العنف ضد المرأة ظاهرة منتشرة بالمجتمع اليهودي بشكل عام والعربي بشكل خاص
تاريخ النشر: 04/02/17 | 10:59العنف ضد المرأة يتضمن بداخلة انوع عديدة منها العنف الجسدي والذي يتمثل بضرب المرأة بعنف شديد، العنف الكلامي والذي يتجسد بنعت المرأة بالقاب وصفات جارحة سواء القاب لشخصها او لشخص مقرب من عائلتها ، هذا النوع من العنف يؤثر على الضحية بشكل كبير من الناحية النفسية وله تداعيات خطيرة على المدى البعيد والقريب، العنف الجنسي وهو احد انواع العنف المؤلمة للجسد والنفس في ان واحد وهو. كغيره من الانواع الاخرى له تداعيات كثيرة وخطيرة.
بداية سأعرض احصائيات حول تعرض المرآه للعنف داخل النطاق العائلي سواء ، سواء كان ذلك من قبل الاخ، الاب او الزوج. تشير الاحصائيات الى ان حوالي 7%-10% من النساء يتعرضن لعنف من قبل الزوج، 60% من النساء ترعرعن في بيوت كان العنف الاسري سيدها بالإضافة الى ان 32% من النساء يعتقدن وبشكل خاطئ ان للزوج الحق الكامل بممارسة العلاقة الحميمة رغما عنهن. يشار كذلك ان العنف بحق النساء ما بين الاجيال 44-16 هو السبب الرئيسي لتعرضهن للموت والاعاقة الجسدية.
العنف ضد النساء والبنات في المجتمع العربي منتشر وبشدة، وهنالك العديد من الاناث الاتي يعانين من الاضطهاد والعنف الذي يمارس بحقهن بشكل يومي والاخذ بالتزايد مع مرور الوقت.
اما عن اسباب الظاهرة الاساسية فهي كالتالي:
1- قبول المرآه للعنف الذي تتعرض له وسكوتها المطلق وعدم المبادرة بالتوجه لجهات مختصة ومسؤولة، ويرجع ذلك للعادات والتقاليد حيث ينظر للمرآه وكأنها قد قامت بشيء غير مناسب تجاه زوجها فيما اذا فكرت بالتوجه لجهة مختصة رغبة منها بعيش حياة سليمة وامنة. تلتزم الصمت خوفا من اعين الناس وخوفا من أقاويلهم واشاعتهم التي ستطولها ، اضافة الى المعاملة السيئة التي ستلقاها من قبل الاهل والاقرباء بحجة ” لازم تتحملي كلهم الزلام هيك، كلهم بتعصبنوا، تحملي عشان اولادك، عيب شو يحكو عنك الناس حبست جوزها ، المرأة مالهاش الا بيتها وجوزها ، مين بدو يتطلع على وحدة مطلقة” والعديد العديد من الاقاويل.
2- السبب الثقافي كذلك له دور كبير في تفشي هذه الظاهرة وانتشارها ، فروقات تربوية وثقافية بين الطرفين تزيد من المشاكل وتمنع القدرة على التفاهم السلمي مما يدفع الرجل لاتخاذ العنف اسلوبا لحل المشاكل معلنا بداك انه الاقوى ومهما بلغت ثقافة المرآه فلن تبلغ وتتغلب على قوته ، يزداد العنف اذا كانت الزوجة او المرآه على قدر عالي من الثقافة والعلم مما يزيد من شعور الرجل بالدونية وانه اقل منها مستوى وتناغما مع العقلية العربية عليه ان يريها انه الاقوى لا محالة، فيلجا للعنف كطريقة لحل المشاكل وترهيب الانثى.
3- الظروف الاقتصادية الصعبة تشكل سببا اساسيا ورئيسيا للعنف ، ظروف الحياة الصعبة، المشاكل الاقتصادية، غلاء المعيشة، بالإضافة للبطالة ، كل هذه المشاكل هي وجوه لعملة واحدة وهي انتشار المزاج الصعب ، المعكر والعنيف ، فنرى الرجل غارق بالديون والمشاكل في العمل وما ان يرجع للبيت حتى يصب غضبه المتراكم على زوجته ، فبدون ادنى شك لن يصبه على عاملة في البنك او على مديره في العمل، زوجته هي المنفذ الوحيد لأعصابه وغضبه المتزايد والمتراكم كونها زوجته ، وكونها اضعف منه بنية لا يعطيه الحق باي شكل من الاشكال بالمساس بها وبتعنيفها وضربها.
4- التمييز والتفريق بين الذكر والانثى ، الفكرة التي تتبناها العقلية العربية، بحجة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع العربي, عادات ما زالت متجذرة ومتأصلة في عقلية العديد من ابنائنا على ان الرجل هو الاعلى مكانة من الانثى، ويحق له تهميشها ، تصغيرها وعدم معاملتها باحترام وكأنها ملك خاص يمتلكه ويحق له فعل ما يشاء. هذه العقليات هي عقليات ضعيفة ومريضة ولكن مع ذلك منتشرة والتخلص منها ينبع فقط من التربية منذ الصغر ونعومة الاظافر وتعليم صغارنا واطفالنا ان الذكر والانثى هم سواسية ويكملان احدهما الاخر وان التعامل يجب ان يكون مبني على الاحترام، التفاهم والاحتواء.
مع اختلاف الاسباب وتعددها تبقى الظاهرة منتشرة وعلينا نحن كمجتمع التصدي لها واقتلاعها من جذورها ويجب علينا التحلي بالوعي الكافي للتصدي لها.
فيما لو تفكرنا قليلا ما هو الحل لاستئصال هذا الورم الخبيث من المجتمع؟ هل الرجوع لتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف من الممكن ان يقلل من هذه الظاهرة؟
الدين الاسلامي وتعاليمه التي تنص على مكانة المرأة، احترامها، تقديرها وتقديم الحماية والرعاية لها وتأمينها. قال تعالى:(ولهن مثل الذي عليهن) (البقرة 228)
برايي رجوعنا لمفاهيم الدين وتطبيقه بحذافيره من الممكن ان يشكل انخفاض واضح وملموس للعنف تجاه المرأة .
ما هو الحل برايكم؟ هل على ائمة المساجد العمل على زيادة الوعي لدى شبابنا بكيفية معاملة المرأة، هل عليهم زيادة خطب يوم الجمعة والتحدث بمثل هذا الموضع!!؟
بقلم هيا جيوسي طالبة في جامعة تل ابيب