أمسية فنية “تحية لزياد الرحباني” في حيفا
تاريخ النشر: 12/12/16 | 9:05سنحت لي الفرصة لأعيش مع فرقة بيت الموسيقى الشفاعمرية عرض ” تحية لزياد الرحباني ” على منصة قاعة كريغر بمركز الثقافة الفرنسي في حي الكرمل الفرنسي في حيفا يوم الخميس 08/12/2016 ، فكنت محظوظًا حيث له في حيفا مذاق آخر .تأسّست جمعيّة “بيت الموسيقى” عام 1999 وتمحورت أهدافها على الإسهام في تطوير الثقافة لا سيما الموسيقية والحقوق الثقافية للأقلية الفلسطينية في البلاد من خلال تطوير وخلق أطر موسيقية مهنية متعددة والتفاعل الموسيقي مع ثقافات موسيقية متنوعة، وتوفير فضاء تدريبي مهني للمهارات والمواهب الموسيقية الفنية والشابة لتحقيق ذاتها. تعمل الجمعية على نشر الثقافة الموسيقية وتهدف إلى تطوير الوعي الجماعي لأهمية الموسيقى وإعطاء الفرصة للتفاعل معها والاندماج بأطر موسيقية . تعمل على خلق، تطوير وتدعيم بنية تحتيّة مهنيّة خاصّة بالموسيقى، حفظ ورعاية الموروث الحضاري في الموسيقى العربيّة خاصّةً والشرقيّة على وجه العموم، وحثّ ودعم كلّ من البحث والتوجّه الأكاديمي في التعاطي مع الموسيقى وفرض الأدوات المهنيّة على مجال التعليم الموسيقي.
العرض عبارة عن تحية إجلال لزياد الرحباني، الذي يعتبر أيقونة فنية وموسيقية، له بصماته المُميّزة على الساحة الفنيّة العربية فدمج الموسيقى الغربية والشرقية بعبقريّة، وجاءت أعماله خارجة عن المألوف وغرّد خارج السرب ليُبدع ويصبح قدوة موسيقية يُحتذى بها في المشرق العربي ، حيث ألّف ، لحّن وقام بالإداء وأبدع فاستحق، وبجدارة، تحية حيفاوية مُميّزة من فرقة بيت الموسيقى.
ابتدأ العرض (بتأخير 21 دقيقة عن الموعد المحدد ، وهذا مأخذ يُؤاخذ عليه المنظمون فعليهم احترام التوقيت لبناية ثقافة وآداب الأمسيات واحترام الفن كثقافة مُذوّته) بأغنيتي: “شو هالإيام” و “ماشي الحال” بإداء جماعي لتسعة أعضاء الكورال برفقة ال – 15 عازفا لاقت إعجاب الحضور وجعلته منفعلا مع العرض وأدخلته للجو بانسيابيّة ولباقة.
تلاها لؤي سروجي وأغنية “خايف كون عشقتك” وأنور أبو زيدان وأغنية “منيتي عز اصطباري” لسيّد درويش بتوزيع جديد، ورولا حكيم وأغنية ” قدّيش كان في ناس” وتلتها منى جبران وأغنية “رجعت ليالي زمان” – أغاني لاقت استحسان الجمهور الذي شارك الفرقة الغناء.
بعدها غنّى لؤي سروجي “بعتلك يا حبيب الروح” وتلاه أنور أبو زيدان وأغنية “الحالة تعبانة يا ليلى” بمشاركة الحضور، وبعدها ريموندا جبران في أغنية “ترجع الصورة أنا وياك” وبلغ حماس الحضور أوجه حين غنّى زهدي أشقر “أنا مش كافر” وردّدنا معه بأن الجوع والمرض والفقر كافرين… البلد كافر ومش رايح أهاجر، وعندها بدأ الحضور باستعمال هواتفه النقّالة للتصوير والتسجيل – ظاهرة مُزعجة ولا تليق بالأمسية وأدبيتها – وتلاه الفنان سامر بشارة بعزف منفرد على القانون لاقى الحماس والتصفيق المتواصل.
هذا وكان عزف منفرد على الأورغ والكمان والايقاع أعجب الحضور وصفّق له بحماس.
في عزّ حماس الحضور وتفاعله غنّى الكورال “عايشه وحدا بلاك” و” شدّ الحزام على وسطك” و”هيلا هيلا هيلا” وأنهى الأمسية – مع الحضور واقفًا تحية لزياد الرحباني وللفرقة – بأغنية “عايشه وحدا بلاك” تخلّلها تصفيق منقطع النظير إعجابًا بالأداء المميَّز والمهنيّة والرقيّ للفرقة بإشراف موسيقي وتوزيعات المايسترو عامر نخلة (وتجدر الإشارة أن الفنان سامر بشارة شارك في التوزيع).
الإضاءة والديكور للعرض كان مميّزا ومهنيّا، أعذروني يا من قمتم بهذا العمل الرائع ولكن بما أن القائمين على العرض لم يوزّعوا برنامج الأمسية وأسماء المشاركين كما هو متّبع عالميّا فلا أعرف من هو مهندس الصوت والديكور ! وبالنسبة للباس المشاركين في العرض، حبّذا لو نال اهتمام المسئولين وتعاملوا معه بدرجة أعلى من المهنيّة.
بالنسبة للحضور ، أزعجني عدد الحضور، بسبب حالة الطقس والتسويق، فحبّذا لو تعطوا الأمر أهمية أكبر ليتسنّى لجمهور أكبر المشاركة بهذه الأمسية الراقية والرائعة التي تليق بعملاق فنّي بقامة زياد الرحباني. وأخيرًا ، شكرًا للمايسترو عامر نخلة ولفرقة بيت الموسيقى الشفاعمرية على هذه الأمسية التي أدفأت قلوبنا بمهنيّتها ورقيّها. الله يعطيكم العافية.
بقلم المحامي حسن عبادي