مؤتمر بالكنيست ضد الإحتلال
تاريخ النشر: 17/02/17 | 9:23عقد في الكنيست مؤتمرًا حول مرور 50 عامًا على الاحتلال في الاراضي المحتلة عام 1967، بمبادرة النواب أيمن عودة، دوف حنين، ميخال روزين، كسينيا سفتلوفا.
وشارك في المؤتمر سفير الاتحاد الاوروبي لارس فابورغ أندرسن، وسفير النمسا مارتين فايس.
افتتح المؤتمر النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة وقال إن الإحتلال بالتأكيد يضر بالشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة ولكنه يضر أيضًا بالمواطنين في إسرائيل، لذلك إنهاء الاحتلال هو مصلحة مشتركة لكلا الشعبين.
فقط بالشهر الأخير رأينا أن قضية عمونا ساهمت في التحريض وهدم البيوت العربية، وساهمت بالتحريض على “بتسيلم” و”شوبريم شتيكا” وبالتحريض على المحكمة العليا. وقد قيل إن شعبًا يستعبد شعبًا آخر لا يمكن أن يكون هو نفسه حرًا. والحقيقة أن لا شعبًا كاملا يستعبد شعبًا آخر، وإنما المؤسسة تجرم بحقّ الشعبين من أجل هذا الاحتلال الملعون.
وتابع عودة: نلتقي اليوم قبل لقاء نتنياهو ترامب، وبينما يحاول هذان الإثنان إقناع العالم أنه لا يوجد أي أمل وأن الحل هو المزيد من الحروب، نلتقي هنا كي نؤكد التزامنا بالطريق الصحيح، طريق السلام والخير والعدل.
ثم تحدّث النائب دوف حنين وقال إنه حتى عندما يحاول البعض تجاهل الواقع من خلال إغماض أعينهم وسد آذانهم، لن يختفي الواقع، وعلينا مواجهته. وأمامنا طريقان، اما السلام واما الحرب، ونحن هنا لأننا نريد الحل الأفضل، السلام. لأن الحل الآخر سيضر بالجميع في هذه المنطقة.
كسينيا سفتلوفا (المعسكر الصهيوني) قالت: “دونالد ترامب سيذهب كما أتى، ولكننا نحن الشعبين سنبقى هنا، والغالبية يؤيدون حل الدولتين، لأنه الحل الوحيد الذي سيضمن مستقبلًا أفضلًا، وهو الحل العادل، حل السلام والأمل”.
ميخال روزين (ميرتس) قالت أن هذا هو المؤتمر الثاني الذي يبادرون اليه النواب الأربعة وأكدت أنهم سيستمرون من أجل إعادة النقاش حول الاحتلال الى الرأي العام، خاصةً في هذا الوقت الذي يبادر خلاله اليمين الى سن قوانين تدعم الاستيطان والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية.
النائب د. جمال زحالقة قال أن الاحتلال مستمر لأن إسرائيل لا تدفع ثمن احتلالها. إسرائيل تعتمد على القوة ويجب ان تكون هناك قوة اكبر منها تجبرها على انهاء الاحتلال، وعلى العالم ان يفرض الحلّ ويفرض على إسرائيل انهاء الاحتلال.
بدوره قال النائب د. أحمد الطيبي: “محكمة العدل العليا الاسرائيلية هي الأداة والجهاز الأنجع والأمثل في اسرائيل لابقاء الاحتلال القائم ضد الشعب الفلسطيني، حيث أن هذه المحكمة هي التي شرعت سلب الأراضي والمستوطنات وقتل الفلسطينيين وغيرها، في العديد من الحالات والقرارات. بينما هناك، في الولايات المتحدة الأمريكية، ينظر العالم الى قرارات المحاكم في الأيام الاخيرة، التي أبطلت قرارات ترامب المتعلقة بمنع منح تأشيرة الدخول الى الولايات المتحدة، وأقول لقضاة المحكمة العليا الاسرائيلية: تعلموا منهم قليلا”.
