هستريا التسوس

تاريخ النشر: 17/03/14 | 1:25

لا شك ان التسوس من الامراض التى قد تستيقظ على انسجة الاسنان لدى كل انحاء البشر بغض النظر (العرق، الجنس، العمر…)، قد يعتبر التسوس من الاوبئة الاكثر انتشاراً في العالم منذ قدم الزمان في حال اهمال العلاج، ووقاية الاسنان.

يعتمد التسوس تحت دائرة مرور الزمن على زوايا المثلث الثلاث الاساسية:

الزواية الاولى: الاسنان الضحية التى تقع في قمة المثلث وتسمى المضيف.

الزواية الثانية: سكر الاحادي والمعقد الركيزة في منح بيئة غذائية لارتباط الكائنات الدقيقة

الزواية الثالثة: لا بد من وجود عامل الانتاج الكائنات الحية الدقية مثل البكتريا (…s.mutans، lactobacillus ) التى تعتاش على السكر في انتاجها بيئة حامضية التى تودي الى التسوس في فقدان معادن السن (demineralization ).

التسوس على مر العصور

العصور الحجرية: عُرف التسوس على انه نقاط سوداء مصبوغة تظهر على سطح الاسنان عند كبار السن، لا اهمية لها وتبقى حتى نهاية العمر.

العصور الوسطى: اعتبر التسوس مرض يتم علاجة بواسطة خلع الاسنان على يد رجال الكنيسة، يظهر عند الشباب على سطح السن، وعند كبار السن على سطح الميناء والاسمنت (CEJ ) نتجية طعامهم الصلب.

السبعينات: ازداد تفاقم التسوس عند كبار السن على سطح العاج، نتيجة لليونة طعامهم، وظهور الحلاقين كمصدر علاج لتسوس.

الثمانيات: انبثقت مدارس علاج التسوس، والتحدث عن نظريات التسوس المتعلقة باستهلاك السكر بشكل مباشر لذلك اعتمدت نظرية ميلير " كمية السكر المستهلكة في الدولة على عدد سكان الدولة ينتج التسوس لكل شخص "

التسعنيات: ظهر انتسار التسوس بشكل كبير بعد الحرب العالمية، طورت جوانب وقاية الاسنان وتوعية بزوايا التسوس في تحفظ من السكر والماكولات المحلاة التى اعتبرت مصدر اساسي لتعفن السن " كلما انحفضت نسبة استهلاك السكر عند الشخص ينتج هبوط في وتيرة التسوس".

القرن العشرين: اختلف مفهوم التسوس بشكل عميق في البحث عن مسببات المرض وطرق متطورة التى تفي لاحتاجات الاشخاص في العلاج، واكتشف موخراً انواع الكائنات الدقيقة المتعلقة بالتسوس مثل بكتريا lactobacillus التى تظهر في بدايات التسوس، s.mutans في تشكيل حفرة داخل السن، ودرست العوامل الموثرة على التسوس (الاولية، الثانوية).

عوامل التسوس

مع تطور العلم، وتقدم المعرفة والخبرات بمجال تعفن الاسنان، ترعرت عوامل واسباب قد تكون لها دور مباشرة وغير مباشر في التسوس الاسنان السلبي من اهم العوامل الاساسية:

العرق: اثبتت الابحاث ان النزعة العرقية، والمجتمع المشترك في تطوير تسوس الاسنان تختلف من مجتمع الى اخر مثل (المجتمع الصيني اقل تسوس من المجتمعات اخرى)، تاثر مقاومة التسوس لدى الصينين بواسطة بنية الجسم،وتركيبة العظم، وكيمة وتيرة اللعاب، وطريقة الاكل المتبعة، التوعية في محافظة على الاسنان تعطيهم ميزة قي مقاومة التسوس.

