معلولك معلولنا … إلى المناضل سليم الديب علي الصالح
تاريخ النشر: 01/05/17 | 18:07تشي منجزات النضال الفلسطينية، بطاقات الرفيق المناضل سليم الديب علي الصالح، (أبو جليل)، ابن قرية معلول المهجّرة وتحاول الجغرافيا الفلسطينية، ومنذ عقود الاختمار بمفاهيم وأفكار “الديب”، ليس من باب الاستمرارية فقط، وإنّما أيضا من باب البقاء الأبدي والتجذّر ونضال الكادحين أمثال “الديب”. قزّم النكبة رغم عنجهيتها، وفتفت تشنّجات الحكم العسكري بعدها، تلك التشنّجات التي هرّبت حواجز الحكم العسكري، ومن ثَمَّ، حواجز الاحتلال. أربكها وعرقل تقدّمها بحجارة أوديته الباقية. تواصل مع أنفاس الشعوب المظلومة، دافع عن ثورات المظلومين وحمل عاليًا أعلامهم بدون قيد أو شرط.
أحب معلوله وكان يصطحبها إلى كل مكان، إلى حيفا وبدون تصريح من الحاكم العسكري، إلى القدس العتيقة، إلى النور وإلى العتمة، ولن ينسى صحبتها في الزنازين، في سجن المسكوبية في الناصرة، ولن ينساها في غرف التحقيق.
كان يصطحبها إلى مكان العمل، والى المسرح والندوات الادبية والسياسية، إلى الاجتماعات والمظاهرات، إلى الافراح والاتراح، وعندما تنام كان يغني لها، لترتاح من تعب الزمان.
كان يصطحبها إلى كفر قاسم وإلى مظاهرة الأول من أيار، والقرى المهجّرة، يصطحبها إلى جبال الكرمل، إلى البحر وإلى معارك الأرض.
حفظ قصائد الشعراء المقاومين، ومقالات السياسيين المفكّرين الملتزمين بقضايا شعبهم.
وكان مرافقا للصمود والشموخ والعطاء، ومعطاء في زمن الأخذ والاستعطاء …
قارع تشنّجات الآخرين. انحيازه الى قريته المهجّرة، معلول، وأخواتها، جعله مناضلا بامتياز، فكّ قيوده النكبويّة وانطلق مع رفاقه من التقوقع الى آفاق الحياة متحدّيا السياط والضياع …
انغمست أفكاره ومفاهيمه بأسس النضال الصادق والمثابر، العمود الفقري للتاريخ المشرف لنا تحت الأرض وللباقين فوقها.
تواصل مع رفاق دربه في قرية يافة الناصرة التي هُجّر اليها من قريته معلول. تواصل مع أيامها النضالية، وتمازج مع مفاهيم قياداتها الوطنية المخلصة، فأصبح عاملا كادحاً وقائداً شعبياً في آن معا. أخرج من دائرة حياته قائمة العملاء، نبذهم وتصدّى لهم، ووثّق علاقته مع تاريخ شعبه المشرّف، ومع حاضره من أجل مستقبل أفضل. عالج اخفاقاته المبكية، تلاقح مع أرضه الجريح فأنجب الصمود وروى جذوره بينابيع دموعها. احتضنته واحتضنها، ارتاح فوق صدرها فغذّته بحليبها الممزوج بالكبرياء والأمل.
مشي مع ناسها المخلصين فترنخت حواسّه بطاقات العودة.
سيظل الرفيق الجليل “أبو جليل”، عاشقَ فلسطين الأبدي، من جنوبها حتى أعلى مرتفعات جليلها. وسيظل الرفيق الجليل مع جليله الجليل، يسير عليها من مائها الى مائها …!
لك يا جليلنا الحب والوفاء، ولجليلنا الحياة والبقاء، ولمعلولك، معلولنا، المسك والطيب والعودة والشفاء.
مفلح طبعوني