الإنتخابات الفرنسية.. شاب وإمرأة
تاريخ النشر: 26/04/17 | 5:46من الملاحظات التي لفتت انتباه المتتبع، وهو يتابع الانتخابات الفرنسية في دورها الأول لشهر أفريل 2017:
أوروبا العجوز سيحكمها الشباب، فالشاب ماكرون صاحب 39 سنة، حين اعتلى الشاذلي بن جديد الحكم في الجزائر سنة 1979، كان عمره عامين، فهو لا يتذكر حكم هواري بومدين كما قال أحد الزملاء، ولا يتذكر بداية حكم الشاذلي.
الرجل صاحب الأربعين سنة في الدول المتخلفة، ما زال يبحث عن عمل، ويجري وراء بيت، وينتظر مصروف اليوم من الوالد.
جعلت الدول المتقدمة من الكرسي وسيلة لخدمة الناس وأهل البلد، لذلك تنافس عليه 11 كوكبا، كل ينافس أخاه في خدمة المجتمع عبر الكرسي. والدول العربية جعلت من الحكم مسألة فرد و عائلة، فالحكم عندها غاية، والفرد يحكم باسم الدين وإلى يوم الدين.
تجاوزت الدول المتقدمة مسألة حكم المرأة إلى الأصلح ومن يخدم المجتمع بطريقة أحسن وأفضل، رجلا كان أو امرأة، ماري لوبان كانت أو ماكرون، ويكفي أنها تقدمت 10 رجال في الدورة الأولى.
مجرد إشاعات جعلت فيون يخسر خسارة كبيرة وهو العتيد المجرب، ما يدل أن المجتمع المتقدم لا يقبل بالفاسدين ولو كان يملك ماضيا يتباهى به، فالفساد خط أحمر ولو كان مجرد إشاعة. وتبقى المحكمة حق الفصل في القضايا المطروحة.
الرئيس هولاند لم يترشح لعهدة ثانية، والرئيس السابق ساركوزي لم يستطع حتى الفوز بأن يترشح للرئاسيات، وفيون العتيد لم يستطع الفوز في الدور الأول، وشاب في 39 من عمره يفوز في الدور الأول، وامرأة تتقدم الجميع، هذا هو المشهد السياسي والاجتماعي عند الدول المتقدمة.
الجميع يعترف بالهزيمة، والجميع يهنئ الفائز المنافس له، والجميع يجعل فرنسا ومجتمعه الفرنسي فوق الجميع وقبل الجميع. تحيا الفرنسيين، تحيا فرنسا، تحيا الجمهورية، هكذا نادت وبهذا الترتيب ماري لوبان حين أعلنت النتائج.
لن يحسم الصراع حول الرئاسيات بل سيشتد ضراوة في الأسبوعين القادمين، فلا أحد يزعم أنه أحق بالحكم، ولا أحد يزيح الاخر، ولن يكون الملك الأبدي، باسم الدين والعائلة والتاريخ، فسهر الليالي والصدق والتفاني في خدمة المجتمع، والحرص على مصالح العليا، هي السبيل إلى النجاح والفوز.
معمر حبار