“طيِّب” يا ابو الطيب..!
تاريخ النشر: 01/10/16 | 0:11الرفيق ايمن عوده..
يؤسفني أن أقرأ ما كتبت، واشاهد حماسك اللا مبرر أثناء مشاركتك بجنازة الاردني، ناهظ حتر، والذي تجرأ وتطاول على الذات الإلهية.. وما اعرفه عنك أنك عربي مسلم، ولذا ومن منطلق منصبك رئيساً للقائمة المشتركة التي غالبية داعميها ومؤيديها هم من العرب المسلمين، فقد كان جديراً بك أن تراعي شعور هؤلاء الذين يكنّون لك الاحترام، وحتى ان بعضهم، وانا احدهم، كنت مؤيداً للكثير من اداءك البرلماني وغيره، ورغم تحفظاتي من بعضها..ولكن، ما فعلته في عمان يا ايمن، اعادني إلى الوراء لاتذكر ما كتبته قبل عدة سنوات، متهماً الحجاب والمحجبات بانهن السبب في تخلف مجتمعنا، والحقت، في حينه، الأذى والضرر بأكبر شريحة في مجتمعنا ونسائنا وبناتنا واخواتنا، ومنهن حتى نساء محافظات ورفيقات في حزبك ولكنهن يتميزن بعفتهن ولباسهن وحجابهن..وظننت في حينه رغم استيائي الشديد مما كتبت آنذاك أن هذه كانت هفوة، زلّة قلم يتيمة وفشل في التعبير ولن يتكرر، ولكن مشاركتك في جنازة هذا المتطاول الساخر من خالقنا، جعلني اعتبرها سقطة وللاسف مع سابق الإصرار والترصد ، ونتجت عن فكر تؤمن به حتى النخاع. والتذكير والمقارنة انت لم تعتذر في حينه عما كتبت، بينما ناهظ حظر اعتذر سريعاً وحاول تبرير ما فعل..
لا استغرب سكوت رفاق ومؤيدي حزب أبو الطيب وعدم اعتراضهم عما فعله زعيمهم ورئيس قائمتنا، ولكن استهجن صمت الأعضاء العرب في قائمة ايمن، وعلى وجه الخصوص، الطاقم ثلاثي الأبعاد ممثلي الحركة الإسلامية البرلمانية، مسعود، عبد الحكيم وطلب، وقد يراودني العتب القليل على احمد وأسامة ايضاً، وفي الوقت ذاته لا انتظر تحركاً من جمال وحنين.. !
لن اناقشكم هنا حول شرعية اغتيال هذا الحتر وكل من يتطاول على الذات الإلهية وكتابه ورسله، فأنا لست بالمفتي، ولكن لا اخطئ ان قلت بأن كل تطاول من هذا القبيل يعتبر تجاوزاً لكل الخطوط الأخلاقية الحمراء، ويستحق الردع والردع له وجوه عدة، ومن المؤسف أن كل من تدفعه الغيرة والشرف للدفاع عن الذات الإلهية ورسولنا الأكرم، سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، وكتاب الله القرآن الكريم، يُواجَه بكيل وسيل عارم من الاتهامات الباطلة ويُتهم بالداعشي، التكفيري، الرجعي والظلامي.. ومن الملفت للنظر أن جوقات الردح هذه، سوادها الأعظم، هم من المسلمين العرب “المتنورين” ومنهم المسلم “الموديرن” جداً جداً..
ابو الطيب ايمن عوده، ذكرت انك من متابعي كتابات هذا الحتر، وانك تتفق مع بعضها وتختلف معه في بعضها، وكأنك لا تعلم أن القليل الفاسد يفسد الكثير الطيب، وكانت العرب تحرص على إبعاد البعير ألاجرب عن المضارب وتعزله في سجن افتراضي خوفًا من أن يلحق الأذى بسائر القطيع، وهنا لا بد أن استعرض أمامك بعض ما نادى به هذا الحتر وقدمه من وصفات لمحاربة والقضاء على ما عرَّفَه بالإرهاب الإسلامي، وقد استعنت بهذه المعلومات التي أوردها على صفحته ايضاً الصديق جعفر جبارين ومن هذه الوصفات حظر تدريس مادة الدين في المدارس، وحظر تدريس التاريخ الإسلامي، وتحويل 90 إلى 100% من المساجد إلى مكتبات عامة أو أندية أو مقاهي أو أي شيء آخر ، ويقترح هذا الحتر ان يكون رجل دين واحد فقط لكل مليون مواطن.
هذا بالإضافة إلى إلغاء الإعلام الديني، وإشغال الناس بالرياضة وخاصة كرة القدم، ويرى أن
الحرية لا تمنح لشعب يريد “تحكيم شرع الله”، وان ألإسلاميين أعداء الحرية والإنسانية. وتسائل هذا الحتر ايضاً كيف يطالب البعض في أوروبا بمنح الحرية للفيروسات الإسلامية المدمرة؟.
هذا هو ناهظ حتر يا أيمن، الذي شاركت في جنازته ممثلا لكل شركائك في القائمة المشتركة شأؤوا أم ابوُا، أما أنا، ورغم انك كنت تمثلني في قيادة الداخل الفلسطيني، إلا أنني أرفض بشدة أن تمثلني في جنازة هذا الحتر…!
واخيراً لا بد أن اتسائل: أذا كانت المشاركة في جنازة هذا الحتر مباحة، فما المانع من مشاركتكم في جنازة الخواجه “شيمون بيريز ” رئيس الدولة التاسع، واحد قادة الدولة التي أقسمتم الولاء لها ولعلمها، وتقبضون رواتبكم الضخمة من خزائنها..؟!!!
سعيد بدران
اخي سعيد مقالك رائع ويعبر عن الكثير من الناس من عرب الداخل،ولكن احيطك علما بان ايمن عودة وحتر وجهان لعملة واحدة فالسيد ايمن معروف بمواقفه العلمانية التي قد تصل الى حد الالحاد