إطلاق رسالة اليوم العالمي للتوعية بالتوحد بفلسطين
تاريخ النشر: 02/04/17 | 0:35أطلق الدكتور سامي باشا مساعد الرئيس لشؤون العلاقات الدولية ومدير برنامج ومركز التربية الخاصة في كلية فلسطين الأهلية الجامعية في بيت لحم ومبتكر أداة باشا للتشخيص السلوكي لأطفال التوحد (BAT) رسالة هذا العام لليوم العالمي للتوعية بالتوحد في فلسطين والذي يصادف الأحد 2/04/2017، وتحتفل جميع دول العالم بهذا اليوم لرفع مستوى الوعي في اضطراب التوحد وحشد اكبر عدد من المهتمين لتكاثف الجهود وتحقيق كثير من المطالب التي من شأنها تحسين أوضاعهم وخصوصا في عملية الكشف المبكر والمتابعة.
ودعا د. باشا في رسالته وبسبب كونه من الداعمين والعالمين في هذا المجال إلى عدم التوقف ورفض الإحباط واستكمال المسيرة الصعبة لتمكين كل طفل توحد لكي يكون جزءا من معادلة مستقبل فلسطين ومؤسساته الراعية مباركا ومشيدا بكل مؤسسة ومبادرة وأفراد وحكومة تسعى لإطلاق أي فعالية أو نشاط بهذه المناسبة لصالح التوعية في اضطراب التوحد.
وفيما يلي النص الكامل لهذه الرسالة: ” دع نفسك تقاد من طفل التوحد”…اليوم العالمي للتوعية بالتوحد…. إنه الاحتفال التاسع من أجل رفع مستوى الوعي حول اضطراب التوحد في أنحاء العالم، فيا ترى كيف نستعد وماذا نريد أن نعمل من أجل أن نكون شركاء فاعلين من أجل مجتمع صحي مبني على قاعدة المساواة والاهتمام بجميع افراده دون تمييز لا من ناحية اللون أو العرق او الدين؟ وأسمح لنفسي هنا بإضافة؛ “ولا من ناحية الاضطراب”؟ إنها لحظات مقدسة عندما نبدأ بالتفكير بمن حولنا وما يعيق تقدمهن ونموهم واندماجهم في المجتمع، وواجب علينا أجمعين ان نخطوا خطة الى الأمام حتى وبأدنى مستوى من المشاركة لنحرك الساكن ونقوي الضعيف ونقنع أصحاب القرار بأن للكل حق في العيش الكريم والحصول على خدمات تتناسب واحتياجاته.
لا يخطر ببالي الآن سوى عبارة سمعتها في أحد الأفلام التي شاهدتها أمس الأول تتمحور حول أهمية التسليم لما يمكن أن يقوله الطفل لنا، ومن هنا نبدأ فعلا بالتغير وتوجيه انتباهنا لحاجاته ولمستواه ولقدراته ولاهتماماته… فالطفل يحمل في طبيعته خامة الاتصال وإن كانت ضعيفة نوعا ما، إلا انها تعمل لكن بمستوى متدني لدى أطفال التوحد، وبالتالي توجب علينا السماع بصمت وتأمل لحاجاته وتكريس الوقت الكافي لنتلمذ أنفسنا على الإصغاء.
إنها خبرات انسانية بتميز وأقول أن البركة تعم علينا إن عشنا مثل هذه الخبرات التي نقاد بها ولا نقود، نستمع فيها ولا نتكلم. إن دعوتي ورسالتي لهذا العام تحمل معها لهجة من الشدة والقوة والحزم، بل تريد أن تكون بمثابة “ماراثون” وطني نعلن به التحرر من القيود الكثيرة التي تكبلنا وتقودنا في اصدار الأحكام الخاطئة عن الآخرين.
وفي النهاية أهدي وأقدم كل تحية إكبار وإعزاز لكل أمهات وآباء أطفال التوحد الذي يعانون ويكابرون ويصمتون عن النقص في الخدمات والجهل في المعرفة وعدم وجود وعي، وكل ذلك من أجل محبة كبيرة تكاد أن تكون مثل الجمر في القلب من أجل أبناءهم. لنتضامن مع كل انسان مرتبط بتحدي التوحد، متأملا أن نخطو خطوات جديدة لهذا العام نحو الإبداع والتميز وذلك من خلال تقديم مبادرات ونشاطات وفعاليات يمكن لها أن تغير في مفهوم هذه الاضطراب وتقود المسؤولون وأصحاب القرار لدعم وضع سياسات ولوائح تنفيذية من أجل مصلحتهم. والبركة بالجميع وللجميع.