وفي كلمتها حيّت النائبة عايدة توما- سليمان المنظمين والمنظمات وكل من شارك وحضر وقالت: “حكومة الاحتلال تقول اننا “غير واقعيين وواهمين”، إذا كان “الوهم وعدم الواقعيّة” بنظر الحكومة هو المطالبة بحقوق الانسان، النضال ضد الاحتلال ودعم الشعوب في حقها في تقرير مصيرها فكلّنا فخر “بالوهم وغير الواقعيّة” التي نعيشها، إذا كان محاربة الظلم هو “وهم”، فنفتخر بأننا اكبر “الواهمين” وأدعوكم للانضمام لعالمنا هذا”.
النائب عبد الحكيم حاج يحيى قال: “الشعب الفلسطيني حقه نيل الحرية وطرد الاحتلال واقامة دولته المستقلة على أرضه فقضيته ليست الطعام والشراب او المساس بحقوق الانسان لان هذا سيتوفر بعد زوال الاحتلال”.
وقال النائب د. يوسف جبارين إنه بينما طرحت مبادرة السلام العربية حلًا على اساس اقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967 وهو حل يُبقي للفلسطينيين 22% فقط من ارض فلسطين التاريخية، فان حكومة اسرائيل بالمقابل تخطط لضم مناطق “ج” الى اسرائيل ومنع اقامة الدولة الفلسطينية، مما يعني نظام أبرتهايد يُبقي للفلسطينيين نوعًا من الحكم الذاتي في المدن الفلسطينية الرئيسية هي أشبه بالبانتوستانات في جنوب فريقيا. وكما شكّل الضغط الدولي عاملًا اساسيًا بانهاء الابرتهايد في جنوب افريقيا، فانني أدعو الى المزيد من الضغط الدولي على إسرائيل لانهاء الاحتلال.
أما النائب أسامه سعدي فقال: “إسرائيل هي دولة احتلال بامتياز، تطغى على سياساتها ومتخذي القرار فيها الذهنيّة الحركيّة الكولونيالية، الأمر الذي أطال أمد هذا الاحتلال وكان له الدفيئة لتوسّعه وتجذّره في وجدان المجتمع الاسرائيلي الذي أصبح التيّار المركزي فيه هو التيّار الذي لا يعترف بفلسطين دولة ولا بالفلسطينيين شعبًا يحق له تقرير مصيره كباقي شعوب العالم، وما يهمنا في هذه المرحلة التاريخية وما نتطلّع اليه هو تغيير هذه الذهنيّة بتجفيف منابعها الفكرية ودعائمها الاقتصاديّة من أجل إزالة الاستيطان وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 67”.
في كلمته تحدث النائب د. عبد الله ابو معروف عن معاناة الشعب الفلسطيني من ظلم الاحتلال الاسرائيلي الجائر ومواصلة حكومة اليمين سياسة الزحف وبناء المستوطنات، ثم يبني نتنياهو استراتيجيته العدوانية المستقبلية بلقاءه الرئيس ترامب، معتقدًا أن الضوء الأخضر الأمريكي يمكنه من إخضاع الشعب الفلسطيني وتمرير مخططاته، مؤكدًا أن نتنياهو يبني سياسته على رمال متحركة وأوهام، فالتاريخ يشهد للثورة الفيتنامية التي دحرت الاحتلال الامريكي وإلى ثورة المليون شهيد في الجزائر التي أطاحت بالاستعمار الفرنسي.
عضو الكنيست عيساوي فريج (ميرتس) قال: “نحن نتحدث الى أنفسنا، وبينما نجلس هنا يستمر سلب الأراضي الفلسطينية ويستمر الأبرتهايد فعن أي حقوق إنسان نتحدث؟!”.
اما تمار زنبرغ عضوة الكنيست من حزب ميرتس فقد قالت أن النجاح الأكبر للاحتلال هو عدم التطرق اليه وعدم تأثيره على الرأي العام. وأجندتنا هي إنهاء الاحتلال لأنه أمر غير عادل وغير ديمقراطي وعلينا إنهائه.