العمر: تختلف تركيبة السن في دورة كل جيل، يعتبر جيل 4-8 و 8-11 الجيل الاكثر عرضة للتسوس كون الاسنان ضغيفة في فترة ولادة او تبديل الاسنان، وتفتقر للمعادن وصلابة السن مما يصعب على الاسنان مقاومة ارتباط البكتريا على سكر سطح السن، وكذلك اكثر خطورة في تسوس جذر الاسمنت من جيل 55-65 نتيجة للالتهاب اللثة وتقهقر اللثة عند جذر السن المؤدي الى تراكم البلاك، ناهيك على تعرضه في فترة الشيخوخة على عدة امراض التى توثر على ضعف الاسنان (مرض السكرس، الضغظ، الاورام السرطانية…)

الجنس: ترتكز الابحاث العلمية في اختلاف تراكيب وبنية جسم الانثى عن الذكر، يقع عاتق التسوس الاسنان عند الاناث اكثر نتيجة بزوغ الاسنان الانثى وتعرضها للبيئة السكرية قبل شهور من الذكر، لكن اعتناء المراة باسنانها اكثر لاهتمامها بالجانب المظهري والخارجي بشكل اوسع.

عامل الوراثي والعائلي: ان جينات العائليه في تواجد نسل DNA يمنحك الاشتراك في بعض تراكيب الجسم المتوازية، يمثل في وجود نفس شكل الاسنان وتركيبة عظام الفك والاسنان، فيما يظهر دور العائله المصغر باتباع تساوي العادات والاعتقادات في نمط اسلوب الحياه، فلذلك نجد بعض العائلات لديها نفس وتيرة التسوس لاستهلاكها نفس كمية السكر، واعتنتائهم باسوب وقائي مشترك.

العوامل الثانوية

ترتبط علاقة غير مباشرة في تسوس الاسنان، لكن لا شك في دورها بتحديد مبررات التسوس من الناحية الاجتماعية والفكرية، والنفسية منها:

الجانب النفسي: وجود الانسان تحت توتر او ضغوضات صعبة تودي الى زيادة استهلاك السكر كسبب في تهديئة الاعصاب المتوترة، وتقليل من افراز اللعاب في منح المعادن المفقودة للاسنان ومقاومة بكتريا المتراكمة بالفم (xerostomia).

المكانة الاجتماعية ومستوى ثقافة العلم: تختلف مكانة الشخص، وصفة عمله باعطاءه رونقاً في التفكير المستقل بالتطور او الاهتمام الصحي وزيادة الوعي الثقافي من شخص الى اخر مثلاً: (تفكير الطبيب في وقاية من التسوس الاسنان اكثر من عامل نظافة او حارس عمارة او صاحب حرفة)، تعتمد المكانة الاجتماعية بالطبقة الراقية اكثر وعياً بالاهتمامات وعرضة التسوس من الطبقة الكادحة، كون لديهم احتاجيات مختلفة، واختلاف الفلسفة الفكرية لتلقي العلاج (فالمستوى المعيشة يتعلق باهتمامات الشخص، فينظر الغني على الاهتمام بالاسنان من الناحية الجمالية ومنظر الاسنان دون تسوس، اما الطبقة الكادحة يكفيها ان توفر الاحتاجيات الحياة الاساسية، وتعريفهم للعلاج فقط عند ظهور اللام). يتعلق مستوى المعيشة بعلاقة مستوى العلم،. فنظرت المتعلم في ادراكه لثقافة حتلنة الامراض اكثر، فكلما زاد مستوى العلمي ازدادت ثقافة الفرد باتباع نمط حياة اكثر اهتماماً في التسوس، (اثبت الابحاث 2011 ان نسبة اولاد اطباء الاسنان الذين يصابون بالتسوس 1.2% مقارنة 9.7% بالمجتمع الطبيعي).

جانب العمل: عمل الشخص له دور في تعفن الاسنان، فمثلا (صانع الحلويات او الطباخ يكون عرضه اكثر للتسوس في ارتباط السكر بالاسنان لتواجدة في بيئة ترغمة على ذلك ).

