خذوا دولاراتكم وجمعياتكم وارحلوا..!
تاريخ النشر: 02/10/16 | 8:30قد يتسائل البعض ما الذي قدمته الجمعيات النسوية الناشطة في المجتمع العربي، وما جدوى وجودها سيما وأنها لم تحقق أي إنجازات تذكر في إطار رفع مستوى الوعي الفكري والرقيّ المجتمعي، وخاصة، (على سبيل المثال،) انها لم تنجح ولم تستطع من منع وقوع حتى جريمة قتل إمرأة واحدة على الأقل..؟!
هذه الجمعيات التي تنشط في مناطق سلطة اوسلو ايضاً ، والتي تتلقى الدعم المعنوي والمالي من الدول الغربية وخاصة دول الاتحاد الأوروبي، لم تحقق نجاحاً ملحوظاً في مجالات النهوض بمكانة المرأة وتعزيز مكانتها في هذا المجتمع، وخاصة المجتمع المسلم، وقد يرى البعض أن سبب هذا الفشل يعود إلى نمط حياة المرأة المسلمة والتقاليد التي تحيط بها، وكون هذه المجتمعات تغلب عليها الصبغة الحمائلية وتتميز بالتسلط الذكوري.
لا شك بأن لهذه الجمعيات الدور الكبير والتأثير الملحوظ على تشجيع المرأة على التحرر والانفتاح، وحتى تحريضها وتحريكها للتمرد على نمط الحياة التقليدي، وكسر الضوابط التقليدية المتعارف والمتفق عليها ضمناً وذلك عبر انتهاج نمط حياة وسلوك مختلف قد يفسرها البعض على أنه منحرف، إذ، وبدون ادنى شك، فقد أدى هذا التمرد اللا مدروس والسريع، إلى تفكك الكثير من الأسر العربية، والانفلات من القِيَّم التي تتحكم في هذا المجتمع، والتي تعتبر السائل اللزج والاساس لتماسك واستقرار هذا المجتمع.
وليس سراً ان ملايين الدولارات قد هبطت وما زالت تهبط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في الحسابات البنكية لهذه الجمعيات النسوية، ولكن بدون جدوى اذ ان هذه الدولارات لم تنجح حتى الان بمنع حادثة قتل إمرأة واحدة على الأقل بل إن نمط معالجتها لقضايا العنف في داخل الأسرة من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوتر في العلاقات الأسرية وخاصة الزوجية، فوجودها ونمط علاجها تغلب عليه صبغة تشجيع المرأة للاستعانة بالشرطة ومكاتب الشؤون الاجتماعية، واستبدال البيت بملاجئ النساء المضروبات، وبهذا غيَّبت فرصة حل النزاعات والخلافات وفق الطرق التقليدية التي كانت تتم عبر الاستعانة بوجهاء وكبار العائلة او رجالات الدين، وغالباً ما كانت تتكلل بالنجاح، وان فشلت هذه الجهود كان فسخ الرباط الزوجي يتم بهدوء تام تقريباً، ولا ننسى أن حوادث الانفصال كانت نسبتها قليلة جداً ايضاً بسبب التدخلات لإصلاح ذات البين وعدم إشراك سلطات القانون في هذه الخلافات
ويبدو أن هذه الجمعيات باتت تقلق سبات الكثير من الاهل في بلدات النقب، إزاء تحرك هذه الجمعيات مؤخراً، وتكثيف نشاطها وتركيزها على مخاطبة الفتاة البدوية، وأخذوا يرون في هذه التحركات خطراً كبيراً على تماسك المجتمع البدوي ومحاولة لتفكيك نسيجه الاجتماعي، وبدأت تعلو اصواتاً مطالبة بكبح نشاط هذه الجمعيات التي وصفوها بالمشبوهة، ومنع تمدد نشاطها في النقب..
وإذا كانت دولارات أوروبا لا ولم تنجح بمنع جريمة قتل إمرأة واحدة فالأفضل أن نعيد النظر ملياً بأداء هذه الجمعيات، ولا ضير أن قلنا لا حالياً لهذه الدولارات..
أيها “الواسب” WASP
احملوا دولاراتكم وجمعياتكم وارحلوا..
سعيد بدران