النائب جبارين: ظروف صعود ترامب تشابه ظروف صعود نتنياهو
تاريخ النشر: 12/11/16 | 12:30في حديث للصحافة الأجنبية حول النتائج الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، قال النائب د. يوسف جبارين أن ظروف فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية “تشابه ظروف فوز نتنياهو الأول في انتخابات رئاسة الحكومة عام 1996 (انتخابات مباشرة في حينها)، فالاثنان اعتمدا في حملتهما الانتخابية على عامل الخوف والتحريض ضد الأقليات، بالإضافة إلى محاولات نزع الشرعية عن الطرف المنافس. وأوضح جبارين أن فوز ترامب جاء بعد فترة تعتبر “اجتماعية” بمقاييس النظام في الولايات المتحدة وبعد فترتين رئاسيتين لرئيس امريكي أسود لأول مرة في تاريخ امريكا (اوباما)، وهي ظروف يمكن مقاربتها لظروف حكومة رابين في بداية التسعينيات التي أُعتبرت حكومة يسارية واجتماعية، وقد اعتمدت هذه الحكومة لأول مرة في تاريخ إسرائيل على التمثيل العربي بالكنيست من خلال الجسم المانع من الجبهة الدمقراطية والحزب الدمقراطي العربي.
وأضاف جبارين أن عنصر الخوف والتخويف ظهر بوضوح في حملة نتنياهو الانتخابية وخاصة الشعار “نتنياهو جيّد لليهود”، بينما اعتمد ترامب على عنصر الخوف من خلال التخويف من تصاعد قوة الاقليات العرقية في الولايات المتحدة، وخاصة قوة الامريكيين-الافريقيين والامريكيين من جذور امريكا اللاتينية. فقد نجح كل من ترامب ونتنياهو من خلال خطاب “شعبوي” بارز بإثارة غرائز مجموعة الأغلبية المسيطرة، الاغلبية اليهودية في إسرائيل والأغلبية البيضاء في الولايات المتحدة، والتسليط على حملة تخويفية بين هذه المجموعة من خلال الترويج لإدعاءات عنصرية (ووهمية) بانها “تفقد السيطرة” على البلاد وبأن قوة ״الاقليات العرقية״ تتزايد بشكل يهدد مصالح المجموعة المهيمنة.
وأضاف جبارين أن نتنياهو عاد واستعمل هذا الاسلوب التحريضي في حملته الانتخابية في العام الأخير حين صرح يوم الانتخابات ان العرب “يتدفقون بكميات الى صناديق الاقتراع” وان حكومة اليمين في خطر، بينما استعمل ترامب نفس الاسلوب بالتحريض على الاقليات العرقية قائلًا ان “مستقبل امريكا” في خطر، وأنه يعيد “عظمة” امريكا، وسيبني جدارًا على الحدود مع المكسيك ليمنع الهجرة منها إلى امريكا. وجاء خطاب ترامب دون طرح بديل جدي من قبل كاينتون، مثلما فشل بيرس في انتخابات 1996 بطرح بديل حقيقي لليمين. وقال جبارين أنه على مستوى السياسة الخارجية في منطقتنا فإن ترامب وكلينتون طرحا مواقفًا متشابهة تقريبًا في تأييدهما لإسرائيل واعتبارها الصديقة والحليفة الأقرب للسياسات الامريكية، خاصة وأن التفاؤل الذي أبداه العالم حين أُنتخب اوباما لرئاسة الولايات المتحدة بقي دون رصيد يُذكر، بل إن الاستيطان الإسرائيلي توسّع اكثر فأكثر خلال السنوات الأخيرة وبقيت القضية الفلسطينية دون أي تقدم ملموس بعد دورتين رئاسيتين لاوباما. وخلص جبارين إلى القول أن التغيير الحقيقي بالقضية الفلسطينية يعتمد أولًا وأخيرًا على النضال الشعبي الموّحد ضد الاحتلال وانهاء الإنقسام الداخلي.