كما وشارك في المؤتمر النائب مسعود غنايم رئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست، والنائب زهير بهلول من المعسكر الصهيوني.
وتم بث شهادات وفيديوهات ورسائل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي رسالة مسجلة أكّد محمد المدني رئيس لجنة التواصل أن القيادةَ الفلسطينية مدَّت ولا زالت تمد يدها لسلام الشجعان. وتابع: “لقد حرمنا هذا الاحتلالِ البغيض، نحن الفلسطينيين، من حريتنا واستقلالنا، ومن حقنا في تقرير مصيرنا، كما حرم الاسرائيليون فرصة العيش بسلام ووئام مع دول المنطقة. أليسَ انتهاء هذا الاحتلال بقيام دولة فلسطين الى جانب إسرائيل أفضل الحلول للجميع، حيث تنتصر إرادة الحياة على كل تجار العنف والارهاب والاحتلال والقمع؟!”.
وشارك في المؤتمر مندوبين ومندوبات عن العديد من مؤسسات المجتمع المدني.
حاجي جلعاد مدير عام بتسيلم قال: “نحن في بتسيلم لا نطرح حلولًا بما يخص الاحتلال، ولكن لنا موقفًا واضحًا فيما يخص حقوق الانسان في المناطق المحتلة. وعندما تصرح حكومة اسرائيل “الواقع يرغمنا على ذلك” فهي في الواقع تكذب كي تستمر بالسيطرة وهدم البيوت والعبث بمصائر الناس”.
وقالت شارون ابراهام- فايس المديرة العامة لجمعية حقوق المواطن: “في الاراضي المحتلة يوجد قانون يطبق على الفلسطينيين وقانون آخر للمستوطنين. وفي ظل ذلك يعاني الفلسطينيون من حكم عسكري ينتهك حقوقهم وحريتهم”.
زيف شطهل من “يش دين” أكّد أن قانون مصادرة الأراضي الفلسطينية وضمها الى إسرائيل بحجة “الاحتياجات الأمنية” ينتهك حق الفلسطينيين بالملكية ويناقض القانون الدولي.
أفيف ططرسكي من جمعية “عير عميم” قال إن المشكلة الأساسية التي تعاني منها مدينة القدس هي تعامل الحكومة وكأن القدس مدينة يهودية بينما الواقع ليس كذلك بتاتًا. ولكن بدل أن تعترف إسرائيل بهذا الواقع تقوم بمعاداة أكثر من 300 ألف انسان يسكنون المدينة.
يونتان مزراحي مدير عام جمعية “عميك شبيه” قال أن حكومة إسرائيل تحاول الغاء المعالم التاريخية التي لا تتوافق مع أهداف جمعيات اليمين المتطرف.
ميخال هوكبرغ من جمعية “مقاتلون من أجل السلام” أكدت أن النضال السلمي ثانئي القومية هو الطريق من أجل صنع السلام.
د. روحاما مرطون صرحت أن “أطباء لحقوق الإنسان” إختاروا الأخلاقيات حتى عندما يتعارض ذلك مع القانون الإسرائيلي، ويستمرون بنشاطهم رغمًا عن الاحتلال.
أحيه شاتس من منظمة كسر الصمت “شوفريم شتيكا” أكّد أن أكثر من ألف جندي قرروا كسر حاجز الصمت والصراخ بصوت عال: هذا هو الاحتلال! ولا توجد أي طريقة أخلاقية لإدارته، لأن الاحتلال بحد ذاته أمر غير أخلاقي وغير إنساني. وكي ينتهي الاحتلال علينا أن نتحدث عنه ونضعه في صلب الرأي العام.
وفي مداخلتها قالت حاچيت عوفران من “سلام الآن” إنه منذ إنتخاب نتنياهو أقيمت 30 مستوطنة جديدة. وأكّدت أن المستوطنات ستشكل العائق الأكبر أمام حل الدولتين.