الامراض: تعتبر الامراض وعلاج الامراض بالادوية من اهم العوامل التى توثر على تفاقم التسوس منها:

مرض السكري: يختلف مريض السكري في انخفاض السكري وارتفاعه في الدم بمستوى التسوس، فانخفاض مستوى السكر في الدم يزيد من احتمالية التسوس نتيجة اخذ السكر وارتباطة على سطح السن، اما ارتفاع مسوى السكر في الدم يقلل من احتمالية تسوس الاسنان نظراً بالابتعاد عن البيئة السكرية.

الادوية المحلاة: من الاسباب في زيادة التسوس عند الاطفال يعود في استخدام شركات الادوية مضادات حيوية (مضادات الالتهاب، ادوية الاكتئاب، المهدئات..) يسود عليها طابع السكر لتجنت الطفل مرارة الدواء مما يتكون بيئة تسمح للانتاج التسوس

مرض العضال وعلاجاته: تصيب بعض السرطات الغدد اللعابية، التى تسبب في تقليل من افراز اللعاب التى يشكل مصدر دفاع اول عن الاسنان باحتوائه على معادن الفلويد والكالسيوم، الفوسفات المفيدة للاسنان (reminerzation )عند فقدان معادن الاسنان من البكتريا وبيئة الفم (deminerization)، وكذلك يساعد اللعاب على المحافظة ph درجة حموضية ثابتة في الفم، ويساعد في شطف الفم والاسنان من البلاك والبكتريا المتراكمة، اما علاجات وادوية امراض السرطان مثل العلاج الكيمائي والعلاج بالاشعة الفوق بنفسجية توثر على نجاعة افراز وتيرة اللعاب (xerostomia)، وتدمير الغدد اللعابية وتقلل من دفاع الجسم امام البكتريا.

الدخان والمخدرات: يودي الدخان الى منح الفم بيئة تساعد على ترعرع البكيتريا وزيادة نسبة عرضة التسوس، فالابحاث جامعة كالفونيا 2012 تشير ارتفاع بثلاثة اضعاف نسبة التسوس عند المدخنين وشاربي القهوة، اما المخدرات (المرحوانا، والجراس…) يودي الى كيميات كبيرة من التسوس لتاثر في نجاعة افراز اللعاب، قد اثبت اخصائيات 2010 ان نسبة التسوس عند متعاطي المخدرات تصل الى 43.8%.

العامل الجغرافي: يختلف العامل الجغرافي في ازياد نسبة التسوس وانخفاضه بمحددات كثيرة التى تتلائم مع موقع المناطق مثل (الحرارة، البعد الجغرافي عن خط الاستواء، ونجاعة الماء، تربة الارض، مصدر الطعام )، فالمناطق الحارة تكون اقل عرضة لتعفن الاسنان كون استهلاك المياه المفلورة بكميات كبيره الذي يساعد في شطف الفم من الشوائذ، وعامل خط الاستواء له دور في بناء عظم الاسنان عن الابتعاد عن خط الاستواء الى يوثر بفقدان فيتامينD (مصدره من الشمس يساعد في بناء تركيبة العظام)، ناهيك عن نوع التربة وخصابة الارض في انتاج طعام صحي وناجع اكثر الذي يقل من التسوس (تربة الحمراء تحتوي على معادن وفلوريد ومعادن اخرى تساعد عن صلابة والقوة الدفاعية لميناء السن).

الحروب والصراعات: ادت الحروب الى انخفاض احتمالية عرضة الاسنان لتسوس، نتيجة لنقص الموارد الغذائية، ونجاعة الطعام (نقص البروتين، والدهنيات، السكريات والمعادن) وازدياد نسب الوفيات مما ادى الى انخفاض نسبة النمو لدى الاطفال.

تعتبر عوامل التى توثر على التسوس من اهم معضلات المرض والتى تساعد في طرق العلاج والسيطرة على التسوس، واكتشاف تفاقم المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة