ومصيري… والله أعلم….
حسب توقعاتي: أحزاب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة والاستقلال لهما أصوات انتخابية قارة في حدود المليون ونصف صوت مع تفوق واضح للحزب الأول… للفوز بالانتخابات يجب الحصول على أكثر من مليونين صوت، لذا فأصوات ما أسميه “الفئة المدينية المؤثرة” سيكون حاسما في هذا الشأن… فإن خافت على حريتها ستصوت لكذا حزب وإن خافت على استقرار البلاد فستصوت للحزب الآخر، إذا المعركة ما بين الاستقرار أولا والحرية ثانيا وما بين الحرية دائما والاستقرار ثانيا…
سألني الصديق: «ماذا ستفعلون إن تَمَّ تزوير الانتخابات؟»، تعجبت من طرح السؤال بالجمع وليس من السؤال في حد ذاته، خاصة أن صديقي يعرف أنني لا أنتمي لحزب ولا لجماعة ولا لقبيلة ولا لجهة ما، أنا مواطن كملايين المواطنين المغاربة… أجبته بالجمع دون الوعي بذلك: «طائفة منا ستستعين بالصبر والصلاة وطائفة أخرى ستندد بالبيانات؛ نحن دعاة سلم وموقفنا مبدئي من العنف وآثاره على البلاد والعباد، نحن نعرف أيضا أن المعركة من أجل دولة الحق والقانون معركة أجيال وأجيال؛ نتمنى صادقين أن يتغلب منطق العقل والحكمة على منطق المصالح العمياء؛ نحن سَنُرَحِّب بكل فائز بالانتخابات أيًّا كان، بشرط أن تكون شفافة؛ المهم بالنسبة لنا أن تمر الحملة والانتخابات في جو سلمي وهادئ وينتصر الوطن يوم الثامن من أكتوبر؛ هذا موقفنا ومن الآن سنرفع دعواتنا للعلي القدير أن يحفظ بلادنا من كل سوء؛ هذا ليس موقف نابع من الضعف أو “التقية”، بل من قوة موقفنا وإيماننا العميق بعدالة قضيتنا وخوفنا على وطننا أكثر من حكامنا ويقيننا الأعمى أنه طال الزمن أم قصر فستسطع شمس الحرية والعدالة والكرامة» ….
2- بلاغ الديوان الملكي وبلاغ حزب التقدم والاشتراكية
قلتها سابقا وأعيد تأكيد الحقيقية الساطعة: يبدو لي أن إسلاميي البيجيدي ما زالوا أقوياء انتخابيا (لهذا السبب منعت وزارة الداخلية استطلاعات الرأي حتى لا تظهر الحقيقة) وأن كل ما يقع منذ فترة هو محاولات لتقليص نفوذه ونفوذ المتحالفين معه من حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية… هكذا أفهمها والله أعلم….
ماذا وقع ما بين البلاغين ؟؟
الصحافة عليها البحث في التفاصيل وليس تقديم البلاغات… الحيثيات والكيفيات والشكليات ضرورية لفهم النصوص.
تساءلت معكم عن الأشياء التي وقعت ما بين البلاغين، بلاغ الديوان الملكي وبلاغ المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية… جريدة (….) في عددها الصادر اليوم الجمعة 16 غشت 2016، تقدم بعض “كواليس اللحظات العصيبة”… ويبدو لي أنه هناك المزيد…
أتتذكرون كيف مر حزب الاستقلال من 52 مقعدا برلمانيا سنة 1993 إلى 32 برلمانيا سنة 1997 وذلك عقابا له ولأمينه العام الأستاذ امحمد بوستة رفض استوزار الراحل إدريس البصري في حكومة التناوب المجهضة…
قال لي صديقي، خلاصة الوضع السياسي في المغرب يمكن إجماله في التالي : «رئيس حزب العدالة والتنمية مغضوب عليه، رئيس حزب الاستقلال يبتز الدولة ورئيس حزب التقدم والاشتراكية يضلل المواطنين… ولا شيء حول رئيس حزب الاصالة والمعاصرة و كذا رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأيضا رئيس حزب الأحرار»… ما رأيكم؟
المشكل يكمن هنا: سنة 2011 حصل البيجيدي على 1.000.000 صوتا وبعد خمس سنوات من التدبير الحكومي حصل على 1.700.000 صوتا حسب أرقام وزارة الداخلية، ويقال 2.000.00 صوتا. البام حصل سنة 2015 على 1.400.000 صوتا، أي الفرق مع البيجيدي هو ما بين 300.000 إلى 600.000 صوتا…. لكي يحصل البام على الرتبة الأولى عليه إقناع من يُصَوِّت على البيجيدي بالعدول عن ذلك والتصويت لصالحه.. هل هذا ممكن؟ نظريا نعم وعمليا وعلميا مستحيل، إلا إذا…. أريد ملاحظاتكم لأن الرأي رأيكم…
3- قضية حماد القباج
لست منتميا لحزب العدالة والتنمية ولا سلفيا، الجميع يعرف أنني يساري ديمقراطي أشارك في الانتخابات وأدلي بصوتي رغم مؤخذاتي الكثيرة على الأوضاع السياسية في البلاد. . إلا أنه لا يسعني إلا الإعلان عن تضامني مع حماد القباج وحقه في الترشح للانتخابات ضمن لوائح حزب وطني معترف به ويقود حكومة المغرب. كما أؤكد أن ما يقع من ممارسات سلطوية عديدة ليست من أجل عيون الديمقراطية بل العكس للدفاع عن المصالح والامتيازات والرجوع بالبلاد إلى ما قبل الربيع المغربي… الحقيقة أقولها: إني خائف على وطني والزج به في ما لا يحمد عقباه…. اللهم إني قد بلغت…
رفض ترشيح السلفي حماد القباج باسم البيجيدي في مراكش هي وسيلة لتمكين اللي على بالكم بالفوز بمقعد انتخابي… والسلام…
أنا أيضا لدي أوراقي واحدة كتبتها سنة 2011… تقول مستنداتي، حزب العدالة والتنمية حصل سنة 2011 على 5 مقاعد برلمانية من 9 بمراكش؛ وأنه سنة 2015 حصل على 40 مقعدا بمجلس مراكش من ضمن 76، أي الأغلبية المطلقة برلمانيا ومحليا في مواجهة السلطة و32 حزبا…. لفهم ما وقع في مراكش بمنع حماد حتى لا يتأتى لهذا الحزب تحقيق ما يعرف عندنا في المغرب ب “ميسة”….
واحد سَيْفْطُوه للحج، واحد قالو عليه سلفي خطير وممنوع من الترشيح، واحد كَيْوُجْدُوليه شي تَخْرِيجة… يختار يَمْشِي الحج أو هولاندا…. هههههههه
نبهني صديق إلى كون القرارات الأخيرة أدت إلى تقاطب حاد داخل المجتمع في الوقت الذي كان المرغوب البحث عن الانسجام والوحدة من داخل الاختلاف…. التقاطب يؤدي إلى الكوارث والاستبداد والانسجام إلى التسامح والديمقراطية….
للشباب أقول: في القرنيين التاسع عشر والعشرين كان حق التصويت للبرلمان لأولئك الذين يؤدون الضرائب ويمنع على بقية الشعب الكادح… من بعد كان البرلمان حكرا على الرجال من دون النساء لأنه كان يقال أنهن ناقصات عقل… الكفاح الشعبي غير كل ذلك الذي كان يصب في مصالح الرأسمال وأصبح المبدأ: صوت لكل مواطن ومواطنة كان إنشتاين أو عامل نظافة.. وفي المغرب: كان أصحاب الجاه والسلطة يقولون في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أن الشعب المغربي “المتخلف” و”الأمي” لا تصلح له الديمقراطية والبرلمان وأن على الشعب القبول بالنخبة التي تسيره… في الثمانينات كان يقال أن الاشتراكيين والشيوعيين المغاربة (أعداء الإسلام) غير مرغوب فيهم في البرلمان واليوم يقال أن الإسلاميين والسلفيين (أعداء الديمقراطية والحريات) غير مرغوب فيهم في البرلمان… النتيجة أنه تجد البرلمان مملوء بأصحاب الشَكَّارَة والمال والمصالح يستفيدون ويدافعون عن مصالحهم البارحة واليوم…. لذا يجب الحيطة من كل ما يقال…. نفس الأشخاص حاربوا اليسار يُحَارِبون الإسلاميين…. هم حَكَمُوا ويَحْكُمون… من هم: أصحاب السلطة والجاه والمال والمصالح…
على الصحافة البحث في من اتخذ القرار في حق حماد القباج. نحن نعرف خروب بلادنا… إداريا والي مراكش عليه الرجوع إلى وزارة الداخلية من أجل الاستشارة حول قضية القباج ووزير الداخلية مطالب باستشارة رئيس الحكومة…. يبدو أن هذا الأمر لم يقع… مع من استشار وزير الداخلية إذن؟؟؟؟ ما أعرفه هو كون الحكومة و رئيسها هما المسئولان على الإشراف على الانتخابات. إن لم تكن الحكومة هي صاحبة القرار. فمن؟؟؟؟؟ هذا هو السؤال..
“الحداثيون الجدد” يدافعون بقوة عن قرار السلطة بمنع حماد القباج من الترشح لدواعي انتمائه للسلفية و”مواقفه” القديمة والجديدة… وفي قضية المواطن الذي تم تهجيره إلى الحج حتى لا يترشح في لوائح العدالة والتنمية بتاونات، فهم (الحداثيون الجدد)، صم بكم عمي لا يعلمون ولا يفقهون… هههههههه
قال أحد الفلاسفة: إنّ التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل مهزلة. وما نراه الآن هو المهزلة….
خلال الانتخابات الجزئية بدائرة مراكش-كليز حصل البيجيدي على 10.452 صوتا والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على 446 صوتا…. لذا أفهم أن يرفع وكيل لائحة حزب القوات الشعبية دعوة من “أجل التشطيب على القباج من لوائح المترشحين” ومنعه من الترشح…. ولما لا التشطيب على كل البيجيديين!!!!
4- مسيرة الدارالبيضاء
أنا بغيت نفهم؟؟ هو التنافس يجب أن يكون بين الأحزاب؟؟؟ صح أم خطا؟؟ عوض ذلك أصبح التنافس بين السلطة وحزب معين والمتحالفين معه… صح أم خطأ؟؟؟؟؟
مسيرة اليوم بالدارالبيضاء ضد الحكومة ورئيسها خطأ في التقدير لمن طالبوا بها… كلنا نعرف أنه منذ الربيع المغربي يصعب تعبئة الشارع من طرف القوى المعارضة للحكومة…
لو كنت مستشارا(هههههه) لِمَنْ أَعْطَى الضوء الأخضر للمسيرة لَكُنْت طرحت عليه السؤال التالي: «هل أنتم قادرون على إنزال مليونين شخص ضد بنكيران في مسيرة مشابهة لتلك التي خرجت في تركيا ضد الانقلاب ومن أجل الديمقراطية؟»… إن كان جوابه بالنفي أو بالتردد أو صعوبة التقدير لكنت طلبت منه وأنا “مستشاره” الصريح أن يلغي المسيرة لأن انعكاساتها ستكون سلبية عليه وعلى أصحابه…. ولكن يقول المثل الشعبي المغربي: لِمِنْ كَتْعاوِدْ زبورك يا داوود.. وحدة ونضال وديمقراطية…
تراجع أم تكتيك أم استراتيجية…. أم الوزارات تتحدث إليكم
كان عنوان أحد أعدادالأسبوعية (….)، حول الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الداخلية منذ إقالة الوزير القوي ما يلي:
7 + 0 = إدريس البصري…
قرأت بلاغ وزارة الداخلية وتصريح حصاد ولم أفهم شيئا…. فقهوني إن فهمتم مغزاه؟؟؟؟؟؟
خلال 48 ساعة اقتنع العديد من المواطنين أن الدولة وخاصة وزارة الداخلية طرف قوي في الصراع السياسي والانتخابي تنحاز لأحزاب بعينها ضد أحزاب أخرى… لكن العديد من قراراتها اتسمت بالهواية وليس بالاحترافية…
هذا عمل أناس هواة وليسوا محترفين، يلعبون بالنار، ويزجون بالبلاد في توترات هي في غنى عنها… لقد فشلت النخبة الحاكمة ومعها “الحداثيون الجدد”… وقديما كنا نرفع في صفوف اليسار الحقيقي شعار: “إذا شْعَرْتُو بالهزيمة اعْطِوْ الشعب الكلمة”… يا رب احفظ بلدنا..
الانتخابات المغربية منذ الربيع العربي والمغربي ما فتئت تعمق التناقضات داخل دوائر السلطة والأحزاب…. الانتخابات المحلية كانت من نتائجها فك حزب الاستقلال ارتباطه بالبام وتوتر حاد مع الداخلية… أما المسيرة البيضاوية ضد بنكيران فبينت هشاشة الداعين لها وأدت إلى تصدعات كبيرة في دوائر القرار…. ومن يعمق التناقضات؟ الشعب بإرادته ووعيه وعزيمته…. وأي تناقضات ستفرزها انتخابات السابع من أكتوبر؟ العلم عند الله… أليس الصبح بقريب….
وجهة نظر بسيطة لهذا العبد الضعيف، كمساهمة في النقاش العام…. «السنوات الأخيرة كانت هناك 3 مسيرات غيرت الكثير في المغرب؛ الأولى مسيرتا الرباط والدارالبيضاء حول خطة المرأة أبانت عن ضعف الأحزاب الوطنية التاريخية والإدارية وقوة التيار الإسلامي بكل مكوناته… وتم حينئذ إقرار إستراتيجية جديدة… الثانية، مسيرة 20 فبراير وكانت من نتائجها دستور جديد وانتخابات سابقة لأوانها… مع ما تبعته من نتائج… المسيرة الثالثة هي تلك التي عرفتها الدارالبيضاء ضد بنكيران والتي لم يتبناها رسميا أي أحد… البعض يتحدث عنها كعلامة لضعف المخزن ووزارة الداخلية وأحزاب الإدارة في القدرة على التعبئة الشعبية والبعض الآخر يتحدث عنها كبروفا أولية لما هو قادم…. الأكيد أن هذه المسيرة ستؤثر على التطورات اللاحقة سلبا أو إيجابا»… وأنتم ما رأيكم الأصدقاء والصديقات المهتمين بالشأن السياسي؟؟؟؟؟
5- خلاصات عامة
قلت لصديقي أنني رَاجَعْت بعض الأرقام المتوفرة ووجدتها عنيدة وتتحدث عن نفسها دون عناء تحليل، وهي توضح لنا ما يلي: حصل البيجيدي سنة 2011 على مليون صوت وبعد خمس سنوات في الحكومة، ارتفع رصيده من الأصوات إلى 1.700.000 صوتا خلال الانتخابات المحلية (ويقال مليونين)… من بعد طرحت عليه السؤال: هل وقع خلال الفترة الأخيرة حدث عظيم يمكن أن يغير رأي المليونين الذين يمنحون صوتهم لحزب العدالة والتنمية؟؟؟؟
فــيــن غــادي بــيــا (ناس الغيوان)
أليام أليام يَا بَتِّي مَالْكْ عُوْجَا
واش من سباب عْرْجْتِي لِي بِهْ
تَارَة تسقني حليب . . .
تَارَة تسقني حَدْجَة كِي مُولَى هِيهْ
صَدَّقْ حتى عيا وگالوا راها فيه تبقى فيه
أنا گاع بنادم نبغيه . . . وظانه مثله يبغيني
كيف نبغي نگول عليه . . .
اللي فَ خْلاَگِي مَا يْخْلِّينِي
فين غادي بياخويــــا فين غايدي بيـــــــــــا
دقة تابعة دقــــــــــــة شكون يحد البــــــاس
الأصدقاء والصديقات على الفايسبوك، جمعتنا أكثر من صدفة وأصبحنا نتبادل الأخبار والصور والمعلومات… بلادنا ستدخل الحملة الانتخابية والتصويت يوم السابع من أكتوبر. تعرفون أن السياسة تستهويني… فمعذرة إن تطاولت عليكم بمواقفي التي تهمني ولا تلزم أحدا… لتعرفوا أنني لا أنتمي لأي حزب ولكن لدي تعاطف مع هذا الاتجاه أو ذاك… أنا شخصيا سأحترم كل آراء أصدقائي وصديقاتي و أتمنى أن يفعلوا بالمثل… شعارنا الاحترام… وموعدنا كل يوم على الفايسبوك ولقائنا ونحن دائما أصدقاء وصديقات يوم الثامن من أكتوبر… تحياتي ومحبتي لكم ولكن…
كفى من السياسة اليوم والمعذرة لكل الأصدقاء والصديقات الذين لا يحبون طعم ورائحة السياسة…. لكم مني الف تحية وتحية…
عبدالحق الريكي